علوم الأرض والجيولوجيا

الأعاصير القمعية

2012 دليل الطقس

روس رينولدز

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

ترتبط الأعاصير القمعية دائماً بسحابة مزنة ركامية أم. بالرغم من أنّ الكثير من الناس يخلط بينها وبين الأعاصير المدارية إلا أنّها بالواقع أصغر بكثير. الحجم الأكثر ملاحظة لمجال تخريب إعصار قمعي هو بعرض حوالي 50 م مع مسار يقارب 2-4 كم (1 – 3 أميال). ولكن يُمكن أن يتجاوز أكبر مدى أضرار 2 كم (1 ميل) عرضاً، وأضيق مدى هو 10 م (30 قدماً) أو نحو ذلك. تكتسب الأعاصير القمعية سمعة سيئة في أمريكا الشمالية، ولكنها قد تحدث في كل القارات الأخرى باستثناء القطب الجنوبي.

تُعتبر “السهول العليا” في الولايات المتحدة موطن «ممرَّ الأعاصير القمعية» سيئة السمعة وتمتد شمالاً من تكساس باتجاه ولايات السهول الشمالية. هذا هو مكان احتمال حدوث الأعاصير الأكثر تخريباً، ويعود السبب الرئيسي إلى «جغرافية» المنطقة. على السطح، يُمكن أن يوجد في معظم تكساس ووكلاهوما، على سبيل المثال، هواء رطب دافئ جداً على الجريان الجنوب-شرقي القادم من خليج المكسيك. في نفس اليوم، إلى الغرب، يُمكن أن يحدث أيضاً جريان شمالي-غربي حاراً وجافاً جداً يهب من نموذجياً من نيومكسيكو وشمال المكسيك. يقترب هذا الهواء الحارق إلى المنطقة على مستوىً أعلى (بسبب ارتفاع مستوى الأرض) من ذلك القادم من الخليج – ويكتسح الهواء الرطب الدافئ. «خط

الجفاف» هو مكان التقاء هذين التيارين المختلفين.

عند تلك النقطة يوجد رياح جنوبية-غربية ولذلك «تنحرف» الرياح بارتفاع متزايد، أو تتغيّر بمعنى اتجاه عقارب الساعة. وفي الأعلى، في التروبوسفير الأوسط والأعلى، يجب أن يهبّ هواء أبرد بكثير من شمال-غرب عبر جبال روكي.

هذه المكونات – طبقة الهواء السطحي «اللزج» يعلوها هواء حار وجاف الذي يعلوه بدوره هواء أبرد بكثير- ضرورية لتحفيز حمل عميق. ويُمكن لهذا أن يندفع بقوة إلى الأعلى بينما يتقدم التسخين السطحي النهاري للطبقة الرطبة «المغطاة». والطريقة التي تنحرف بها الرياح مع الإرتفاع هي مهمة أيضاً، مما يضيف التواءً للعواصف الضخمة التي قد تتطوّر.

لا تزال كيفية تشكّل السحب القمعية بالتفصيل موضع بحث حثيث. ولكن من المعروف أنّه في بعض الأحيان يُمكن أن تميل «لفافات» أفقية متطاولة ضحلة عند السطح إلى الوضع العمودي بطريقة ما – لتتحدّ على شكل عواصف رعدية هائلة. يُمكن أن تكون هذه الملامح غير المرئية التي تًشبه مرقاق العجين بقايا التيارات الهابطة لعواصف رعدية قديمة، يُمكن أن تُرفع بالتيار الصاعد الذي يُغذي سحابة ركامية شابة قيد التشكّل.

يُمكن أن يستمر إعصاراً قمعياً واحداً من عدة ثواني إلى أكثر من ساعة. الامتداد النموذجي هو حوالي خمس دقائق. لكي يتم تعريفها كإعصار قمعي رسمياً، يجب على دوامة الهواء الذي يدور بسرعة أن تكون على اتصال بالأرض. يعني هذا أنّه إذا كان الحطام مرئياً، حتى لو لم يكن هناك غيمة قمعية واضحة، يوجد هناك إعصار قمعي. تقدّر سرعات الرياح السطحية من طبيعة الأضرار الناتجة – يُعتقد أنّها يُمكن أن تصل حتى 460 كم/سا (290 ميلاً/سا) في الحالات القصوى.

الخسائر

أسوأ إعصار قمعي في أمريكا من حيث الوفيات كان الإعصار الذي ضرب ثلاث ولايات في الثامن عشر من أذار/مارس من عام 1925 عندما فقد 689 شخصاً حياتهم في ميزوري وإلينوي وإنديانا. ولكن في الحقيقة لم يحدث أي من الأعاصير القمعية الخمس والعشرين الأولى القاتلة في الولايات المتحدة منذ 1953، ويعود السبب الرئيسي إلى تطور التنبؤ وقدرته على إصدار تنبيهات وتحذيرات إلى الشعب.

حدث أسوأ إعصار قمعي يضرب أوكلاهوما على الإطلاق في الثالث من أيار/مايو عام 1999. تشتهر الولاية بالأعاصير القمعية، ولكن هذا الحدث كان شديد القوة وأثّر بشكل كبير على المناطق المأهولة. ضرب أكثر من خمسين إعصاراً لولبياً وسط أوكلاهوما ذالك اليوم، وفقد أربعين شخصاً حياتهم في مدينة أوكلاهوما وجنوبها الغربي. وضربت أعاصير أخرى في ذلك اليوم في أجزاء من شمال تكساس وشرق أوكلاهوما وجنوب وسط كانساس. توفي خمسة أشخاص في “ويشيتا”.

أصبح أحد الأعاصير القمعية بالتحديد قاتلاً رئيسياً، بدأ كعاصفة ذات خلية ضخمة أنتجت سابقاً مجموعة من الأعاصير القمعية بشدة وصلت إلى F3 في الريف على مبعدة من جنوب-غرب مدينة أوكلاهوما. العاصفة ذات الخلية هي عاصفة رعدية دوارة ضخمة حيث تتوازن بشكل أو بآخر التيارات الصاعدة والهابطة بحيث يستمر الإضطراب لساعات. يُشكّل هذا النوع من

العاصفة خطورة كبيرة بسبب إنتاجه لعواصف قمعية وبَرَد مؤذي. وصل إلى الأرض قرب بلدة صغيرة تُدعى “تشيكاشا” كدرجة F1، ثمّ سارع باتجاه شمال-شرق بشكل مخيف نحو المنطقة الحضرية لمدينة أوكلاهوما. وفي طريقه اكتسب شدة F4 وهبط إلى F3 ثمّ اشتد ثانية إلى القوة النادرة لإعصار قمعي F5 فوق مجتمع “بريدج كيك” حيث دمِّر 680 منزلاً بشكل كامل. ونما إعصار قمعي آخر أكثر تدميراً، بعرض 1.5 كم (1 ميل)، قرب نهر كاناديان خلال المساء. واكتسب بسرعة حالة F5 ودمر “مور”، إحدى ضواحي مدينة أوكلاهوما. كان التدمير هناك غير معقول؛ تهدم 1,225 منزلاً و 274 شقة و 50 متجراً و مدرستين وكنيستين؛ كما تضرر 4,000 إلى 4,500 منزل. بلغ إجمالي الخسائر نحو 1,000 مليون دولار أمريكي.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى