التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

هدف إقامة “المعرض العظيم”

2016 عصر البخار

جون كلارك

KFAS

التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

يعتبر المعرض العظيم، الذي أقيم في لندن عام ١٨٥١، أول معرض دولي صمم لإبراز مدى الإنجازات البشرية.

لكنه في حقيقته ركّز على العلوم والتكنولوجيا وبلغت نسبة العروض البريطانية والأقطار المنضوية تحت لواء إمبراطوريتها أكثر من النصف.

أصبح الأمير ألبرت (١٨١٩-٦١)، زوج الملكة فيكتوريا، عام ١٨٤٣ رئيساً للجمعية الملكية للفنون. خطرت على باله بعد ست سنوات فكرة إقامة معرض تعرض فيه «صناعات الأمم كلها».

تميز العصر- بنهاية عصر الثورة الصناعية – بتمركز الصناعة في بريطانيا، مما جعلها جديرة بوصفها مشغل العالم. قدمت الملكة فيكتوريا أول مساهمة مالية للمشروع . وعلى إثر ذلك تقاطر كبار رجالات الصناعة بمساهماتهم لجمع ٨٠,٠٠٠ جنيه استرليني وهو المبلغ اللازم لتشييد المبنى الجديد.

كلف المعماري الإنجليزي جوزف باكستون (١٨٠١-٦٥) بتصميم المبنى العظيم الذي يضم المعرض، والذي شيد في حديقة هايد بارك في لندن (لم تحظ التصميمات السابقة، وعددها ٢٤٥ تصميماً، التي قدمت في مسابقة لهذا الغرض، بالقبول).

 

شارك في المعرض حوالي ١٤,٠٠٠ شركة عرضت أكثر من ١٠٠,٠٠٠ عينة من منتجاتها الصناعية. شملت المعروضات كل ما يمكن تصوره بدءاً من الاّلات الثقيلة مثل مكابس الطباعة والقاطرات والاّلات الهيدروليكية إلى منتوجات صغيرة للغاية مثل سكاكين الموائد والمجوهرات.

بلغ عدد المنتوجات المعروضة من الولايات المتحدة ٥٦٠ منتجاً من بينها ألة سايروس ماكرومك (١٨٠٩-٨٤) ومسدس صامويل كولت (١٨١٤-٦٢) متعدد الطلقات.

ضمت المنتوجات الأمريكية أيضاً علكة التبغ التي اعتبرت ذات هوية أمريكية بحتة. من جانبها عرضت فرنسا ١,٧٠٠ منتج. استمر المعرض على مدى ٢٣ أسبوعاً استقبل خلالها ما يربو على ٦ ملايين زائر (توافدت غالبية الزوار على المعرض بالقطارات). نجح المعرض أيما نجاح، بل وحقق أرباحاً كذلك .

 

كان المعرض الكبير عام ١٨٥١ أول معرض من بين مجموعة من المعارض الدولية التي أقيمت في أوروبا وأمريكا الشمالية خلال القرن التاسع عشر (أطلق البعض مسمى الاستعراض أو المهرجان على هذه المعارض) – على سبيل المثال معارض فيينا وباريس ونيويورك وشيكاغو.

ومن أكبر المعارض التي تلت المعرض العظيم المعرض الذي أقيم في شيكاغو خلال الفترة من الأول من مايو وحتى الثلاثين من أكتوبر عام ١٨٩٣.

سُمي معرض شيكاغو المعرض الكولومبي الدولي عاكساً الاحتفال بمرور ٤٠٠ سنة على اكتشاف أمريكا. قامت مجموعة من معماريي الساحل الشرقي بإعداد مخطط موقع المعرض قبل ثلاث سنواتٍ من موعد إقامته، ونتج عن تعاون هذه المجموعة بناء ١٥٠ مبنى أصبحت تعرف فيما بعد بالمدينة البيضاء (وايت ستي).

 

صممت المباني بواجهات بيضاء ناعمة على نمط المعمار الأمريكي التقليدي، وبالاسلوب المعروف ببلاط الشرف، حول هور اصطناعي (بحيرة اصطناعية) يفتح على بحيرة متشغان. احتوى الطريق إلى البحيرة أعمدة على جانبيه.

شكل النمط الموحد لمباني المعرض بداية ما يعرف بعصر الفنون الجميلة في أمريكا الذي هيمن أسلوبه المعماري على تصميم مراكز المدن الأمريكية في السنوات الأربعين التالية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى