الطب

نبذة تعريفية عن “الرضاعة الطبيعية” ومدى أهميتها لأسنان الطفل

1996 أسنان أطفالي

صاحب القطان

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الرضاعة الطبيعية أهمية الرضاعة الطبيعية لأسنان الطفل الطب

يلاحظ أن الأنواع المختلفة من الثدييات تفرز ألباناً تختلف فيها نسبة المواد المكونة لها وعليه فإن غذاء الطفل يتطور بتطور النوع.

ومن الطبيعى أن لا تتشابة الأمهات فيما يتعلق بقدرتهن على الإرضاع حيث إن إمكانتهن تختلف من واحدة إلى أخرى، لأن الوظائف الفسيولوجية تشترك عادة مع القدرة الموروثة في تكوين الأداء الفعلي بما لا يترك مجالا للفسيولوجي الاحتياطي.

وبالنسبة للمرأة الواحدة يكون الإرضاع في المرة الثانية والثالتة من الولادة أكثر نجاحا منها في المرة الأولى، كما هو الحال في كل الوظائف التناسلية على أن التجربة ضرورية قبل الوصول إلى قمة الأداء.

 

تعتبر مدة فترة الرضاعة بالثدي المتراوحة بين سنة ونصف وسنتين قاعدة في كثير من المجتمعات الريفية وإذا كانت الرضاعة تستمر هذه الفترة الطويلة.

فالأرجح أن يرجع ذلك إلى ما تضيفة عملية الرضاعة للأم من السرور والرضا، وليس لمجرد أنها واجب مفروض، ويمكن إثارة رغبة الأم في الرضاعة إذا زاد التصاق الطفل الذي يتربى في حضانة منفصلة عن البيت .

والرضاعة هي العملية التي يحصل بها الطفل على اللبن من صدر أمه، وهي ليست مجرد عملية مص حتى لو حدث بعض الضغط السلبي في فم الطفل وأثناء الرضاعة يستحلب الطفل اللبن فعلا بين أعلي باطن الفم واللسان بحركات رتيبة يقوم بها اللسان والفك الأسفل ويستمر إفراز اللبن في الحجيرات اللبنية بمعدلات ثابتة بين الوجبات.

 

ويتم تلقائيا تخليص اللبن المفرز من الكريات الدهن وحبيبات البروتين بعملية تسمى الميز الغشائي هذا النوع من الإفراز يسمح فقط لنوع من اللبن المخفف الذي يحتوي على نسبة أقل من الدهون (2%) اثنان بالمائة والبروتين ليمر فى قنواتة حتى يصل إلى الجيوب ( الانبعاجات) اللبنية.

حيث يبقى بها ليتناولها الطفل في الوجبة التالية، ويسمى هذا باللبن الأولي ويكون حوالي ثلث حجم اللبن المتاح للطفل.

وعندما يبدأ الطفل في الرضاعة تفرز الأم مادة الاكسيتوسين التي يتسبب عنها انقباض في الخلايا العضلية بنسيج الثدي، وبذلك تنعصر الغدد اللبنية بما يسمح للكريات الدهنية وحبيبات البروتين الأكبر حجماً بالمرور إلى القنوات اللبنية.

 

وعلى ذلك يشتمل اللبن الخلفي الناتج على نسبة أعلى من المواد الدهنية من (7-14 بالمائة) ويكون هذا اللبن ثلثي حجم لبن الرضاعة واختلاطه باللبن الأولي يزيد من قيمته الحرارية.

وعلى ذلك فالحافز الاقتصادي القوي ضروري للوصول إلى الاستجابة التي يتدفق بها اللبن المناسب، فإذا لم تكن الاستجابة كافية استهلك الطفل اللبن الأوّلى فقط، وهو غير كاف لرعاية الطفل لا من حيث الكمية ولا النوع .

ويتغير تكوين اللبن خلال التغذية فهو في نهاية الرضاعة يحتوي من الدسم على (4-5) أمثال ما يحتويه اللبن في أول الرضاعة كما تزداد نسبة البروتين بما يعادل ما كان عليه مرة ونصف مرة، أما تركيز اللاكتوز (سكر اللبن) فيبقى دون تغير.

 

وتحدث هذه التغييرات في نسب مكونات اللبن خلال عملية الرضاعة بما يحقق ضبطاً وإشباعاً لجوع الطفل من ناحية وريا لعطشه من ناحية أخرى وفي الأسابيع الأولى من حياة الطفل لا يكاد يخرج في بوله أي نتروجين، بما يفيد أن كل النيتروجين الموجود كبروتين في لبن الثدي يستهلك أساساً في بناء أنسجة الجسم.

وفي هذا الصدد يتبين أن لبن الأم يتميز بميزة خاصة بسبب مكوناته المتفردة من الحمض الأميني، فمثلاً يشتمل لبن البقرة على عدد من الأحماض الأمينية بمقادير تزيد ثلاثة إلى أربعة أمثال مقاديرها في لبن الإنسان.

كما يوجد فرق بين النسب المئوية التي توجد بها الأنواع الممكنة من الأحماض الأمينية في كل من لبن الإنسان ولبن البقرة، إذ يتصف لبن الثدي بالإضافة إلى قيمته الغذائية بخصائص مميزة فهو يحمي الطفل من الالتهابات والحساسية.

 

وهذه الحماية ضرورية بصفة خاصة في الأشهر الأولى من الولادة حيث يكون الطفل سريع التأثر وبالإضافة للقيمة الغذائية لبروتينات اللبن فإنها ترتبط أيضاً ببعض الوظائف الخاصة.

فمثلا تكون البروتينات المتعددة المجموعة الكازين مع الكالسيوم والفوسفات ناقلات هامة لهذه المواد المعدنية حيث ان المقدار الذي ينقل بهذه الطريقة من اللبن يزيد كثيراً عن المقادير الموجودة في المحاليل الاتلمائية البسيطة.

فالوليد الجديد يتميز بعدم قدرته على تناول مقادير كبيرة من البروتينات، وعلى ذلك فهو خلافاً لليافع لا يمكنه أن يحرق الزائد من البروتين للحصول على الطاقة وبطبيعة الحال لا يوجد في التغذية بالثدي أي مشكلات مرتبطة لا باحتراق البروتين الزائد ولا بعدم توازن الأحماض الأمينية والسبب في ذلك واضح تماماً.

 

إذ أن لبن الأم يتميز بخاصية منفردة وهو أنه يمزج مزجاً سليماً بين الأحماض الأمينية الضرورية لهذه المرحلة من العمر وعليه فإن بروتين لبن الأم ليس البروتين الصحيح من وجهة النظر البيوكيمائية فقط وإنما في كل الوجوه.

يضاف إلى ذلك أنه مخفف التركيز وبذلك فإن القناة الهضمية للطفل لن تمتلىء بكميات كبيرة من المواد البروتينية الغريبة ويختلف لبن الإنسان عن غالبية الثدييات الأخرى في أن تركيز اللاكتوز به يكون بدرجة أعلى وبالتالي فالأيونات الأحادية التكافؤ كما تتوقف طبيعة الدهن في حجم الرضيع على نوعية الدهن في غذائه.

وقد أوضحت عينة النسيج عند فحصها ميروسكوبيا تشابها كبيرا بين تكوين الأحماض الدهنية وأحماض الغذاء وهكذا فإن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أو لبن الأبقار وما في تركيبه يكون عندهم مخزون من الدهن مختلف التكوين ذلك بما تحتويه هذا اللبن من زيوت نباتية.

 

وهذه ملاحظة مهمة من زاويتين:

أولاً : لأن المخ وبقية الجهاز العصبي يمران بتغيرات سريعة خلال سنوات الطفولة الأولى.

ثانياً : الدهن مكون من مكونات الجهاز العصبي، وعليه فإن تناول أنواع من الأحماض الدهنية غير المناسبة بيولوجيا قد يكون له تأثير طويل المدى على نمو الجهاز العصبي.

وهناك ميزة أخرى للبن الثدي وهو أنه غني بالليباز والذي يكون نشيطاً ومؤثراً حتى في درجة حرارة منخفضة، وبذلك يمكن من هضم اللبن قبل وصوله إلى الأمعاء الدقيقة بوقت طويل.

 

الكالسيوم والفسفور هما المكونات المعدنية للبن وهما موجودان في اللبن بقوة تركيز تفوق قوة تركيزهما في بلازما الأم، حتى أنه يستلزم قوة هائلة من أجل إدراره.

إن الأحماض الدهنية التي تمتص تشكل مع الكالسيوم رغوة ثم تفرز بالشكل نفسه، ولقد أوضحت عدة دراسات خاصة بعلاقة امتصاص الدهن بالكالسيوم أن هناك علاقة إيجابية بين إدرار الدهن والكالسيوم وحتى لو كانت هناك كمية كالسيوم كبيرة في الدهن فإن الإمتصاص غير المناسب للدهن قد يؤدي إلى إفراز رغاوى الكالسيوم في الفضلات.

ويعتقد أن امتصاص الإنسان على 33 مليجرام من الكالسيوم و 15 مليجرام فوسفور في كل 100 مليمتر بالمقارنة بلبن البقر الذي يحتوي على 25 مليجرام من الكالسيوم و 96 مليجرام من الفسفور.

 

ولقد أوضحت دراسات الموازنة أنه عندما يتغذى الأطفال على لبن الثدي فإنهم يحتفظون بهذه الأملاح المعدنية بكميات مساوية لمتطلبات النمو على الرغم من قوة تركيزها القليلة نسبياً في لبن الثدي، وكذلك لأن الدهن الذي في لبن الثدي ولبن البقر غير المعدل يمتص بشكل جيد.

أما إن كان قوياً أو مخففاً فإن معدل الكالسيوم في الدم يكون منخفضاً لديهم وفي كثير منهم يكون الكالسيوم منخفضاً جداً لدرجة حدوث التشنج.

وفي كثير من المستحضرات التجارية يكون الدهن معدلاً عن طريق الاستعاضة بخليط من النباتات ودهن الحيوان والكالسيوم وفيتامين (د) بدلاً من دهن البقر حتى أنه قبل ظهور التشنج.

 

إلا أن مستويات المصل في الكالسيوم عند أطفال الرضاعة الطبيعية تكون أعلى من مثيلتها عند الأطفال الذين يتغذون على مثل هذه التركيبات.

وكان هناك اعتقاد أن لبن الثدي يحتوي فقط على كميات صغيرة من فيتامين (د) وعلى الرغم من ذلك فإنه القادر جداً على حدوث كساح عند أطفال الرضاعة الطبيعية ولكن معظم الدراسات القريبة.

قد أكدت أنه على عكس الحال في لبن البقر فإن فيتامين (د) الموجود في لبن الإنسان يكون موجودا في المرحلة المائية على شكل السلفات ويكون مثل هذا المستجد القابل للذوبان في الماء موجوداً بقوة تركيز تعادل (10,91 إلى 1,78) ميكوجرام في اليوم الواحد.

 

أما بالنسبة للأيونات والأملاح المعدنية فإن تكوين كربونات الدم في الأيام الأولى من الحياة مهم جداً والكالسيوم هو المكون الوحيد الذي يحقق ذلك.

وتكون قيمة الزنك الرئيسية في لبن الثدي هي (0,84-1,59) ميكروجرام/ملل ولبن الثدي يحتوي على بروتين يساعد على امتصاص الزنك عند الطفل.

ويختلف محتوى الحديد في اللبن وتكون الاختلافات أقل من (1) إلى (1,6) ميكروجرام/ملل ففي حالة الأم التي صحتها جيدة يحصل الطفل المتوسط على ما يقرب من 0,35 مجم/كجم من الزنك و 0,05 مجم/كجم يومياً من كل من النحاس والحديد.

 

ولقد أثبتت دراسة الأمراض المعدية هذه النظرية وأيدت تلك الخاصية بالنسبة للبن الثدي، وقد كان واضحاً في نهاية القرن الماضي أن نسبة الوفاة بين الأطفال الذين يتغذون على لبن البقر بسبب أمراض الإسهال كانت ستة أطفال بالنسبة إلى واحد من الذين يرضعون من لبن الأم.

وهكذا فإن الأجسام المضادة لكثير من الأمراض المعدية للطفل تمر عبر مكونات الجلوبينات المناعية وتعطي الطفل الحديث الولادة حضانة سلبية في الشهور الأولى من العمر.

كذلك فإن لبن الثدي يحتوي على أجسام مضادة مقاومة لكثير من الكائنات البكترية والفيروسية، وأوضحت كثير من الدراسات أن هذه الأجسام المضادة تقاوم التيتانوس والأنيميا وبكتريا الكولون والشيملا وكرويات الالتهاب الرئوي وكذلك شلل الأطفال وبعض الفيروسات ومعظم هذه الأجسام المضادة تكون في فترة الولادة الحديثة.

 

كما أن للبن الثدي تأثيراً على جدار الخلية معرضا محتويات خلية البكتيريا لهجمة مناعية وذلك بإفراز مواد محكمة وهي مواد صناعية لافرازها مواد محلة، وهذا عامل مهم في هذه الهجمة وهو يظهر في لبن الثدي بكميات كبيرة متراوحا بين (29-39) مليجرام في كل (100) ملل.

كما يحتوي لبن الإنسان على عدد كبير من الخلايا يتراوح عددها بين (2000-4000) بكل مليمتر مكعب وهذه هي الخلايا نفسها التي تتمركز على الغدد الثديية بعد تعريضها لمضادات البكتيريا في قناة الأم الهضمية.

وتفرز جسما معينا يعمل ضد هذه البكتريات، وتتكون الخلية البلعمية في لبن الثدي القادرة على القضاء على الكائنات، وعليه فإن لبن الثدي فريد في أهميته لكونه مصدر حماية مصدر غذاء.

 

كما أن الغدد الثديية تقوم بدور لا يختلف عن دور المشيمة في الحياة داخل الرحم، وبناءً على ذلك فإننا نلخص الفوائد فيما يلي:

1- الرضاعة الطبيعية تقلل نسبة الإصابة بتسوس الأسنان.

2- زيادة ارتباط الأم بالطفل وبالعكس.

 

3- تقلل نسبة حدوث النزلات المعوية.

4- يساعد الطفل على النمو الطبيعي.

 

5- حليب الأم معقم تعقيما تاما.

6- لبن الأم يحتوي على أجسام مضادة تقاوم كثيرا من الأمراض وعلى الأخص في فترة الولادة الحديثة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى