النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن “الزبيب” ومدى فوائده وأهميته

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الزبيب فوائد وأهمية الزبيب النباتات والزراعة الزراعة

تنضجُ عناقيدُ (ثِمار) العنب في فصلِ الصَيفِ الحارّ، ويأكلُ الناسُ جانباً كبيراً منها وهي طازجةٌ، وكذلك يَشربون عصيرَ العِنبِ طازجاً.

ويبقى بعدَ ذلك جُزءٌ كبيرٌ من محصولِ العنب لو تُركَ لفسد، ولذلك يلجأُ الناسُ إلى حفظه بطُرٌقٍ مختلفةٍ؛ منها ما حرّمهُ الله سبحانه وتعالى لضررهِ الشديد على صحةِ الناس وعُقولهم كصناعة النّبيذِ (الخمر) ومنها ما أحلّهُ الله كعملِ المربى وإنتاج الزّبيب.

والزبيبُ هو قديد العنب أو هو العنبُ المُجفّفُ. ومن أشهر أصنافهِ الزبيبُ السُّلطانيّ الخالي من البذر. وأهمُّ أصناف العنب المستخدمة في إنتاج الزّبيب هي الأصناف ذاتُ الجلدِ السّميك التي تتحمّلُ عملياتِ التّجفيف والشّحن، والتي لها رائحةٌ جميلة، والخاليةُ من البذور.

 

ولذلك يستخدمُ الناسُ صنفين من العنب عادةً في إنتاج الزبيب هما: العنبُ البناتيُّ والعنبُ المُسكات.

وقد يكون الزبيبُ أسودَ أو أبيض اللون ولكن لونه يتراوح في الغالب بين البنيِّ الفاتح والبني الغامق وفي أحيانٍ كثيرة يعاملُ المنتجون الزبيبَ بأحد مركبات الكِبريت لإكسابه لوناً ذهبياً جميلاً.

وعندما يُجففُ العنبُ في الشمس أو في الأفران، تفقدُ حباتُهُ الغضّةُ الناعمةُ الممتلئةُ بالعصير مُعظمَ ما بها من ماء فتنخفضُ نسبته من حوالَيْ 80% إلى حوالي 24% فقط.

 

ولذلك تنكمشُ حباتُ العنب ويتجعّدُ سطحها ويتشقّقُ فيساعدُ ذلك على سُرعة جفافها. ورغمَ فُقدان الماء، يحتفظُ الزّبيبُ بأكثر خواصِّ العنبِ الطازج، بل إنه يمدُ الجسم بسُعراتٍ حراريةٍ أكثر فكلُّ مئة جرام من الزبيبِ تُعطي الجسم 268 سُعراً حرارياً.

في حين أن الوزن نفسه من العنب الطازج يعطي الجسم 68 سعراً حرارياً فقط (والسُّعرِ هو وحدة قياس كمية الحرارة).

ونحنُ نأكلُ الزبيب في معظم الأحيان مضافاً إلى بعض أنواعِ الحلوى مثل الكنافةِ والمهلبية، والأرز باللّبن، وأنواعٍ مختلفةٍ من الكعكِ والفطائرِ والبسكويت كما نحشو به «القطايفَ» ونضيفهُ إلى «خُشافِ» التِّين والقَراصْيا والتَّمر المنقوع في الماء.

 

ويفضَّل أكلُ الخُشافِ المضافِ إليه الزبيب فورَ الانتهاء من تجهيزه حتى لا يتخمّر، فقد نهى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عن انتباذِ الزبيب بالتمر (البلح).

ويحتوي الزبيبُ على حوالي 71% من وزنه موادَّ سكرية (سكّرَ عنبٍ وسكّر فاكهة)، وهي من أسهل السكريات هضماً وأغناها بالطاقة فتعطي الجسم الحرارة والنشاط اللازمين للحركة وبخاصة في فصل الشتاء البارد.

كذلك يحتوي الزبيبُ على فيتامين «أ» وفيتامين «ب» وأملاح الكالسيوم والفسفور والحديد بنسب مُتفاوتةٍ. وللزبيب فوائدُ كبيرةٌ في الوقاية العلاج من الأمراض على حد سواء.

 

فهو مزيلٌ للحموضةِ من الدم، ومفيد للصّدر، وقد قال عنه شيخُ الأطباءِ ابن سينا: «إن الزبيبَ صديقُ الكبدِ والمعِدّة».

كما ذكر عالِمُ الصيدلة القديم داود الأنطاكي فوائدَ كثيرةً للزّبيب في كتابه المشهور باسم «تذكرة داود» أو «التذكرة».

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى