الطب

الأفكار النهائية حول تصميم الهياكل العملانية في برنامج استئصال دولي

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

قدم القرن الواحد والعشرون فرصة لا سابق لها لحل بعض أكبر التحديات، بما فيها استئصال الأمراض التي تصيب الإنسان.

فاستئصال الأمراض هو الآن أكثر نجاحاً من أي وقت مضى، مع تحسن تدخلات العلاج والتشخيص والتقنية والتقدم في العلوم الاجتماعية ونظرية الإدارة. وما نحتاج إليه في آخر المطاف هو المنظور الجديد وطرق مبتكرة في التعاون، وطرق متجددة لإدخال مجموعة أوسع من العاملين في تصميم وتنفيذ هذه الحلول.

فالإعلام الاجتماعي، وتسويق القضايا، والمحفزات الضريبية، وترتيب الأمور المالية وآليات كثيرة أخرى تتواجد لتكمل الدعم المالي من الحكومات المانحة التقليدية والهيئات من جنسيات متعددة. ونتوقع أن توجد العولمة والتقنية دائماً آليات جديدة في تحصيل التمويل لتعزيز المصادر المالية من أجل البرامج الصحية في العالم.

وبتشجيع من الأفراد الذين يؤدون مساهمات صغيرة في أعمال الصدقات والقضايا الانسانية نرى أن الأعمال الصغيرة التي تنم عن الإحسان وحب الإنسان الآخر لديها القدرة على التضافر داخل وخارج ندوات تقنية لتصبح جزءاً من ثقافة التبرع.

فنظم التسويق ووضع العلامات التجارية، والدعاية والعلاقات العامة سوف تستمر في زيادة الوعي وربط الناس بقضايا الصحة في العالم. وسوف تظهر مجموعات اجتماعية جديدة في مختلف مجموعات البشر السكانية. ومع مرور الزمن سوف تزيد هذه المجموعات من فعاليتها في تعبئة العمل الجماعي حول قضية ما.

ولقد غيرت وسائل الاتصال أو الإعلام الاجتماعي، مثل الفيسبوك Facebook، والتويتر Twitter، واللينكد إن LinkedIn، واليوتيوب YouTube وماي سبيس MySpace، الطريقة التي ننظر بها إلى عالمنا ومجموعات سكاننا التي نتبادل التأثير معها ونختلط معها.

ولقد أصبح الآن أمراً عادياً أن يتحالف غرباء في أداء رسالة مشتركة ضمن 140 دور أو أقل (تويتر) أو أن "يصبحوا أنصاراً" لقضية أو رأي (فيسبوك) أو أن يأخذوا زمام المبادرة، ومن خلال الفيديو أن يوثقوا أحداثاً حدثت حقيقة في وقتها، عندما يكشفون عنها ويعلمون العالم بها (يوتيوب).

وعلى المستوى الفردي، فإننا جميعاً الآن مجهزون بالعديد من وسائل الاتصال بين الفرد وجميع الناس. فالانفجار الذي حدث في وسائل الإعلام الاجتماعي وما يرافقه من الوعي المتزايد بأن جماعات السكان من البشر يحتاجون إلى التوحد في ايجاد حلول للمشاكل التي تحل بكوكبنا، وفي تأمين فرص جديدة أمام برنامج استئصال للتعاون مع المجتمع المدني.

 

فالتقنية توفر الإمكانية لإيصال موضوع ما إلى جموع البشر على نطاق واسع وبسرعة، لتحقيق الإجماع والارتباط، وإيجاد الحلول المبتكرة للمشاكل.

ونعتقد أن من أساسيات نجاح برامج الاستئصال في مستقبل ما يكمن في طرق التفكير الجديدة حول أهمية الناس في عملية الاستئصال، وليس فقط توفر الوسائل لاستئصال المرض. فالجماعات البشرية الموجودة على شبكات الانترنت ستزيد من إمكانية التعاون والمشاركة في أفضل الإجراءات، وأن التوصل إلى المعلومات سيمكّن العاملين ضمن الجماعات الواسعة من تشكيل الآراء والرد على التحديات ويدعمون توليد أفكار جديدة

على كل حال، وبنفس الطريقة، فإن التوصل السهل إلى المعلومات يمكن أن يؤدي إلى انتشار الإشاعات والمعلومات المغلوطة بسرعة، مما يبطئ أو يعيق التقدم في نهاية المطاف. ولذلك فإنه يجب على برامج الاستئصال أن تكون متيقظة وتستعد للتصدي للتحديات الجديدة كما تتهيأ لنيل المنافع في عصر تقنياتنا الحديثة.

نأمل من أية مبادرة استئصال في المستقبل أن يساعد التدرب ووسائل الإدارة المزودة بالمعلومات في إنشاء مهارات وكفاءات، يدعمها المزيد من دوائر اتخاذ القرار غير المركزية، وعندها سيزداد الإحساس بالمسؤولية الشخصية عندما يوضع المزيد منها على كاهل الأفراد على كافة المستويات ضمن الجماعات والمنظمات.

لقد دخلنا عصر الإمكانيات الجديدة. ولنتقدم بجهودنا للاستئصال إلى داخل القرن الواحد والعشرين، يجب أن نتبنى مفهوماً جديداً في المشاركة – مفهوماً نبيهاً ورشيقاً ومرناً قائماً على المشاركة في القيادة. إذ يجب أن تسخّر الوسائل الجديدة المتوفرة في القطاعين الاجتماعي والتقني، ونتحدى دائماً ما كنا افترضناه سابقاً، ونتكيف بحيث تنشأ برامج جديدة. فإذا ما نجحنا في ذلك فقد نتأمل بدخول القرن الثاني والعشرين بعد أن نكون قد انتصرنا على أمراض أخرى أصابت الجنس البشري.

 

توصيـات

1- يجب أن تقوم جهود الاستئصال في القرن الواحد والعشرين على المشاركة بين الهيئات والأفراد. ويجب أن يضعوا العناصر الرئيسية اللازمة للنجاح في بنية ديناميكية مرنة، يستطيع كل مشارك فيها أن يساهم في النجاح. وفي صميم هذه المشاركة يجب أن تتواجد مجموعة من هيئات الرواد، الملتزمة بتحقيق هدف الاستئصال.

2- يتطلب الأمر دعم إدارة الأعمال الجيدة والقيادات الماهرة لبرامج الاستئصال، ويجب إيجادها في منظمات من المشاركين الرواد خلال مراحل تشكيل مبادرات استئصال الأمراض.

3- ولضمان المساءلة الدولية يجب على جمعية الصحة العالمية أن تؤمن وجود منتدى لتقديم تقرير سنوي للمستثمرين حول التقدم الذي تم إحرازه في الاستئصال.

4- يجب تبني البحوث العلمية كجزء من الخطة الاستراتيجية للاستئصال، ويجب استخدامها بشكل فعال لتحديث وتعديل البرنامج من أجل إحراز النجاح.

5- يجب على المشاركين الرواد أن يتواصلوا ويجتمعوا باستمرار لتسهيل التعاون ويتفاوضوا حول تغير الأدوار والمسؤوليات.

6- تقوية المنظومات الصحية هو هدف هام لأي مجهود استئصال، إلا أنه يجب أن توضع جهود تقوية المنظمات الصحية ضمن نطاق برنامج الاستئصال، ويبقى العبء على القطاع الصحي الأوسع بأن يغتنم الفرصة التي توفرها أية جهود استئصال لتقوية الأنظمة الصحية.

7- يجب على هيئة استشارية مركزية قوية تتألف من أناس ذوي مواصفات وخبرات ممتازة أن تقدم الإرشاد التقني لجهود الاستئصال العالمي.

8- يجب أن تتشكل هيئة مستقلة من الناس المحترمين الأكفاء كمجموعة مراقبة مستقلة لتقدير النجاح في تحقيق هدف الاستئصال وعرضه على جميع المستثمرين بمن فيهم الرواد؛ ويجب أن تشكل تقديراتهم الأساس في التقارير التي ستقدم إلى مجموعة الصحة العالمية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى