إسلاميات

نبذة تعريفية عن الصحابي “عمرو بن العاص”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الصحابي عمرو بن العاص إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

هو عمرو بن العاص بن وائل السهمي. وبنو سهم فرع من فروع قريش. عمل عمرو في الجاهلية بالتجارة، فكان ينقل السلع والمتاجر ما بين الشام واليمن والحبشة والحجاز، فاكتسب بذلك خبرة وثقافة وثروة.

واشتهر عمرو في الجاهلية بالتجارة، فكان ينقل السلع والمتاجر ما بين الشام واليمن والحبشة والحجاز، فاكتسب بذلك خبرة وثقافة وثروة. واشتهر عمرو بالدهاء والشجاعة والذكاء.

وعندما ظهر الإسلام كان عمرو بن العاص من المعارضين له. فقد كان من بين أعضاء الوفد الذي أرسلته قريش إلى نجاشي الحبشة، لإقناعه برد المسلمين الذين هاجروا إلى بلاده فرارا من اضطهاد الكفار لهم في مكة.

 

ولكن النجاشي رفض طلبهم، وعاد الوفد القريشي إلى مكة خائبا. كذلك قام عمرو بن العاص باستنفار القبائل العربية وتحريضها للانتقام من المسلمين مما حل بقريش من هزيمة في غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية للهجرة.

ولكن بعد هزيمة قريش في غزوة الخندق (الأحزاب) في السنة الخامسة للهجرة أدرك عمرو أن الإسلام دين الحق، وأن النبي، صلى الله عليه وسلم، صادق في دعوته، وأن المستقبل للدين الإسلامي، ولهذا كله اتجه إلى المدينة، ووقف بين يدي الرسول، صلى الله عليه وسلم، معلنا إسلامه (سنة 8هـ).

وكان ذلك في اليوم نفسه الذي أسلم فيه خالد بن الوليد. وقد فرح الرسول، صلى الله عليه وسلم، بإسلام عمرو، وقال كلمته المشهورة «أسلم الناس وآمن عمرو».

 

ومنذ اللحظة الأولى، التي اعتنق فيها عمرو بن العاص الإسلام وضع نفسه في خدمة الدعوة الإسلامية. فطلب منه الرسول، صلى الله عليه وسلم، بعد فتح مكة، في السنة الثامنة للهجرة، هدم صنم سواع، الذي كان في موضع بالقرب من مكة.

وقام عمرو بتحطيم ذلك الصنم الذي كانت تعبده قبيلة هذيل في الجاهلية. كما بعثه النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى عمان، في السنة التاسعة للهجرة، ليدعو حاكميها الأخوين إلى الإسلام.

ونجح عمرو في ذلك فاعتنق الأميران الإسلام. وظل عمرو في عمان يجمع الصدقات من أغنيائها ويوزعها على فقرائها، حتى وفاة الرسول، صلى الله عليه وسلم، في عام 11هـ : 632 م.

 

وفي عهد الخليفة أبي بكر الصديق، قام عمرو بن العاص، بدور جديد في خدمة الإسلام، إذ كان بين الأمراء الذين بعث بهم أبو بكر للقضاء على المرتدين عن الإسلام.

ومن ثم كان عمرو بين الأمراء الذين بعث بهم أبو بكر الصديق لفتح بلاد الشام. وكان واحدا من القادة الكبار الذين شاركوا في معركة اليرموك، التي انتصر فيها المسلمون على الروم، في جنوب بلاد الشام، عام 15 هـ : 636 م.

وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب استمر عمرو بن العاص في الجهاد في سبيل الله.

 

فقد كان قائدا لمعركة «أجنادين» في فلسطين، التي انتصر فيها المسلمون على الروم انتصارا باهرا، كما شارك عمرو في فتح مدينة دمشق. هذا إضافة إلى فتوحاته في فلسطين، حيث نجح في فتح غزة ونابلس واللد ويافا وغيرها.

وأقنع عمرو بن العاص الخليفة عمر بن الخطاب بضرورة فتح مصر، وبدأ بفتحها بلدا بلدا، وتوجها بفتح الإسكندرية. وقد استغرق فتح مصر نحو ثلاث سنوات (19 – 21 هـ: 640 – 642 م).

وفقد الروم، بفتح المسلمين لمصر، إقليما من أهم أقاليمهم من الناحية الاقتصادية والجغرافية والبشرية. وعين الخليفة عمر بن الخطاب عمرو بن العاص واليا على مصر.

 

وقام عمرو في أثناء ولايته هذه بحفر خليج يربط بين نهر النيل والبحر الأحمر، وببناء مدينة الفسطاط، ما بين النيل والمقطم. هذا فضلا على بناء الجامع المعروف باسمه والذي يعد أقدم جوامع إفريقية.

وعندما تولى عثمان بن عفان الخلافة، قام بعزل عمرو بن العاص عن ولاية مصر. فاعتزل عمرو الشؤون السياسية والعسكرية فترة من الزمن، عاش خلالها في فلسطين مع ولديه: عبد الله ومحمد. ولكنه ظل يراقب ما يجري على الساحة الإسلامية من أحداث.

 

فعندما قتل الخليفة عثمان، تحالف عمرو بن العاص مع معاوية بن أبي سفيان، وقدم له المساعدة السياسية والعسكرية، حتى تمكن من اعتلاء منصب الخلافة.

أمضى عمرو بن العاص بقية حياته واليا على مصر من قبل معاوية، حتى توفاه الله سنة 43 هـ : 664 م. ودفن بجوار المقطم في مصر. كان عمرو بن العاص صحابيا جليلا، فارسا مقداما وسياسيا بارعا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى