البيئة

أنواع الملوثات الكيميائية المتواجدة في الماء

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

الملوثات الكيميائية المتواجدة في الماء البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

لا يوجد انفصال حقيقي بين تلوث الهواء وتلوث الماء، لأن الهواء الملوث يؤثر كثيرا في المساحات الشاسعة المكشوفة من الماء، ويسهم في تلويثها. 

حيث يشغل الماء مساحة كبيرة من سطح الارض تقدر بأربعة أخماس سطح الكرة الأرضية تقريبا، ولكن رصيد العالم من المياه العذبة في الانهار والبحيرات وبخار الماء ورطوبة التربة لا يتجاوز (0,014) من نسبته الكلية.

وحتى هذه النسبة الضئيلة تتعرض للتلوث بفضلات الإنسان ومياه الصرف ومخلفات الصناعة، حتى بلغت حدة تلوث مياه النهر ايسيت Iest بالاتحاد السوفيتي سابقا بالمواد القابلة للاشتعال التي تلقيها أحد المصانع المقامة على ضفة إلى حد اشتعاله عند القاء سيجارة مشتعلة فيه.

ويتسبب في تلويث البيئة المائية وفسادها عوامل متعددة منها إلقاء النفايات الناتجة من الصناعة، والأنشطة البشرية المختلفة، مما يغير في خواص الماء وجودتها.  كما هو مبين في الشكل (18):

 

ويترتب على تلوث المياه تغير ملحوظ في درجة حرارتها، وكثافتها الضوئية، ودرجة ملوحتها، ومحتواها الاكسجيني والنيتروجيني.  ويترتب على ذلك مضايقات وأضرار تلحق بمختلف الكائنات الحية في البيئة.

ويصنف مجال تلوث الماء إلى ثلاثة أصناف تبعا لطبيعة ملوثاته، وهي : الملوثات الكيميائية، والفيزيائية، والييولوجية.

 

1- الملوثات الكيميائية للماء

أ. الفلزات الثقيلة

مثل (الزئبق – رصاص – زنك – كادميوم – زرنيخ – نيكل).  وتلقى الفلزات الثقيلة في الماء ضمن مخلفات بعض المصانع، ويعد الزئبق ومركباته أكثر هذه الملوثات انتشاراً وأشدها خطورة وسمية، حيث لوحظ انتشار حوادث تلوث الماء به في أماكن كثيرة من العالم، مما ترتب عليه العديد من الأضرار بالكائنات الحية.

ومن أشهر حوادث تلوث الماء بالزئبق حادثه تسمم صيادي خليج مينا ماتا باليابان عام 1953م، وذلك نتيجة لأكلهم أسماك تم صيدها من ماء الخليج الملوث بالزئبق، فقد وجد أن الأسماك اختزنت الزئبق في أجسامها على صورة مركب يعرف باسم ثنائي فينيل الزئبق، وارتبط هذا المركب ببروتيناتها بواسطة ذرة كبريت. 

 

ويحدث هذا المركب أضرارا بصحة من يأكل هذه الأسماك الملوثة، حيث يسبب ارتخاء تدريجيا في العضلات وشللا وتلفا بالمخ وغيبوبة وموت.

ونظرا للأضرار البالغة التي تلحق بالجسم نتيجة التركيزات الضئيلة للزئبق فإن منظمة الصحة تؤكد ضرورة عندم تجاوز كمية الزئبق التي تدخل الجسم عن 0,3 مجم أسبوعيا.

 

وعلى الرغم من البعد الجغرافي للمناطق القطبية عن المصانع التي تلقي مركبات الزئبق ضمن مخلفاتها في الماء، فإن مياه تلك المناطق لن تسلم من التلوث بالزئبق. 

فقد وجد العلماء نسبة من الزئبق بأجسام الدببة القطبية بالرغم من تواجدها المستمر في تلك المناطق. 

وعلل العلماء ذلك بأن الزئبق يتنقل إلهيا عبر سلاسل الغذاء، حيث تقوم الطحالب بامتصاص وتركيز الزئبق، وتتغذى عليها القشريات فيزداد تركيز الزئبق، وتتغذى الأسماك على القشريات فيزداد التركيز، وفي النهاية يتغذى الدب على تلك الأسماك الملوثة، وبذلك يلوث الزئبق أجسام الدببة.

 

ب. اللافلزات

مثل (الكلور – الكبريت – الفلور – البروم).  وتتسرب إلى الماء ضمن مياه الصرف الصناعي التي تحتوي على مركبات مثل ثنائي الفينيل عديد الكلور Polychlo Biphenyls المعروف بــ (B.C.P) المستخدم في صناعة المحولات والمكثفات وفي تلوين اللدائن.  وتسبب هذه المركبات تلوثا شديدا للماء، ولها تأثير سام على الكائنات الحية.

كما يتلوث الماء ببعض الأحماض المتخلفة من عمليات الصناعة أو ضمن الأمطار الحمضية، كما يتلوث ببعض المركبات الصناعية مثل التوتياء الزرقاء. 

وتؤثر العناصر اللافلزية مثل الكلور أو الكبريت تاثيرا بالغا في الكائنات الحية، حيث يؤدي تلوث الماء بها إلى حدوث تسمم الإنسان والحيوان وهلاك وموت النبات.

 

ج. المنظمات الصناعية

يستخدمها الإنسان في عمليات التنظيف ويوجد نوعان من المنظفات:

ا- المنظفات اليسرة Soft Detergents: وهي منظفات يسهل تحللها في الماء بسرعة.  ومن امثلتها مادة كربونات الصوديوم التي تستخدم في تنظيف وتطهير الزجاجات من الجراثيم .

ب- المنظفات العسرة Hard Detergents: وهي ذلك النوع من المنظفات الذي يقاوم التحلل، ومن هذه المنظفات أنواع الصابون المختلفة. 

 

وتسبب هذه المنظفات العسرة اضرارا متعددة، وأخطر هذه الاضرار يكون نتيجة لتكوينها طبقة رغوة تعزل الماء عن الهواء الجوي، مما يترتب عليه نقص في المحتوى الأكسجيني للماء وموت العديد من الاسماك والعديد من الكائنات الحية التي تعيش في الماء.

كما يتسبب الفسفور المضاف إلى المنظفات الصناعية – لزيادة قدرتها على التنظيف – في تعجيل حدوث الإثراء أو التشبع الغذائي Eutrophication لماء النهر، فتتزايد معدلات تكاثر البكتريا والطحالب به ويتحول المجرى المائي أو البحيرة إلى مستنقع.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى