
اختبارات للدم تكتشف سرطان المبيض قبل سنوات من الطرق التقليدية
بقلم: إميلي كوك
قد تُظهر البصمات المناعية Immune signatures في الدم ما إذا كانت المرأة مصابة بسرطان المبيض قبل ما يصل إلى 4 سنوات من الطرق التقليدية المستخدمة لتشخيص المرض. يعد سرطان المبيض أحد أشد أنواع السرطان فتكاً، فيبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات أقل من 51%. يعاني نحو %70 من مريضات سرطان المبيض سرطان المبيض عالي الدرجة High- grade ovarian cancer (اختصاراً: السرطان HGOC)، حيث تبدو الخلايا السرطانية شاذة بشكل خاص ويرجّح أن تنمو وتنتشر بوتيرة أكبر من السرطانات منخفضة الدرجة.
كما هي الحال مع العديد من أنواع السرطان، يعد التشخيص المبكر والعلاج، مثل الجراحة والعلاج الكيماوي، أمراً أساسياً للبقاء على قيد الحياة لفترة أطول. إذا كان هذا النوع من السرطان موضعياً Localised، أي يقتصر على المبيضين أو قناتي فالوب Fallopian tubes، يُتوقع أن تعيش نحو %93 من المريضات لمدة 5 سنوات أو أكثر بعد التشخيص. مع الأسف، لا تشخّص إصابة معظم مريضات سرطان المبيض عالي الدرجة حتى يصل السرطان إلى مرحلة متقدمة، مما يعني انتشاره إلى أماكن أخرى في الجسم. وفي هذه الحالات، قد يصل معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات إلى 31%.
من بين أسباب ذلك أن سرطان المبيض عالي الدرجة ليست له أعراض محددة في المراحل المبكرة من المرض. خلال هذه الفترة، تكون الأورام صغيرة جداً، والواسمات الحيوية Biomarkers التقليدية، مثل اختبار الدم CA-125 الذي يكتشف المستويات المرتفعة من بروتين مرتبط بالسرطان، غير حساسة بما يكفي لاكتشافها. قد تساعد دراسة جديدة الأطباء على تشخيص سرطان المبيض في وقت أبكر بكثير، مما يسمح بالعلاج المبكر قبل انتشار السرطان، وربما البقاء على قيد الحياة لفترة أطول.
اكتشف الباحثون واسماً حيوياً مناعياً يوجد في الدم يقولون إنه يمكن استخدامه لاكتشاف سرطان المبيض عالي الدرجة قبل مدة تصل إلى 4 سنوات من تشخيص معظم الحالات حالياً. وقد اكتشفوا هذا الواسم الحيوي بعد تحليل عينات الدم المأخوذة من 466 مريضة شخّصت إصابتهن بسرطان المبيض باستخدام الاختبارات الإكلينكية (السريرية) التقليدية. على وجه التحديد، لاحظ الفريق اختلافات قوية في أعداد الخلايا المناعية المعروفة بالخلايا التائية T cells في دمائهن والمعدّة للتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها مقارنة بتلك الموجودة في دماء مجموعة مقارنة من النساء غير المصابات بالسرطان.
قد يؤدي هذا الاكتشاف في المستقبل إلى تطوير اختبارات جديدة تكتشف هذا الواسم الحيوي. قال بو لي Bo Li، الباحث في مستشفى الأطفال التابع لمركز فيلادلفيا للطب الحسابي والجينومي: ”إن الاكتشاف المبكر لسرطان المبيض قد يعني الفرق بين الحياة والموت لملايين النساء. نعتقد أن النتائج التي توصلنا إليها يمكن أن تغير قواعد اللعبة، فهي تزودنا بأفكار لتطوير واسم حيوي مناعي لاكتشاف سرطان المبيض في مراحله المبكرة“.