الطب

المقاييس النفسية لمريض فقدان الشهية العصبي

1997 فقدان الشهية العصبي

الدكتور أحمد محمد عبدالخالق

KFAS

المقاييس النفسية لمريض فقدان الشهية العصبي الطب

وضعت مقاييس (محدودة العدد) لقياس فقدان الشهية العصبي من وجهة نظر الشخص ذاته، وتتكون هذه المقاييس من مجموعة من الأسئلة أو العبارات الخبرية، يجيب الشخص عنها بنفسه عن نفسه باختبار من : نعم/ لا، أو موافق/ غير موافق.

وتصلح مثل هذه القياسات لقياس فقدان الشهية العصبي من وجهة نظر الشخص نفسه لدى مجموعات كبيرة من المفحوصين وبخاصة المستهدفين منهم لهذا المرض كالمراهقين وطلاب الجامعة.

 

ويمكن أن تستخدم هذه المقاييس في ثلاثة جوانب على الأقل كما يلي:

1- دراسة معدلات انتشار Prevalence rates اضطراب فقدان الشهية العصبي في جمهور معين كطالبات المدارس الثانوية أو الجامعة. ودراسات معدلات الانتشار هي الأساس في علم الأوبئة Epidemiologyن حيث تحدد الحالات لكل مائة ألف من جمهور معين.

2- الكشف المبكر Early detection عن حالات فقدان الشهية العصبي في مجتمع محدد كالمراهقات أو طالبات جامعية معينة أو العاملات في مجال معين.. وهكذا. ولدراسات الكشف المبكر أهمية وقائية كبير، وبقدر ما تكون الوقاية خير من العلاج، تكون أهمية مثل هذه الدراسات.

3- فحص الجوانب أو المتغيرات المرتبطة بفقدان الشهية العصبي كالاكتئاب، الثقة بالنفس، صورة الجسم، مفهوم الذات، الانبساط/ الانطواء (وهو البعد في الشخصية)… وغير ذلك.

 

والمقاييس المتاحة في هذا المجال غير كثيرة، ولذا وضع باحثان عربيان المقياس العربي لفقدان الشهية العصبي، وهو ما نفصل القول عنه فيما يلي:

 

المقياس العربي لفقدان الشهية العصبي

قام هذان الباحثان بتأليف هذا المقياس عام 1990، وأجريا بوساطته دراسة نشرت عام 1992م. ومر تأليفه بمراحل فنية متعددة حتى وصل إلى صورته الأخيرة. ونوجز هذه المراحل – دون الدخول في تفصيلات فنية كثيرة – كما يلي:

رجع الباحثان إلى التراث المنشور في مجال كل من علم النفس المرضي والطب النفسي، هذا فضلاً عن الخبرة العامة لهما. واعتماداً على هذه المصادر الثلاثة صيغ اثنان وعشرون بنداً (عبارة) صياغة عربية فصحى سهلة.

ثم قدمت الصيغة المبدئية لعدد من المحكمين المتخصصين في مجالي الطب النفسي وعلم النفس المرضي، وهم من أعضاء هيئة التدريس والمدرسين المساعدين قسم الطب النفسي بكلية الطب، وقسم علم النفس بكلية الآداب، وجميعهم في جامعة الإسكندرية.

وطلب من هؤلاء المحكمين تقدير مدى كفاءة كل عبارة في قياسها لاضطراب فقدان الشهية العصبي، اعتماداً على مقياس محدد متدرج. وحذفت نتيجة لذلك ثلاث عبارات.

 

بعد ذلك طبق هذا المقياس على 107 من طالبات جامعة الإسكندرية، وأجريت تحليلات إحصائية أهمها: معاملات الارتباط بين كل بند والدرجة الكلية، حيث تراوحت بين 0.328، 0.657 ، وجميعها جوهرية إحصائياً عند مستوى 0.01 ووصل معامل ثبات المقياس بطريقة التنصيف إلى 0.68 (بعد تصحيح الطول بمعادلة سبيرمان – براون)، ويشير هذا المعامل إلى اتساق داخلي للمقياس مقبول برغم قصره.

ثم حللت البنود الخمسة عشر المكونة للمقياس في صيغته النهائية تحليلاً عاملياً، واستخرجت أربعة عوامل Factors أو مكونات Components استوعب55.6% من التباين المشترك. وقد أسميت هذه العوامل كما يلي:

1- القلق من زيادة الوزن.

2- كراهية الطعام.

3-  أعراض فقد الشهية.

4-  الإنقاص المتعمد للوزن.

 

ويبين جدول (3) الصيغة الأخيرة لهذا المقياس.

وكشفت هذه الدراسة أيضاً عن ارتباطات جوهرية موجبة بين فقدان الشهية وكل من: الاكتئاب، والقلق، والوساوس، فوصلت المعاملات على الترتيب إلى: 0.434، 0.275، 0.201 وقد استوعبها جميعاً عامل واحد، تراوحت تشبعاته بين 0.791، 0.418، وسمي عامل فقدان الشهية والاضطرابات العصابية.

***

وبعد هذا العرض لمحكات فقدان الشهية العصبي وهي: توافر معايير معينة، وقياس الوزن بالنسبة إلى الطول والجنس، والفحس الطبي، والقياس النفسي، نعرض في الفصل الثالث لسلوك مريض فقدان الشهية العصبي وشخصيته.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى