العلوم الإنسانية والإجتماعية

الميليشيات العرقية المتعصبة ودورهم في سلب حقوق الضحايا

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

تركز الكثير من مفاهيم حقوق الإنسان على انتهاك السلطات السياسية أو ميليشيات الثوار للاعتزاز بالذات، إذ تنتزع منهم بالقوة حرياتهم العادية المسلم بها، ومكونات كيانهم، وتذهب الميليشيات إلى ابعد الحدود، كما هو الحال في ممارسة التعذيب، فتؤدي تلك الانتهاكات إلى تدمير كل ما قد يعتبر جوهريا بالنسبة للأشخاص الذين تقف تلك الميليشيات ضدهم. 

ويبلغ الأمر حدا يعتبر فيه الافراد مستهدفين على أساس فئوي كأعضاء في مجموعة معينة، فيصبحون ضحايا بناء على انتمائهم لمجموعة معينة على اساس سياسي أو سلالي أو عرقي أو ديني أو على أساس تنظيماتهم الاجتماعية والثقافية. 

وعلى ذلك فإن أسلوب تعذيب القادة مع غيره من أساليب الانتهاك الشخصية المحيطة بذلك الأسلوب "مثل القبض المفاجئ على الشخص وسجنه، أو محاصرته في كل مجالات حياته"، قد أصبح بمثابة أسلوب لتحطيم كرامة وكبرياء جميع الأتباع.

 

وعلى خلاف الفشل في الاستجابة للمطالب المقدمة لتأييد ما قد يفهم على أنه حق، فإن معظم التقارير الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان تتناول نتائج التعصب العرقي بمختلف أشكاله لدى الميليشيات التي تنظر إلى كل من لا ينتمي إليهم على أنه أدنى مستوى. 

ولقد كان التعصب العرقي أو الثقافي من المحاور التي دارت حولها الأفكار العالمية عن اتجاهات الغزو والجماعات الاستعمارية على مدى التاريخ. 

ويختلف الغزاة من قائد مثل جنكيز خان إلى المستوطنين الذين أتوا من أوروبا وطردوا الهنود الأصليين من أوطانهم، إلى البريطانيين في الهند وأفريقيا إلى دعاة النظم الشمولية في القرن العشرين الذين اتجهت أعمالهم إلى اضطهاد مواطنيهم. 

 

وفي كل من هذه الحالات كانت الأطراف السائدة تحتفظ لنفسها بالحق في مكانه خاصة مرموقة.  فاحتفظوا بكل الأشياء الطبية من الأرض ودمروا الحريات والحياة والممتلكات، وقضوا على كل الامتيازات والحقوق الجسدية والنفسية والشخصية والتنظيمية للجماعات المعارضة أو المهزومة او المستعمرة أو المسترقة أو الاقليات.  وكان ضحاياهم يعاملون على أنهم في مستوى متدنٍّ أو على أنهم غير كاملي الإنسانية.

وعلى كل فإن التعصب العرقي أو الثقافي الذي غالبا ما كان يمارس بصورة أخلف وغير معلنة، يعتبر صفة عامة يشترك فيها كل اعضاء الجماعات البشرية. 

فالجميع يقسمون العالم كما يرونه ويدركونه، إلى قسمين "نحن" و "هم"، ويصعب على أفراد الجماعة الذين يرتبطون بالانتماء إلى "نحن" التعامل مع الآخرين الذين ينظر إليهم على أنهم "هم".  ويصعب أيضاً أن ينظر إلى العالم بعيون الآخرين أو بعيون "هم" إلا على أنهم أعداء.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى