علوم الأرض والجيولوجيا

الهطول الغزير

2013 دليل التنبؤ الجوي

ستورم دنلوب

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

يعتبر علماء الأرصاد الجوية الهطول الغزير هطولاً محلياً من المزن الركامية أو السمحاق الركامي المنخفض المتجمع، وكما هو مذكور في السابق فإن الهطول يحدث من السمحاق الركامي المنخفض المتجمع في المناطق المعتدلة بشكل أساسي في الصيف، إلا أن المصدر الرئيسي للهطول غير الجبهي في جميع أوقات السنة هو المزن الركامية، وهي تنشأ من السمحاق الركامي المنخفض حتى ينشأ التجمد في المستويات العليا وتذوب جزيئات الجليد المتساقطة في المستويات المنخفضة لتؤدي إلى المطر، وإذا بقيت درجات الحرارة منخفضة فإنها تؤدي إلى الثلج، ويمكن للمزن الركامية النشطة أن تنتج البرد أو تؤدي إلى عاصفة رعدية.

وينشأ السمحاق الركامي المنخفض والمزن الركامية في حالة عدم الاستقرار فقط حيث تكون درجات الحرارة بالقرب من السطح أعلى من درجات الحرارة في المرتفعات، ويظهر المقدار الكلي للحمل الحراري في منطقة مغطاة بالسحب،بينما تظهر المناطق التي تكون فيها السماء صافية كمية الهواء الذي يوازن بين الحراريات المتصاعدة، لذا فإنه كقاعدة عامة يكون الهطول الغزير متوقعاً عندما تتجاوز المنطقة المغطاة بالسحب المنطقة التي تكون فيها السماء صافية، ويمكن للمعالم المحلية كالبلدات والمدن أن تقدم نقطة دافئة تساعد الحمل الحراري والهواء المرتفع فوق التلال أو الجبال على الارتفاع بقوة وتشكيل السحب، وتكون قاعدة السحب العميقة داكنة جداً وهي دلالة أخرى على أنها قد تتسبب بهطول غزير.

وكما هو مذكور في السابق فإن خلايا المزن الركامية الفردية تدوم لوقت محدود يتكون من فترات متساوية تقريباً من النمو والنضوج والتلاشي، وتكون الفترة الكلية بين ساعة واحدة وساعة ونصف، ويمكن لهذه السحب الصغيرة أن تغطي مساحة تبلغ 10-12 كم مربع (4-5 ميل مربع)، كما يمكن أن يستمر الهطول من 10 حتى 30 دقيقة، ويعتمد نشوء واستمرار الحمل الحراري المناسب على ارتفاع الحرارة خلال النهار ويتوقف الهطول الغزير في الليل حيث يتوقف الحمل الحراري في فترة بعد الظهيرة وبداية المساء، وعندما يرتفع الحمل الحراري من الهواء البارد الذي يمر فوق بحر دافئ فإن النشاط قد يستمر طوال الليل.

وعندما تكون الرياح المتدرجة (الرياح التي تهب بشكل مواز لخط تساوي الضغط الجوي) قوية يكون الهطول قصيراً ويستمر لأقل من نصف ساعة مع فترات طويلة تقريباً من الصحو وشروق الشمس بينها، أما حين تكون الرياح خفيفة فقد يستمر الهطول طويلاً إلا أن عدد مرات الهطول تكون أٌقل خلال اليوم، ويشكل الهطول رياحاً عاصفة نتيجة للارتفاع والانخفاض اللذين ينشآن مع المزن الركامية، ويقوم الارتفاع مثلاً بخفض الهواء من المنطقة التي تسبق السحب مما يؤدي إلى رياح سطحية محلية تهب باتجاه السحب، ويمكن لذلك أن يربك المراقبين غير الخبراء وهو سبب عبارة نسمعها كثيراً وهي أن هناك هطول غزير يتجه عكس الرياح، ويمكن أن تكون التغييرات في القوة والاتجاه كبيرة، إذ يمكن للرياح السطحية أن تضاعف من قوتها وتعكس (أو تغير) اتجاهها لعدة مرات بينما يمر الهطول فوق منطقة، ويمكن أن يتسبب الهطول الغزير بانخفاض في درجة الحرارة السطحية بمقدار 3 درجات مئوية (5 فهرنهايت) تقريباً لأن المطر يتبخر في الهواء الدافئ في الأسفل مما يشكل تأثيرات باردة.

ويؤدي الهواء المتجه إلى المزن الركامية النشطة إلى تشكل خلايا حمل حراري إضافية، ويكون هناك عادة مجموعة من الخلايا الواضحة في العديد من مراحل النمو والنضوج والتلاشي، وتقوم الخلايا الإضافية بشكل طبيعي بتمديد نشاط المجموعة بكاملها إلا أنها تؤدي إلى هطول في مناطق مختلفة قليلاً من الأرض حسب الرياح المتدرجة السائدة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى