البيولوجيا وعلوم الحياة

الدفاعات والتطعيم

2012 المكروبات

جون فارندون…[وآخ]

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

يمتلك الجسم البشري دفاعات خاصة به لمقاومة المكروبات الغازية. وتعني ملايين السنين من التطوُّر أننا قد ورثنا العديد من الطرق لاستبعاد أو مهاجمة الأخطار المحتملة التي يتعرَّض لها الجسم. وبمقدورنا الآن تحذير الجسم مُقدَّماً بشكل اصطناعي عبر عملية تُعرَف بالتمنيع (immunization) (انظر ص56-57).

ويُعَد الجلد بطبقته الخارجية السميكة المُكوَّنة من الخلايا الميِّتة حاجزاً جيداً ضد العدوى. بينما تتألف أسطح أخرى – مثل بطانة الأمعاء والسبل الهوائية – من خلايا

حيَّة وتكون أكثر عُرضَة للخطر (غير مَحْمِيَّة ضد الهجمات). إلا أن هذه الأسطح مَحمِيَّة بمُخَاط لزج، والذي يساعد في الحيلولة دون وصول المكروبات إلى الخلايا. كما تقوم الخلايا البشرية أيضاً بإفراز مواد كيميائية ذات تأثير سام على العديد من البكتيريا. وتنمو البكتيريا غير الضارة في بطانة الفم وفي أماكن أخرى، مما يجعل من الصعب على الأنواع الخطرة فرض سيطرتها.

كما أن هناك مدافعين آخرين ضد الأجسام الغريبة الغازية، وهي البلاعم (phagocytes)، وهي خلايا مُتجوِّلة شبيهة بالأميبا تقوم بابتلاع الجُسيِّمات التي تقابلها. ويمكن أن

تتسبب الأمراض المُعدِيَة في استجابة التهابية، والتي تُصبِح فيها المنطقة المُصَابة حارة، ومُتقرِّحَة، ومؤلِمَة (انظر المُجَلَّد السابع: ص67). وفي بعض الأحيان، ترتفع درجة الحرارة الكلية للجسم ويصاب الشخص بالحُمَّى. وليس من الواضح دائماً ما إذا كانت الحُمَّى تساعد الجسم، إلا أن بعض المكروبات تصير خاملة بفعل درجات الحرارة المرتفعة. ويمكن أن تنتج العديد من الأعراض الأخرى مثل البُقَع التي تظهر على الجلد بسبب استجابات الجسم للإصابة، وليس بسبب المُمْرِض ذاته.

وفي حالة ما إذا تمكَّن أي من المُمْرِضَات من المرور عبر هذه الدفاعات المتنوِّعة، فإن الجسم لديه استجابة أكثر تعقيداً يُطلَق عليها اسم الاستجابة المَنَاعيَّة المُسْتحَثَّة، والتي يقوم الجسم فيها بإنتاج الأضداد – وهي جُزيئات بروتينية مُصمَّمة لتتراكب مع نوع معين من المكروبات الغازية. ويمكن أن تطفو هذه الأضداد في سوائل الجسم أو تتعلق بالخلايا. وتساعد الأضداد في التعرُّف على الكائنات الغازية وتدميرها (انظر المُجَلَّد السابع: ص 68).

وفي المرة الأولى التي يقوم فيها كائن حَيّ مُعيَّن بغزو الجسم، يمكن أن يستغرق الجسم بعض الوقت لإنتاج أضداد ضده. إلا أن الجسم عادة ما يحتفظ بمخزون مما يُسمَّى بخَلاَيا الذاكِرَة (memory cells) عقب انتهاء العدوى، وبمقدور هذه الخلايا إنتاج أضداد مرة أخرى بسرعة في حالة ما إذا تعرَّض الجسم لهجمة ثانية في أي وقت. وتُوفِّر هذه الآلية حماية مدى الحياة ضد العديد من الأمراض.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى