الطب

الآثار السلبية لعملية التَسَمُّم وكيفية التعامل معها وفقاً لاختلاف حالتها

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عملية التسمم آثار عملية التسمم السلبية الطب

السُّمُّ مادة إذا دخلت الجسم بكمية كافية تؤدي إلى آثار ضارة به. هذا التأثير الضار للسُّم هو التسمُّم.

ويختلف هذا التأثير من نوع من السم إلى آخر، فمثلاً يؤدي غاز أول أكسيد الكربون إلى الاختناق، والمبيدات الحشرية إلى التشنج، والمهدئات أو المنومات إلى الغيبوبة.

كذلك يختلف تأثير السم باختلاف الكمية التي تدخل الجسم، بحيث تؤدي الكميات الكبيرة منه إلى تعريض حياة الإنسان للخطر، أو ربما تسبب له الموت.

 

وتدل الإحصاءات التي أجريت في البلاد المختلفة على أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر تعرضاً للإصابة بالتسمم.

ومن أهم السموم التي توجد في متناول أيدينا، الأدوية التي تستخدم في علاج أمراض القلب والجهاز الدّوري، والمهدئات والمنومات والمسكنات (كالأسبرين).

ويجب ألا نفهم من ذلك أن الأدوية سموم، فإننا عندما نتناول الأدوية بطريقة صحيحة وبكميات (جُرعات) مناسبة تبعاً لتعليمات الطبيب المعالج، فإنها تكون سبباً في شفائنا من المرض الذي نتداوى منه. 

 

أما الاستخدام الخاطئ لها، مثل تناول كميات كبيرة من الأدوية، وكذلك استخدامها بغير الرجوع إلى الطبيب لتحديد سبب المرض، فإنه يسبب لنا أضراراً جسيمة.

ومنها أيضاً مواد التطهير، مثل صبغة اليود والمركوكروم، التي تستخدم لتطهير الجروح، ومركبات الفينول التي تستخدم في تطهير دورات المياه والحمامات، والمبيِّضات (مزيلات البقع) المستخدمة لتنظيف الملابس.

والمبيدات الحشرية المنزلية التي تستخدم على هيئة مساحيق أو سوائل أو إيروسول (رذَّاذات).

 

وتنقسم السموم إلى مجموعات تبعا لطريقة دخولها إلى الجسم. فهناك سموم تدخل عن طريق الاستنشاق، مثل غاز أول أكسيد الكربون، وهو عنصـر مهم في تركيب الغاز المستخدم في 1الطهي في المنازل (البوتاجاز والغاز الطبيعي).

ومنها سموم تدخل عن طريق البَلْع، مثل العقاقير الطبية والمطهرات والمبيِّضات وبعض المبيدات الحشرية، وأخرى تدخل عن طريق الحَقْن، كالعقاقير الطبية وبعض أنواع المخدِّرات.

وقد يحدث التسمم عن طريق ملامسة المادة السامة للجلد أو للعين، مثل الصودا الكاوية، وبعض المذيبات المستخدمة في دهانات الحوائط والأرضيات.

وهناك أيضاً التسمم الناشيء عن لسعْ الحشرات، ولدغ العقارب والثعابين.

 

وللوقاية من التسمم يجب الالتزام بتعليمات الطبيب عند تعاطي الأدوية، وحفظ الأدوية والعقاقير الطبية، وكذلك المواد السامة المستخدمة في البيوت، في خزائن محكمة الغلق، وتمييزها بعلامات واضحة تبين أنها مواد سامة.

ويجب ألا تترك أبدا في مكان يسهل على الأطفال أن يصلوا إليه، مع إرشادهم إلى ضرورة الابتعاد عنها.

كذلك يجب إحكام غلق صمامات الغاز في المنازل في حالة عدم استخدام الأفران أو سخانات المياه. كما يجب ان يكون المرأب (الجراج) جيد التهوية، حيث أن عادم السيارات يحتوي على نسبة كبيرة من غاز أول أكسيد الكربون.

 

وفي حالة حدوث التسمم، يجب أن نتصل بأقرب مركز لمعالجة التسمم، وإعطاء المركز بيانات عن حالة المصاب (هل هو واعٍ أو فاقدُ الوعي، أو أصابه تشنج، درجة حرارة الجسم)، وكذلك اسم المادة السامة، وما إذا كانت قابلة للاشتعال، كالكيروسين أو المذيبات المستخدمة في الدهانات.

أما إذا كانت المادة السامة مجهولة، فيجب أن نصف لونها ورائحتها، وهل هي صلبة (أقراص مثلا) أو سائلة (كالمذيبات)، وكذلك كيفية دخولها للجسم (الاستنشاق أو البلع أو الحقن أم الملامسة).

 

وإلى أن يصل الطبيب المعالج نستطيع أن نحاول إسعاف المريض على النحو التالي:

التسمم عن طريق الاستنشاق: نضع المصاب في مكان جيد التهوية، ونتأكد من خلو فمه من الأجسام الغريبة، مثل تركيبات الأسنان الاصطناعية.

ويستحسن أن يستلقي المصاب على بطنه مع إدارة وجهه إلى أحد الجانبين، وهذا الوضع يضمن استمرار فتح الممرات الهوائية للتنفس، أما إذا توقف التنفس فيجب أن نقوم بإجراء التنفس الاصطناعي للمصاب، للمحافظة على حياته.

 

التسمم عن طريق البلع: تعطى للمصاب مادة مقيّئة، وملينا لتخليص الجسم من بقايا السم في القناة الهضمية.

 

التسمم عن طريق الملامسة: نخلع ثياب المصاب الملوثة، ونغسل جلده بالماء الجاري النقي.

ويمكن أيضاً استخدام الصابون، ولكن يجب تجنب استخدام أي مواد كيميائية أخرى. أما العينان فنغسلهما بالماء الجاري فقط، وفي حالة التهابهما التهابا شديدا يمكن تغطيتهما بضمادات معقمة.

 

التسمم عن طريق الحقن: نضع المصاب على الأرض مع ربط عاصبة (حزام مطاطي) حول الطرف المصاب قريبا من الجذع.

ويجب ان نحل العاصبة مرة كل 10 دقائق، ولمدة دقيقة واحدة، حتى نسمح للدم بالوصول إلى الطرف المحقون بالمادة السامة.

 

لدغ العقارب والثعابين: نمنع المصاب فوراً من الحركة، ونعطيه الأمصالَ المضادة للسم.

ويجب عدمُ تشريط مكان اللدغ وشفط الدم بواسطة الفم، لأن ذلك مصدرُ خَطَر على الشخص المعالج، حيث أن الدم ينقل الكثير من الأمراض الخَطيرة من شخص إلى آخر، كما أن السُّم ينتقل إليه من خلال أي جرح صغير في فمه.

ويمكن أيضاً ربط عاصبة حول الطرف المصاب، للإبطاء من وصول الدم إلى مكان اللدغ.

وفي جميع الأحوال، يجب المحافظة على درجة حرارة الجسم بلف المصاب في بطانية، والتأكد من أنه يتنفس جيداً، وأن قلبه يخفق باستمرار، وذلك بتحسس نبضات الشريان السباتي أسفل الرقبة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى