البيئة

غاز الرادون…. أحد أخطر ملوثات البيئة الداخلية

2001 ملوثات البيئة الداخلية للمباني

فرحات محروس

KFAS

غاز الرادون ملوثات البيئة الداخلية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

تعتبر مصادر الإشعاع الأرضية هي المسؤولة عن معظم ما يتعرض له الإنسان من إشعاع طبيعي، وعلى الرغم من أن الناس جميعاً على سطح الأرض يتعرضون للإشعاع الطبيعي، إلا أن بعضهم قد يتعرض لكمية تزيد عما يتعرض له الآخرون، نتيجة اختلاف موقع المكان الذي يعيشون فيه على الكرة الأرضية. 

ففي بعض الأماكن التي توجد بها صخور أو تربة مشعة تكون الجرعات أعلى بكثير من المتوسط، وفي بعض الأماكن الأخرى تقل الجرعة كثيراً عن المتوسط، كما يحدث التفاوت في الجرعات بسب اختلاف نمط الحياة بين الناس أنفسهم.

فاستخدام أنواع معينة في مواد البناء في تشييد المباني والمنازل واستخدام بعض مياه الآبار الجوفية الملوثة غازياً، ومواقد الفحم والغاز الطبيعي، وإحكام غلق المساكن، وتعدد السفر عن طريق الجو… الخ، كلها عوامل سوف تزيد من احتمالات التعرض للإشعاع.

ويعتبر الرادون Radon (Rn)  من أهم مصادر الإشعاع الطبيعي التي قد يتعرض لها الإنسان على الإطلاق فهو غاز عديم اللون والطعم، وغير مرئي وكثافته أثقل من كثافة الهواء حيث تبلغ حوالي ثمانية أضعاف كثافة الهواء.

 

ويوجد في الطبيعة على صورتين رئيستين هما رادون 222 وهو أحد النويدات المشعة المتكونة في سلسلة النويدات الناشئة عن تفكك اليورانيوم 238، والرادون 220 المتكون في سلسل تفكك الثوريوم 232، ويعتبر الرادون 222 أهم من الرادون 220 بمقدار 20 ضعفاً، إلا أن الشكلين يشار على أنهما رادون.

وقد بدأ الاهتمام بالرادون كأحد أخطر ملوثات البيئة الداخلية خلال العقدين الآخرين.

وهو يتواجد في أنواع من التربة والصخور المحتوية على اليورانيوم والجرانيت والفوسفات… الخ، كما يوجد طبيعياً بتراكيز عالية ضمن غازات التربة التي تمثل حوالي 90% من إجمالي غاز الرادون الذي يتسرب من التربة أو الصخور الطبيعية التي تحتوي لداخل المباني، من خلال شبكات وغرف تجميع الصرف الصحي، والتشققات الأرضية والجدران.

 

ويتسرب غاز الرادون من التربة إلى السطح في مناطق متفرقة من أنحاء العالم، ولكن تتفاوت مستويات تركيز الغاز في الهواء تفاوتاً كبيراً من مكان لآخر على الكرة الأرضية، ويزيد تركيز الرادون عموماً داخل المباني المغلقة بمقدار يتراوح من 5 إلى 10 أضعاف مع ما هو عليه في الأماكن المفتوحة(1).

ويتركز الرادون في الهواء المحبوس عندما تشكل المباني أجواءً مغلقة، وذلك بعد دخول الغاز عن طريق الترشيح من سطح الأرض خاصة إذا كن المبنى مقاماً على أرض مشعة أو مبنياً باستخدام مواد بناء مشعة.

وتعتبر صخور الجرانيت والأحجار الفوسفاتية أكثر نشاطاً من الناحية الإشعاعية، وقد ظهر الرادون في دول كثيرة منها الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة والسويد وفنلندا وقد أظهر مسح في النرويج أن المنازل الخشبية تحتوي على تراكيز عالية من الرادون. 

عن تلك المبنية بالطوب، ويرجع ذلك إلى أن المنازل الخشبية تتألف من عدد قليل من الطوابق مما يجعل غرفها أقرب إلى الأرض التي ينبعث منها الرادون.

 

ويتوقف معدل تسرب غاز الرادون من التربة إلى داخل المبنى على عدة عوامل منها:

– طبيعة وجيولوجية التربة بالمنمطقة، وعلى وجه الخصنوص درجة نفاذيتها Permeability، وتراكيز غاز الرادون بها.

– نظام تصميم وبناء المبنى، ونظم التهوية والتكييف والتسخين المستخدمة داخله.

– نسبة ودرجة الشقوق الموجودة بالمبنى سواء بالأرضيات أو بالجدران.

– التغير في الضغط الجوي بالمنطقة، والضغط داخل المبنى.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى