علوم الأرض والجيولوجيا

التربة والنباتات والمناخ المحلي

2013 دليل التنبؤ الجوي

ستورم دنلوب

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

تؤثر طبيعة التربة ونباتاتها في أية منطقة على الطقس، وتعرف النسبة بين كمية الإشعاعات التي تسقط على السطح والتي تنعكس باسم نسبة البياض وهي تظهر كنسبة مئوية، وتختلف هذه النسبة بشكل كبير حسب طبيعة السطح الذي يؤثر على كيفية ارتفاع حرارتها خلال النهار، وتظهر في الأسفل بعض الأمثلة على نسبة البياض:

وعليك ملاحظة الاختلاف الكبير بين نسبة بياض الماء عندما تمس الإشعاعات السطح فقط (5%) وعندما يسقط عليه عمودياً (70%)، وبالمقارنة تكون نسبة بياض السحب حوالي 50-60%، وبالطبع فإن الأسطح التي تكون عمودية نوعاً ما للإشعاعات ستسخن بسرعة أكثر من الأسطح التي تقع فيها الإشعاعات على زاوية ضحلة من السطح (وهذا بالتأكيد هو السبب الرئيسي للاختلاف الكبير في التدفئة الشمسية بين خط الاستواء والقطبين).

كما أن الأسطح داكنة اللون تمتص حرارة أكثر، فالتربة داكنة اللون مثلاً أكثر دفئاً من التربة فاتحة اللون وبالتالي فإنها ستكون آخر ما يتأثر بالصقيع الليلي.

والهواء عازل فعال جداً ويعني ذلك أن أي هواء يعلق ضمن التربة سيخفف من تأثير الحرارة خلال النهار على الطبقات السفلى، وهكذا يبقى الرمل الجاف (مثلاً) بارداً جداً في الأسفل على الرغم من أن السطح يبقى ساخناً جداً خلال النهار، كما أنه يفقد حرارته بسرعة خلال النهار لأن الهواء بين جزيئات الرمل لا يحافظ على حرارته بسرعة كالماء، وهذا هو السبب الذي يجعل أسطح المناطق الصحراوية حارة جداً خلال النهار وباردة جداً في الليل.

ويخفف الماء الموجود في التربة من تأثيرات التسخين خلال النهار والتبريد خلال الليل، فخلال النهار على سبيل المثال تتغير درجة حرارة التربة المبتلة تغيراً بسيطاً، ويتبخر الماء من التربة المبتلة والنباتات إلى الهواء مما يؤدي إلى تبريد السطح، وبالتالي يتشكل الندى والصقيع أولاً في مروج الحدائق ويظهر غبار ضحل فوق المناطق المغطاة بالعشب أولاً كضفاف الأنهار والجداول، أما خلال الليل فيتشكل الشابورة والضباب في الطرق حيث تكون النباتات كثيفة والتربة رطبة حتى ولو كانت الأرض والطريق عاديتين ولا تمران بأي مجرى مائي، وتكون التربة في المناطق الصافية بين الضباب عارية وجافة نسبياً.

وكما هو مذكور مسبقاً فإن منحدرات وتوجه السطح (أي تعرضه) مع نوع المادة التي تشكّل التربة والنباتات تعمل مع بعضها لتشكيل نطاق واسع من المناخ المحلي الذي يؤثر على أنواع النباتات التي تنمو في منطقة معينة، إلا أن الحماية التي تقدمها الجدران وحواجز الريح على سبيل المثال قد تؤدي إلى اختلاف كبير في نوع النباتات التي ستنمو، بينما تسمح المنحدرات للهواء البارد بالهبوط إلى موقع أكثر انخفاضاً مما يجعل النباتات التي عليها أقل عرضة للتضرر بالصقيع، ويمكن أحياناً للتدخل البشري أن يغير حالة طبيعية إذ أن منطقة ريكمانسوورث حيث يحدث صقيع شديد أكثر من المناطق المحيطة لم تكن تتعرض لأية حالات صقيع حتى تم بناء جسر للسكك الحديدية عبر الوادي مما منع الهواء البارد من التبخر وتشكل الهواء البارد جداً في الوادي، وقد تم تسجيل أكثر درجات الحرارة انخفاضاً في جنوب إنكلترا هنا.

وأحد تأثيرات النباتات الهامة جداً لبعض الأشخاص هي إنتاج غبار الطلع، وعلى الرغم من أن الذين يعانون من الحساسية هم أكثر المتأثرين بغبار الطلع إلا أن غبار طلع العشب هو الأكثر تأثيراً، وتكون كمية غبار طلع العشب المنبعث في الهواء أكبر في بداية فصل الصيف عندما تسخن الشمس المساحات العشبية في الأيام التي يكون فيها الهواء متقلباً، ويحمل الحمل الحراري على شكل حراريات غبار الطلع إلى الرياح الأقوى التي تتشكل فوق طبقة حدية حيث تنتقل فوق المناطق المحيطة وتبقى معلقة حتى يتلاشى الحمل الحراري في الساعة 5 أو 6 تقريباً في فترة بعد الظهيرة، وهذ هو وقت الذروة لغبار الطلع حيث تصل الكمية اليومية لغبار الطلع إلى حدها الأقصى، وعندما تؤدي الرياح المعتدلة إلى طقس جاف تكون الكميات الكبيرة من غبار الطلع أمراً طبيعياً، كما تكون الطبقات السفلى من الهواء متقلبة بسبب درجة الحرارة المرتفعة للسطح فيقوم الحمل الحراري بتشتيت غبار الطلع.

كما تطلق بعض الأشجار كميات كبيرة من غبار الطلع في الهواء، ففي كندا واسكندنافيا على سبيل المثال يكون هناك كميات كبيرة من غبار طلع شجر القضبان والصنوبر، كما أنه من الشائع أن يكون تركيز غبار الطلع كبيراً جداً بحيث يشكل إكليلاً حول الشمس والقمر، وتصدر معظم خدمات الأرصاد الجوية تحذيرات عندما يكون من المتوقع أن ترتفع كمية غبار الطلع بشكل كبير.

ويقوم المطر بغسيل غبار الطلع من الهواء لذا فإن الأنظمة الجبهية والهطول مريحان للذين يعانون من الحساسية ، وعادة ما تكون المناطق الساحلية خالية من غبار الطلع أو مع كميات قليلة من غبار الطلع نسيم البحر الشاطئي الخالي من غبار الطلع ، كما يكون الهواء في المناطق المرتفعة نقياً حسب كمية الحمل الحراري في الغلاف الجوي وفي حال كان هناك أي انقلاب .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى