أحداث تاريخية

طاعون عمواس

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

طاعون عمواس أحداث تاريخية الطب

كان ذلك أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، في عام يقدرونه بحوالي 640م، حين كانت جيوش المسلمين المتتابعة في غزواتها لأرض مصر والشام تتصدى لجيوش الروم هناك، يقودها أبو عبيدة بن الجراح.

"وعمواس" هذه هي مدينة صغيرة متواضعة من مدن فلسطين، ولم يكن لها شأن في التاريخ ولا ذكر إلا عندما داهم وباء الطاعون جند المسلمين المعسكرين هناك، فأصاب منهم من أصاب، وقتل من قتل مما قدروهم بخمسة وعشرين ألف شهيد لداء الطاعون وليس شهيد قتال. 

كمان من ضمن هؤلاء بعض قادة المسلمين الكبار وعلى رأسهم أبو عبيدة نفسه، ومعه يزيد بن أبي سفيان ومعاذ بن جبل، ومنهم أيضاً الحارث بن هشام الذي كان يرافقه سبعون من أهل بيته، أصيبوا وماتوا جميعاً باستثناء اربعة منهم فقط.

والقصة التي تروى في هذا الصدد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب تستحق أن ترصد هنا، ففيها عبرة وعظة، وفيها دلالة على عظمة عمر بن الخطاب واتساع أفقه، إذ أنه كان قد عزم على أن يتفقد جيوش المسلمين المحاربة في الشام.

 

فتوجه إلى هناك مع جمع من المسلمين، حتى إذا ما بلغ موضعاً من تبوك لقيه بعض أجناد المسلمين العائدين من الشام، فأخبروه بما صار إليه حال الجيش من سوء وبلاء، فما كان من عمر إلا أن جمع من معه من مهاجرين وأنصار، ليستفتيهم في الأمر إذا ما كان عليه أن يواصل المسيرة أم يرجع.

وبعد أخذ ورد قرر عمر أن يرجع إلى المدينة، فقال لهم: "إني راجع فأرجعوا".

وما إن سمع أبو عبيدة بالذي صار حتى قال لأمير المؤمنين: "أفراراً من قدر الله يا عمر"؟

 

فأطرق أمير المؤمنين رأسه ملياً ثم أجاب:

"لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!!.

نعم هو فرار من قدر الله ولكن إلى قدر الله ".

وما زالا يتجادلان حتى أقبل عليهما عبد الرحمن بن عوف وقد سمع بالخبر فقال:

"عندي من هذا علم… لقد سمعت رسو الله صلى الله عليه وسلم يقول:

إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم به فلا تخرجوا فراراً".

بعدها عاد عمر إلى المدينة ولكن أبا عبيدة واصل المسيرة إلى الشام ليصاب هناك بالداء ويموت به.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى