الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عامة حول مدينة الفسطاط

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مدينة الفسطاط الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

عندما أتم عمرو بن العاص، فتح الإسكندرية وطرد الروم من مصر، قرر أن يؤسس مدينة تكون عاصمة لمصر بدلا من الإسكندرية، فاختار أرض فضاء بين النيل والمقطم، قرب حصن بابليون، ولا تبعد عن الطريق الرئيسي المؤدي إلى الحجاز، ليبني فيها المدينة الإسلامية الجديدة.

ويقال إن هذا الموضع هو الذي كان يضرب فيه عمرو فسطاطه (والفسطاط، هو البيت – أي الخيمة – التي تتخذ من الشعر).

وهكذا قامت مدينة الفسطاط قريبة من النيل في أرض خصبة ذات أهمية اقتصادية. وبنى الصحابة بيوتهم في الفسطاط فعمرت بالسكان.

 

وظلت الفسطاط عاصمة مصر حتى بنيت مدينة «العسكر» سنة 132هـ : 749 م، ثم «القاهرة» في عصر الدولة الفاطمية.

واستمرت مدينة الفسطاط مزدهرة يسكنها الرعية من سكان مصر، وبني بها جامع عمرو بن العاص. وقد أخليت مدينة الفسطاط من أهلها في عهد الوزير شاور بن مجير السعدي في الدولة النورية خشية أن يعتدي عليها الصليبيون.

ولكن الناس رجعوا إليها فيما بعد في عهد الوزير شيركوه. وفي عهد سلطنة المماليك أصبحت الفسطاط تعرف باسم «مصر».

 

وكانت الفسطاط مقسمة في أيام القائد عمرو بن العاص إلى خطط، أي مناطق بلغ مجموعها تسع عشرة خطة، عينت كل واحدة منها لطائفة من القبائل العربية أو السكان الأصليين أو ممن نزح إليها من الإسكندرية وغيرها من مدن مصر.

وقد تولى حكم الفسطاط منذ إنشائها حتى بناء «العسكر» تسعة وعشرون أميرا في مدة مئة وثلاث عشرة سنة وسبعة أشهر.

وأول هؤلاء الأمراء حكام الفسطاط القائد عمرو بن العاص فاتح مصر. وازدهرت الفسطاط بالمباني الجميلة، والحدائق الناضرة، والبساتين المثمرة.

 

وقد عرف عن أهل الفسطاط الطيبة واللطف وحسن المعاملة. وكان فيها مصانع السكر والصابون في عصر سلاطين المماليك.

ولكن الخراب بدأ يدب في مدينة الفسطاط منذ أن وقع الغلاء الكبير في الأسعار سنة 446 هـ : 1054م في عهد الخليفة العباسي المستنصر بالله، إلى جانب الحريق الذي نشب فيها بأمر الوزير شاور بن مجير السعدي حتى لا تقع في أيدي الصليبيين.

 

ولكن الناس عادوا إلى سكناها فيما بعد في عهد السلطان الصالح نجم الدين أيوب آخر سلاطين السلطنة الأيوبية.

ولعل أجمل ما في الفسطاط جامع عمرو بن العاص الذي بناه عند بدء إنشائها. ولا يزال هذا الجامع موجودا يؤدي فيه المسلمون الصلاة. وامتدت المباني بينها وبين القاهرة فأصبحت جزءا منها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى