التاريخ

الجهود التي بذلتها “مدام كوري” أثناء الحرب العالمية الأولى

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

جهود ماري كوري في الحرب العالمية الاولى الحرب العالمية الأولى مدام كوري التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

ها هي ذي الحرب العالمية الأولى تندلع نيرانها ويستعر أُوارها. وهنا وجدت مدام كوري أن عليها واجبين: الأول إخفاء ما عندها من راديوم خشية وقوعه في أيدي المعتدين، والثاني المساهمة في تخفيف آلام الجرحى والمصابين .

وللقيام بواجبها الأول عمدت إلى الأنبوب الذي يحتوي على ما عندها من راديوم وأسرعت به إلى بوردو حيث وضعته في حرز أمين. ومن ثم قفلت عائدة إلى باريس لايقلقها خطر الغزاة على أبوابها ولا طائراتهم في سمائها .

وللقيام بواجبها الثاني اكبَّت على جمع ما استطاعت جمعه من آلات العلاج بالراديوم، كما نظَّمت عدداً من وحدات الأشعة السينية لعلاج الجنود الجرحى وأشرفت بنفسها على تشغيلها.

وأخذت تقوم بجولات في طول البلاد وعرضها كملاكٍ للرحمة ذي وجه أبيض جميل وأصابع تآكلت بفعل الأحماض وغيرها من المواد الكيميائية .

 

واستنفرت بنات باريس لاستعمال تلك الآلات في المعالجة، فلبَّت نداءها مائة وخمسون فتاة كانت بينهن أبنتها إيرين وهي في السابعة عشرة من عمرها.

وأقامت عالمتنا فيهن شهرين تحمَّسهن وتعلِّمهن . وتعلمت هي قيادة السيارات وجعلت تنقل آلات العلاج إلى مستشفيات الجيش وتقيمها فيها (شكل رقم 241)، وعلى الرغم من تعبها وألمها وحزنها فقد كانت مستعدة دوماً للترفيه عن الجرحى بابتسامتها المشجِّعة ولمستها الحانية وكلماتها الرقيقة ونظراتها المتفائلة.

 

وكان الذعر يصيب الجنود عندما يرون جهاز الأشعة السينية المخيف ويسألون : "هل يسبب ألماً؟" وكان جوابها الذي لا يتغير "ابداً … مطلقا … إن الأمر ليشبه التقاط صور لكم". ويبين شكل رقم (242) معالجة حديثة بأشعة الرَّاديوم.

وتقدَمت ابنتها إلى صفوف النار، بل إلى منطقة إيبرس حيث كان غاز الكلور السام يفتك بالجنود فتكاً وطنية متوهِّجة وحماس دافق وحب للوطن من أم وابنتها لا يهن ولا يلين .

ووضعت الحرب أوزرها وارتدَّ الجيش  الألماني عن فرنسا، وهنا عادت عالمتنا مطمئنة إلى بوردو وأخرجت خبيئتها الثمينة وقفلت بها راجعة إلى باريس.

رجعت للرحلات ومظاهر التكريم والمقابلات والأوسمة والمحاضرات والمآدب والسعي والكدح … والأحزان.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى