البيئة

الآثار الإيجابية للتدخلات البشرية في تحسين البيئة الشاطئية الكويتية

1996 العوامل البشرية

مهدي حسن العجمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيئة الشاطئية الكويتية البيئة الشاطئية الكويت البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

– تحسين الشواطئ وإنشاء المرافئ

لقد كان الإنسان يهدف دائماً إلى التوصل لأفضل مستوى معيشي من خلال تطويره في بيئته وتحسينها وتجميلها، وذلك من خلال ما يتوفر لديه من إمكانات تساهم في تطوير بيئته.

وبما أن دولة الكويت تقع على الخليج العربي فلقد استطاعت تجميل الشواطئ من خلال إقامة الأماكن الترفيهية بها وإنشاء أماكن قضاء وقت الفراغ، وبهذا الخصوص أنشت شركة كويتية مساهمة هدفهلا الاهتمام بالشواطئ والأماكن السياحية في البلاد وتسمى شركة المشروعات السياحية.

وقامت بالاهتمام بشواطئ الكويت من خلال إنشاء المعالم السياحية، مثل أبراج الكويت والبلاجات، وتحسين الشواطئ وإدارتها، وغنشاء أحواض للسباحة، كما قامت بإنشاء عدد من النوادي الساحلية مثل النادي البحري، وبعض الأندية التي تقع على الشاطئ.

 

كذلك كان لشركة الفنادق الكويتية دور في تحسين الشواطئ من خلال ما تقوم به من اهتمامها بالشواطئ الموازية لفنادقها التي تطل على الشاطئ.

وعندما حدث الغزو العراقي على دولة الكويت دمر كل ما كان قائماً قبل الغزو وزرع الألغام على طول الساحل، مما أدى إلى تغير بيئته.

وبعد التحرير حاولت الحكومة جاهدة بكل ما تملك من إمكانات من إعادة شواطئ الكويت إلى ما كنت عليه، فسارعت في التعاقد مع أكبر شركات للتنظيف لكي تقوم بتنظيف الشواطئ وتحسينها.

 

كما ساهمت مع أكبر الشركات لإزالة الألغام التي كانت مزروعة على طول السواحل كما ذكرنا، وعادت السواحل إلى جمالها الذي كانت عليه قبل الغزو.

كذلك إنشاء الوانئ على السواحل والتي تقوم بدور كبير في المجال الاقتصادي في الكويت، حيث أنشئت مرافئ للسفن الداخلة إلى الكويت، وكذلك الخارجة منه، مثل ميناء الشويخ وميناء الأحمدي وميناء عبدالله.

 

وكذلك أنشئت المناطق الصناعية على السواحل، مثل منطقة الشعبية الصناعية والتي تقع بين منطقة الشعيبة شمالاً وميناء عبدالله جنوباً، وقد اختار موقع منطقة الشعيبة الحالي بناء على الاعتبارات الآتية:

1-يتمتع هذا الموقع بقربه من مياه بحرية عميقة ممتازة بالنسبة إلى غيره من المواقع، مما يسهل من وصول السفن إلى الساحل دون حاجة لمد أرصفة لمسافة بعيدة في البحر.

 

2- قرب الموقع من مراكز إنتاج النفط والغاز الطبيعي، والذي يمكن نقه إلى منطقة الشعيبة الصناعية بسهولة، إذ لا تزيد المسافة بينه وبين حقل البرقان عن ستة كيلومترات مما يقلل كثيراً من تكلفة النفل (محمد الفرا، 1974،ص242).

 

3- إن هذا الموقع من السهل الوصول إليه من المنطقة الحضرية، إذ لا يبعد عن الكويت العاصمة بأكثر من خمسين كيلو متراً، مما يساعد كثيراً في نقل السلع المنتجة إلى أسواقها الرئيسة بالعاصمة او منها إلى الأسواق الخارجية.

 

– تحلية مياه البحر

لقد مرت الكويت بدة مراحل للحصول على المياه العذبة، وهذه المراحل تتمثل فيما يأتي:

1- مياه الآبار في الكويت والشامية وحولي وغيرها من المناطق، وكان يستفاد من هذه المياه في الشرب والأغراض المنزلية وسقي الحيوانات وري المزروعات.

 

2- مياه شط العرب والتي كانت تستورداه بعد أن قلت مياه الآ{بار المحلية وازداد عدد السكران وارتفاع حاجياتهم من المياه، وكانت تنقل هذه المياه بواسطة سفن شراعية خاصة تستغرق رحلتها من شط العرب إلى الكويت حوالي عشرة أيام.

ويتراوح مقدار المياه المنقولة يومياً من 80-90 ألف جالون (الفررا،1974،ص308). وتنقل هذه المياه من السفن بواسطة القرب وتباع للناس للشرب، ولذلك كانت عرضة للتلوث، وكثيراً ما كان ينقطع وصولها بسبب سوء الأحوال الجوية، مما ينجم عنه الكثير من الزمات في البلاد.

 

3- التقطير "تحلية مياه البحر"

أنشأت الحكومة أول محطة لتقطير المياه في الشويخ في سنة 1952 بطاقة إنتاجية قدرها مليون جالون يومياً، وذلك للتغلب على مشكلة المياه. وبعد أن تزايدت عائدات البلاد النفطية وتزايدت أعداد السكان وارتفاع مستوى المعيشة.

فقد زاد الطلب على المياه العذبة للشرب وللأغراض المنزلية والصناعية والزراعية، فزاد تبعاً لذلك الإنتاج والاستهلاك بشكل واضح وملموس.

ففي سنة 1964 بلغ معدل الاستهلاك اليومي 8,3 مليون جالون وفي سنة 1970 وصل اقصى استهلاك يومي للمياه العذبة نحو 22,3 مليون جالون "محمد علي الفرا، مصدر سابق، 1974، ص308).

 

هذا ويبلغ مجموع طاقة محطات التقطير في الكويت عام 1971 نحو 32 مليون جالون منها 18 مليون طاقة محطات الشويخ و14 مليون جالون طاقة محطات الشعيبة.

أما فيما يتعلق بتكاليف الإنتاج فإن للزيادة من الاستهلاك وتطبيق أحدث المبتكرات والأجهزة والمعدات أدت إلى انخفاض التكلفة الإنتاجية لكل ألف جالون من دينار وربعمائة وثمانية واربعون فلساً سنة 1954 حينما كانت طاقة المحطة مليون جاليون يومياً فقط إلى 660 فلساً في عام 1962/63.

 

حيث ارتفعت هذه الطاقة إلى 4,148,000 جالون يومياً، ثم انخفضت التكلفة إلى 473 فلساً بعد أن زيدت الطاقة إلى 6 مليون جالون يومياً في سنة 1964 "محمد علي الفرا، 1974".

إنها نتيجة كفاءة وحدات التقطير للمحطات الجديدة، فقد انخفضت التكلفة من 269 فلساً لكل ألف جالون من الماء إلى 195 فلساً في سنة 1969.

 

وقد أنشئت في الكويت محطات عديدة لتحويل المياه المالحة المستخرجة من البحر، إلى مياه عذبة صالحة للشرب، وتتوزع المحطات في مناطق مختلفة من البلاد على الشكل التالي:

1- محطة الشويخ، وتتالف من 10 وحدات تقطير، مجموعة طاقتها الإنتاجية 32 مليون جالون يومياً، كما سبق ذكره.

2- محطة الشعيبة الشمالية: وتتالف من 7 وحدات تقطير طاقتها الإنتاجية 14 مليون جالون يومياً.

3- محطة الشعيبة الجنوبية، وتتالف من ست وحدات تقطير كبيرة طاقتها الإنتاجية (30 مليون) جالون يومياً.

4- محطة الدوحة الشرقية: وتتألف من سبع وحدات تقطير طاقتها الإنتاجية (42) مليون جالون يومياً.

5- محطة الدوحة الغربية: وتتالف من 16 وحدة تقطير سعتها الإجمالية (96) مليون جالون.

 

ويتم الحصول على الماء العذب في هذه المحطات بطريقة التقطير المعروفة (بالتبخر ثم التكثيف)، وطريقة أخرى تسمى (التقطير بالتطاير).

كما بدأ العمل منذ سنوات بتحلية ماء البحر بطريقة "التناضح العكسي". وتعد محطة الدوحة، هي الوحدة الرائدة في تحلية مياه البحر بهذه الطريقة، وجدير بالذكر ان موضوع تحلية مياه البحر من القضايا المهمة التي أصبحت حيوية بالنسبة للكويت، خاصة بعد الصعوبات والمشكلات الضخمة التي قابلتها بعد الغزو العراقي، مثل تلوث المياه البحرية بالخليج وكذلك تدمير عدد من وحدات ومعامل التقطير.

 

وإذا كانت تكلفة تحلية مياه البحر مرتفعة حالياً إلا ان التكنولوجيا الحديثة كفيلة بالكشف عن سبل لضغط هذه النفقات إلى حد معقول. يؤمن حاجة الإنسان من المياه الصالحة للشرب.

بجانب ما يمكن ان يدره من دخل من جراء تصدير كميات الملح الهائلة المنتجة من عمليات التحلية إلى دول أخرى تحتاج إليه.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى