علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “الطبوغرافية الكارستية”

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع

KFAS

الطبوغرافية الكارستية علوم الأرض والجيولوجيا

جاءت تسمية كارست من اسم منطقة (Karst) في يوغوسلافيا وكارسو في إيطاليا.

وكان أول من اهتم بهذا الشكل المتميز من أشكال التضاريس وتناوله بالدراسة هو. سفيجيك (J. Cvijic) عام 1893.

وبعد ذلك أخذت الدراسات الكارستية تزداد وتتعمق مما أدى إلى ترسيخ المعارف العلمية المتعلقة بالطبوغرافية الكارستية وخصائصها ومدى انتشارها على سطح الأرض.

 

تنفرد المناطق الكارستية بخصائص طبوغرافية ومورفولوجية تميزها عن المناطق الأخرى. فالحُفَر المغلقة المتباينة الأبعاد والخدوش والجروف والمغارات والكهوف والصخور العارية وشبكة المياه السطحية العشوائية تعتبر جميعها من المظاهر الأساسية المميزة لطبوغرافية المناطق الكارستية.

يرتبط وجود الطبوغرافية الكارستية في منطقة ما بوجود الصخور الكلسية (الجيرية) القابلة للتحلل والذوبان بفعل المياه السطحية أو الجوفية، كما يرتبط وجودها أيضاً بصخور أخرى قابلة للتحلل كالدولوميت والأنهيدريت والجص والصخور الملحية.

إلا أن وجود الصخر الكلسي (Ca CO3) الصافي أو القليل الشوائب يعتبر الشرط الأساسي للطبوغرافية الكارستية، ذلك لأن هذا الصخر يعد صخراً مثالياً في قابليته للانحلال بالماء.

 

فوجود حمض الكربونيك في الماء، وبشكل طبيعي، يؤدي إلى تكون بيكربونات الكالسيوم  Ca(HCO3)2الذي يمتاز بقابليته الشديدة للانحلال بالماء بمعدل أسرع من معدل تحلل الكربونات العادية بمقدار 10 مرات. (انظر: حجر جيري).

إلا أن وجود الصخر الكلسي، على الرغم من أهميته، لا يعتبر العامل الوحيد في تشكل التضاريس الكارستية بل يجب توفر مجموعة من الشروط الأخرى التي يمكن تلخيصها فيما يلي:

 

(أ‌) أن تكون التشكلات الكلسية سميكة ومرتفعة فوق مستوى سطح البحر، وأن تكون الطبقات المكونة لها رقيقة ومنفذة وكثيرة الشقوق والفواصل وذلك لتسهيل تسرب المياه ضمن طبقات الصخر وتركيز عملها على جوانب الشقوق والفواصل بشكل أساسي.

 

(ب‌) توفر معدلات تساقط سنوية مرتفعة. ففي كوبا مثلاً، حيث توجد أفضل نماذج الكارست المداري. 

تتراوح معدلات التساقط السنوي بين 1500 – 1700 مم. وكلما ازدادت كمية التساقط كانت عمليات التحلل أكثر نشاطاً وفعالية.

 

(ج) توفر درجات حرارة مناسبة وغير مرتفعة. فقد تم اعتبار معدلات الحرارة المثالية للعمل الكارستي في كوبا بحدود 21º– 27.5 º، وحرارة ماء المطر من 20 º– 24 ºسيليزية.

ويمكن مشاهدة بعض المظاهر الكارستية الموروثة (أحافير) في مناطق صحراوية جافة، لا تسمح شروطها المناخية الحالية بوجود تلك المظاهر فيها. 

كما لا يمكن تفسير تلك المظاهر إلا بافتراض وجود مناخات سابقة قديمة أكثر رطوبة وملاءمة للنشاط الكارستي من المناخات السائدة حالياً في تلك الصحاري الجافة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى