التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

التركيب الأساسي لسفينة “الغواصة” وتاريخ تصنيعها

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الغواصة تاريخ تصنيع الغواصة تركيب الغواصة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

الغواصة سفينة بحرية لها القدرة على الحركة تحت سطح الماء أو فوقه، وهي فريدة في ذلك بين السفن الحربية. وتختلف الغواصة عن السفينة العادية في تصميمها وشكلها الخارجي.

وقد كان للغواصة دور أساسي في الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) عندما استخدمتها ألمانيا لتخريب السفن التجارية المعادية، إذ ينطلق من الغواصة صاروخ ذو دفع ذاتي (طوربيد) من تحت الماء لتحطيم السفن.

كذلك لعبت الغواصات الدور نفسه في الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) حين نشرت ألمانيا غواصاتها في المحيط الأطلنطي للتحكم والسيطرة على حركة السفن، في حين نشرت الولايات المتحدة الأمريكية غواصاتها في المحيط الهادي، ونشرت بريطانيا غواصاتها في البحر المتوسط.

 

ولم يكن تصميم الغواصة في ذلك الوقت يسمح لها بالبقاء تحت سطح الماء لأكثر من ساعات قليلة في المرة الواحدة.

وفي عام 1960 (بعد انتهاء الحروب العالمية) أنشئت الغواصة النووية التي تعمل بالوقود النووي ويمكنها أن تظل تحت الماء شهورا، وأن تطلق الصواريخ النووية بعيدة المدى على أهداف تحت سطح الماء أو فوقه، وكذلك على أهداف فوق سطح الأرض.

وبذلك أصبحت الغواصة النووية – المزودة بالصواريخ المضادة للسفن أو المضادة للغواصات أو العابرة للقارات – إحدى الأسلحة الاستراتيجية. ولحسن الحظ لم تستخدم هذه الأسلحة الفتاكة حتى اليوم.

 

التركيب الأساسي للغواصة:

تتكون الغواصة من غلاف خارجي مصمم بحيث يتحمل الضغط عند وجودها في أعماق المحيط، وكذلك ليسمح لها بالحركة السلسة تحت الماء.

وهذا الغلاف مصنوع من الصلب المزدوج ويحتوي الغلاف الداخلي على أجهزة دفع وتوجيه الغواصة، إضافة إلى أماكن إعاشة البحارة.

 

ويحتوي الغلاف الخارجي على صهاريج الصابورة (أثقال الاتزان) التي تفتح عندما تغوص الغواصة ليدخل ماء البحر في التجويف بين الغلافين.

وعند التسطيح يتخلص من مياه البحر وتستبدل بهواء مضغوط. وتزود الغواصة بأجهزة دفع إلى أسفل، وأجهزة أخرى للدفع إلى الأمام، وكذلك بأجهزة لتحديد زاوية الميل.

 

وعندما تصل الغواصة إلى العمق المطلوب يتحكم في مستوى الماء في الصهاريج الأمامية والخلفية بحيث تظل الغواصة مستقرة.

وتحتاج الغواصة إلى بوصلة مغناطيسية متصلة بمنظار الأفق الذي يتيح رؤية الشاطئ. كذلك يوجد فوق جسم الغواصة جزء على هيئة الزعنفة يستخدم عندما تكون الغواصة فوق سطح الماء، ويحتوي على عدد من الأجهزة منها منظار الأفق وهوائيات المذياع أو الرادار ونظام يسمح بإدخال الهواء النقي إلى الغواصة وهي تحت الماء، وأنابيب تحمل العادم إلى الخارج.

 

مصدر الطاقة:

عندما تكون الغواصة فوق سطح الماء تستمد الطاقة من محرك ديزل. وعندما تغوص يصبح مصدر الطاقة بطاريات كهربائية أو موتورات. ويعاد شحن البطاريات باستخدام محرك الديزل عند التسطيح.

أما الغواصة النووية فتستمد طاقتها من مفاعل نووي مغلف للوقاية من مخلفاته الضارة بالصحة. وينتج عن المفاعل بخار يقوم بتحريك التوربينات لتوليد الكهرباء التي تحتاج إليها بعض الأجهزة المستخدمة في الغواصة مثل أجهزة الإضاءة وأجهزة التحكم في صهاريج الصابورة، وكذلك لتشغيل أنبوب الطوربيد.

وتتميز الغواصة النووية باكتفائها الذاتي، حيث يعمل المفاعل لآلاف الكيلومترات بدون الحاجة إلى وقود.

 

تاريخ تصنيع الغواصات:

بنى المهندس الإنجليزي «كورنيليس ديريبل» أول غواصة في التاريخ – وكانت غير معدنية – عام 1620. وكانت تولد الطاقة فيها بواسطة مجاديف مثبتة في جسم الغواصة.

ويقال إنها كانت تغوص عندما يتاح للمياه دخول الغلاف، وترفع إلى السطح بضخ المياه إلى خارج الغلاف.

وقد تتابع المخترعون بعد ذلك، حتى قام «روبرت فولتون» في عام 1801 ببناء غواصة معدنية للبحرية الفرنسية سماها «نوتيلاس».

ثم قام الأمريكيون في الجنوب في أثناء الحرب الأهلية ببناء مجموعة من الغواصات باسم «ديفيد» لاستخدامها في الحرب.

 

وفي عام 1863 قام المخترع الفرنسي «تشارل برون» باستخدام الطاقة المختزنة في الهواء المضغوط لتحريك الغواصة وكذلك للتخلص من ماء الصهاريج.

وما زالت هذه الطريقة مستخدمة حتى الآن. وبعد ذلك أضاف «روبرت وايتهد» الطوربيد ذا الدفع الذاتي فأصبحت للغواصة قيمة هجومية.

وفي عام 1900 حصلت البحرية الأمريكية على أول غواصة بناها «هولاند» وكانت تستخدم موتورا كهربائيا للدفع تحت الماء ومحركا بالبنزين للدفع فوق سطح الماء، وكذلك لإعادة شحن البطاريات.

 

ولا تختلف غواصات الحربين العالميتين عن هذه الغواصة إلا في استخدامها الديزل بدلا من البنزين لتشغيل المحرك. وتغوص هذه الغواصة بملء صهاريج الصابورة.

وتم تدشين أول غواصة نووية أمريكية «نوتيلاس» في عام 1954 وتحركت في المياه مسافة 170 ألف كيلومتر قبل أن تحتاج لوقود، منها 164 ألف كيلومتر تحت الماء.

وفي 3 أغسطس 1958 أبحرت هذه الغواصة تحت القطب الشمالي. وفي عام 1959 ظهرت الغواصة النووية «ترايتون» التي تستخدم مفاعلين نوويين. وفي العام التالي أبحرت حول العالم تحت الماء في 84 يوما.

 

وفي الأعوام التالية قام الاتحاد السوفييتي (السابق) بتصنيع الغواصات النووية، وكذلك كل من بريطانيا وفرنسا.

وجميع هذه الغواصات لها القدرة على إطلاق الصواريخ النووية عابرة القارات من تحت الماء لتصوب على أي موقع فوق اليابسة. وفي السنوات الأخيرة بدأ التفاوض بين الدول الكبرى للتخلص من هذه الأسلحة الفتاكة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى