الفنون والآداب

نبذة تعريفية عن كتاب “البيان والتبيين” لـ”الجاحظ”

1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

كتاب البيان والتبيين الجاحظ الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

كتاب «البيان والتبيين» واحد من أوسع وأجمع ما كتبه الأدباء العرب الأوائل في موضوع البلاغة العربية.

مؤلفه أبو عثمان الجاحظ (الذي عاش ما يقارب قرنا من الزمن، من منتصف القرن الثاني للهجرة حتى منتصف القرن الثالث للهجرة: الثامن والتاسع الميلاديين).

جمع في هذا الكتاب مادة ضخمة تتكون من: الخطب العربية والنبوية والإسلامية بعامة، أحاديث الرسول وآيات القرآن، الأمثال والحكم والأشعار، القصص والمواعظ، الرسائل والأقوال، فضلا عن الخبار المتعلقة بالخطابة والخطباء والبلاغة والبيان العربي.

 

ويتكون الكتاب من أربعة أجزاء، ينتقل الكاتب فيها بحرية واسعة بين موضوعاته، قاصدا إلى غرضين مهمين، هما:

1-  تعليم القارئ وتثقيفه، بتوجيه نظره إلى النماذج الممتازة للبلاغة العربية.

2- وفي الوقت نفسه، إمتاع القارئ، ودفع الضجر عنه بذكر النوادر المفيدة والأخبار ذات العلاقة بموضوعه، لكي يقبل القارئ بنفس مفتوحة على التعليم.

 

 يميز الجاحظ العرب بالقدرة على الارتجال في الخطابة والبيان والبلاغة.

فالعربي في القديم لم يكن يقرأ أو يكتب، ولكنه يستمد قدرته على القول من تجارب حياته ويتدرب على مخاطبة الناس بصورة شفوية منذ فتوته، وذلك بالاستماع إلى خيرة الخطباء والحكماء.

أما لماذا سمي الكتاب بهذا الاسم الطريف (البيان) ثم (التبيين)، فيبدو أن الجاحظ يحمل في ذهنه أن يعلم القارئ معنى (البيان) بصورة عامة ويذكر له وسائله المختلفة وأهمها: اللفظ، الخط، الإشارة … وغيرها.

 

ثم يعلمه بعد ذلك كيف يستعمل البيان ووسائله لكي يفصح عن قصده أو (يبين) المعنى الذي يريد أن يعبر عنه.

ومن هنا جاء اسم الكتاب (البيان) ثم (التبيين)، أي (تبيين) الإنسان قصده، مع مراعاة مقتضى الحال، كالإيجاز دون بتر للكلام، والتفصيل دون إطالة مملة، وهكذا.

ويميز الجاحظ الإنسان بالقدرة على البيان دون سائر المخلقوات، كما يمتاز بالعقل كذلك عليه. وهناك ارتباط بين العقل والبيان، لأن الإنسان مكلف بأن يدرك بعقله وأن يعبر بلسانه.

 

وقد خص الله الإنسان بهاتين الميزتين من بين جميع الكائنات.

فما عليه إلا أن يقيم رابطة بينهما، فلا ينطق بلسانه ما لا يدركه بعقله. وما اللسان إلا واسطة لبيان ما في العقل.

فكتاب البيان والتبيين تقويم للسان العربي لعرض أرفع النماذج العربية للكلام، وتقويم للعقل بالتفكير والتأمل والاقتداء بخير هذه النماذج.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى