أدوات

الاستخدامات المتعددة لـ”عود الأَزْلَامُ” في الجاهلية

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الجاهلية استخدامات عود الأزلام أدوات المخطوطات والكتب النادرة

الأزلامُ جمعٌ لِكَلِمَةِ (زَلَم) وهو عُوْدٌ يُصْنَعُ عَلَى شَكْلِ سَهْمِ صغيرٍ وتُكتب كلمات خاصة، ثم تُوضَعُ الأزلامُ في كِيسٍ وتُخلَط ثم يُخِرُجُ الشخصُ أَحَدَها دُونَ أن يراهُ ويُنفذُ ما كُتِبَ عَليْه من أمرٍ أو نَهْيٍ.

وكان العربُ يستخدمون الأزلامَ لمعرفةِ ما هو مقسومٌ لهم من خيرٍ أو شرٍ ولِذَا سمّوا هذه العمليةَ (الاستقسامَ بالأزلام).

وهو مِمَّا حَرَّمَهُ الإسلامُ مع تحريمِ عاداتِ أخرى سَيِّئَةٍ، قال الله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة: 90).

(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِف لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (المائدة : 3).

ثم إنَّ العِلمَ بالغَيْب مِمَّا اخْتَصَّ اللّه تَعَالَى به، فقال(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (لُقْمَان: 34).

 

لجأَ العربُ في الجاهَلِيَّةِ الى الاسْتِقْسَامِ بالأزْلاَمِ لمِاَ كانُوا فيه مِن الحَيْرة والقَلَقِ، بسببِ تَعَدُّدِ الأَدْيَانِ المُحَرَّفَةِ بينَهُم.

وانتشار الحُروب والغاراتِ المفاجئةِ، وتَعَرُّضِهِمْ للفَقْر وضِيقٍ مواردِ العَيْش، فكانوا يَرَوْنَ في الأزلامِ وسيلةً لكَشْفِ المجهولِ والاطِّلاعِ على الغَيْب بِزَعْمِهِمْ.

وكانوا يستخدمونَها أيضاً لمعرفةِ الجاني في حوادِثِ القَتْلِ الغامِضَةِ، أو التَثَبُّتِ من النَسَب إذا انتمَى للقبيلة مَن لَيْس منْها.

 

وَهُم بهذه الطريقةِ لا يُحدِّدُون الحقيقة ولكنَّهم يستخدمون أُسلُوباً يَعْتَمِد عَلَى الصُّدْفَةِ.

وكانتْ الأزلامُ تُوضَعُ غَالِباً عِندَ صَنَمٍ، وأحياناً يَصطحِبُها الشخصُ مَعَهُ في سفره، ليرجعَ إليها فيما يَطرَأُ عليه من أحوالِ ومُشكِلاتٍ.

ويختلفُ عددُ الأزلامِ بحَسَبِ الغَرَضِ من استخدامِها، فهي غالباً ثلاثةٌ: مكتوبٌ على أحدِها (نَعَمْ) وعلى الثاني (لاَ) ولا يُكتبُ على الثالثِ شيءٌ.

 

فإذا خرجَ زَلَمٌ عليه (نعم) أو (لا) فَعَل الشَّخصُ حَسْبَ المكتوبِ، وإن خرجَ الغُفْلُ (الخَالِي من الكتابةِ) تُكَرَّرُ المحاولةُ.

وقد يبلغُ عددُ الأزلامِ سبعةً أو ثمانيةً يُكتبُ عليها: أَمَرَني – نَهَاني- مَنْكُم- مِنْ غَيْركُم- مُلْصَقٌ- نَعَم- لا.

وَمَهْمَا اختلَف شَكلُ الزَّلَم أو كتابتُه فانها في حَجمِ واحدٍ لكي لا يُعرَفَ واحدٌ منها إلاَّ بعدَ إخراجِه من الكِيس المُخَصَّصِ لَهَا.

 

وإذا كانتْ الأزلامُ عند صنمٍ وخرجَ ما لا يَرغَبُه الشخصُ كَرَّر الاستقسامَ بعد أن يُقَدِّمَ مزيداً من القرابينِ للصَّنمِ إلى أن يَخْرُجَ ما يميلُ إليه.

والأزلامُ غير "القرعة" التي تُستخدمُ في التَّوزيعِ لأشياءٍ متشابهةٍ على أشخاص متساوين في الحَقِّ. واللجوءُ للقرعةِ ليس لمعرفَةِ الغَيْب أو الخَيْرِ أو الشـَّر، بل للابتعادِ عن التَحَيُّزِ عندَ القِسْمَةِ ولتطييبِ قُلُوبِ المُسْتَحِقِّين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى