الحيوانات والطيور والحشرات

أمثلة مختلفة من الحيوانات التي تضمها “حدائق الحيوان”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حدائق الحيوان الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

حدائقُ الحيوان مزاراتٌ مُحبّبٌة إلى قلوب الصغار والكبار، فهي تشغلُ عادةً مساحاتٍ كبيرةٍ من الأرض، تكسوها الخُضرةُ وتُظللُها الأشجار، ويزيدُ من جَمالِها ما يُقيمُه الإنسانُ فيها من شلالاتٍ وبُحيراتٍ صناعيةٍ تمدُّها بالمياهِ العذبةِ، وتَستَخدمُها الطيورُ وغيرها من الحيواناتِ المائيةِ في حياتِها اليومية.

وتُعَدُّ حدائقُ الحيوانِ بالجيزةِ بجمهوريةِ مصر العربيةِ أكبَرَ الحدائق بمنطقةِ الشرقِ الأوسطِ، وقد افتُتِحتْ عام 1891 على مساحةٍ تقربُ من ثمانينَ فداناً.

ومعظمُ حدائقَ الحيوانِ يَجلبُ أنواعاً كثيرةً من الحيوانات من مواطنها الأصلية، لأن حيواناتِ البيئة المحليةِ محدودة، ولا تُعطي صورةَ كاملةً عن عالم الحيوانِ.

 

وتُستَورَدُ الحيواناتُ من شتّى أنحاء العالم وبخاصة المناطقُ الإفريقيةُ والآسيويةُ والأستراليةُ والأوروبية.

كذلك تُستوردُ أنواعُ معيّنةٌ من العالم الجديد، وبخاصةٍ امريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية. وتتعاوَن حدائقُ الحيوان، فتَتَبادلُ ما يزيدُ عن حاجة بعضِها وينقصُ بعضها الآخر.

وفي جميعِ الحالات تقوم إدارةُ الحديقةِ بتهيئةِ المكانِ المناسبِ لكل حيوانٍ ليُحاكي بيئتَهُ الطبيعية في موطنِهِ الأصلي؛ ومن أمثلة ذلك «جبلاية القرود» التي يحرصُ على زيارتِها الكثيرون لمشاهدةِ القِردة وهي تتعايشُ في أعدادٍ كبيرةٍ، رغم التبايُن الواضحِ في سلوكِ أفرادِها.

 

فبينما تحتَضنُ الإناثُ صغارَها في حَنانٍ شديد، وتتصدى لكل من يُحاولُ إيذاءها، نجدُ القِردة الأخرى وهي تتعاركُ للحُصول على ما يُقدمُه لها زُوارُ الحديقة وتقفزُ من صخرةٍ إلى أخرى حاملةً معها طعامها.

وفي بيتِ الزواحفِ تُعرض الحيواناتُ في بيئاتها الطبيعيةِ، من صحارٍ وغاباتٍ ومستنقعاتٍ، مع التركيز على ما يُصاحبُ ذلك من تحوراتٍ في تركيب هذهِ الحيواناتِ.

وفي متحفِ الحديقةِ تُعرضُ نماذجُ من الزواحفِ والطيُور والثديياتِ التي ماتت في أثناء إقامتها بالحديقةِ، وذلك في صورة حيواناتٍ محنطةٍ أو هياكلَ عظميةِ.

 

وتشتهرُ بعضُ حدائقِ الحيوانِ كحديقةِ حيوان برلين، في ألمانيا، بنماذجَ للعرضِ قامَ بِعَملها مشاهيرُ هذا الفنِ الرفيع.

يعتقدُ العلماءُ أن الملكةَ حشتبسوت ملكةَ مصرَ (1505-1484 قبل الميلادِ) كانت مُولعةَ بجمعِ الحيواناتِ ، وكانت رائدةً في هذا المجالِ، فقد ارسلتْ حَملةً من خمسة مراكبَ بملاحيها وعمالِها إلى بِلاد «بنط» (الصومال حالياً).

وعادتْ الحملةُ بالكثيرِ من الحيواناتِ، كالقِردةِ والفُهودِ وكلابِ الصيدِ وقطعانِ الماشيةِ من أنواعٍ مختلفةٍ، وأنواعٍ عديدةٍ من الطيورِ- وأخيرا، وليس آخراً- زرافةِ واحدة!!.

 

ويستخدمُ الصيّادون – في وقتنا هذا – في سبيلِ الحصولِ على الحيوانِ حياً ذخيرةَ لا يدخلُ البارودُ في مُكوناتِها، فهيَ ذَخيرةٌ مخَدِّرةٌ تُصيبُ الحيوانَ بالنعاسِ لفترةٍ ليست بالقصيرة، وبذلك يسهُل الإمساكُ به ونقلُهُ من مكانٍ إلى آخر.

من حيواناتِ القارةِ الإفريقيةِ يرى الزائرُ لحديقةِ الحيوانِ الغوريلاّ والشمبانزي من القردةِ العُليا الشبيهةِ بالإنسانِ، والليمورِ، والأسد ملك الغابةِ وفرسَ النهرِ الذي يقضي معظَمَ أوقاتِهِ في البحيراتِ الصناعيةِ بالحديقةِ، وخنزيرَ الأرضِ وهو من اللواحِمِ التي تتغذى بالنملِ، والوبرِ والغزلان والأيائلَ التي تَشتَهرُ بها افريقيا لِتَنوُّعِها الكبيرِ، والفيلِ الإفريقي، والكَركَدّنَ ( وحيدَ القرنِ) والزرافةِ والزَرَدِ ( حمار الوحش المخطط).

وهذه كلها أمثلةٌ من الثديياتِ. أما الطيورُ فيوجدُ منها الكثيرُ، لعلّ أهمِّها النعامةُ أكبرُ الطيورِ حجماً؛ ولكنها لا تستطيعُ الطيرانَ، والطائرُ السكرتيرُ وعلى رأسِهِ مروحةٌ من الريشِ القصيرِ، والببغاواتِ بألوانِها الزاهية، وأصواتِها التي تُحاكي أصواتَ الإنسانِ والحيوانِ.

 

ومنّ الزواحفِ يوجدُ التمساحُ النيلي، والثعابين، السامة وغيرُ السامةِ، ومنها الأصلةُ بحجمها الكبير وجسمها العضلي الغليظ.

ومن حيواناتِ القارةِ الآسيويةِ يَرىَ المُشاهدُ الأورانجَ أوتان (إنسان الغابةِ) من القردةِ العليا، والفيلِ والكَركَدَنْ الهندي والببْرَ، وهو من اللواحِم في حجم الأسد، ولكنه مخطط بخطوطٍ سوداء مُستعرضةٍ ومتوازيةٍ.

ومن الطيور يُرى الطاووس، أجمل الطيورِ شكلاً وابهاها منظراً، وخاصةً عندما يمشي في خَيلاءٍ ناشراً جناحيه وذيله المروحي الجميلِ. ومن الزواحِف يُوجدُ تمساحُ جافيال، وهو أصغرُ حجماً وأقلُّ شراسةَ من التمساح النيلي.

 

ومن حيواناتِ المنطقةِ الأستراليةِ يُشاهدُ الزائرُ أنواعاً من الثديياتِ البدائيةِ، مثل آكلِ النملِ الشوكيّ، وخلدِ الماء ( ومنقار البطّ)، من الثديياتِ البيوضِ. كذلك يشاهدُ الزائرُ للحديقةِ أنواعاً كثيرةَ من الثدييات الكيسية، كالقنغر (الكنجاور).

ومن الطيور يرى المشاهدُ طائر القصوري ، وهو طائرٌ كبيرٌ في حجمِ النعامةِ الإفريقيةِ، كما يُشاهدُ طيورَ الفردوس بألوانها الزاهيةِ الجميلةِ. ومن الزواحِف يوجدُ السفندنُ، وهو نوعٌ من العظايا تختصُّ به نيوزيلاندة.

ومِن حيواناتِ أمريكا الشماليةِ يرى المشاهدُ الجاموس الأمريكي (البيسون)، والظَّربان (أبو منتين)، والقوارضَ، والخفافيشَ بأنواعِها المختلفةِ والديكِ الرومي، والكواسر منَ النسورِ والعِقبان، والحيةَ ذاتَ الأجراس من الزواحفِ، والسَلَمندر من البرّمائيات.

 

ومن حيواناتِ أمريكا الجنوبية يرى المشاهدُ، القردَ الصيّاح، وآكلِ النملِ، والكسلانَ، ومن الطيور يُشاهد الرُيا، وهي أصغرُ قليلا من النعامةِ الإفريقيةِ والطيورِ الطنانة، وهي أصغر الطيورِ وأكثرها حركةً ونشاطاً، والتوكان بمنقارِهِ الضخمِ الذي يُعادلُ طولَ الطائرِ.

وإضافةَ إلى حدائقِ الحيوانِ المعتادة، توجدُ حدائقُ حيوان بدون أسوار تُعرف بالحدائقِ المفتوحةِ . وحديقة «ويبسنيد» بإنجلترا واحدةٌ من أجمل الحدائقِ المفتوحةِ. أُنشئت عام 1927 على مساحةِ 567 فدّاناً، وبها مئتا نوعٍ من أنواعِ الحيوانات .

وفي كينيا بإفريقيا تنتشرُ الحدائقُ المفتوحةُ بطولِ البلادِ وعرضِها، إذ يُوجدُ بها ثلاثَ عشرةَ حديقةَ مفتوحةٍ أو محمية طبيعية، يدخل الناس لقاء أجرٍ عنهم وعن سيّاراتهم، وبها فنادقُ لراغبي المبيتِ، ودليلُ الحديقةِ يُعرَّفُ كلًّ رُكن من أركانِها ، كما يُعرَّف أماكن تجمُّع الحيواناتِ، ومواعيدَ تناوُلِها غذاءِها .

 

والصيدُ غيرُ مُصرَّح به في مِثلِ هذه الحدائق، ويُمكنُ اعتبارُها محمياتٍ تعملُ على حمايةِ ما بِها من حيواناتٍ من الانقراضِ ، وخاصةً الأنواعُ النادرةُ.

وجمعُ الحديقةِ لأنواعٍ كثيرةٍ من الحيواناتِ منْ بِقاعٍ مختلفةٍ، تجعلُكَ تشعُر وأنتَ تَتَجوّلُ فيها كأنكّ تقومُ برحلاتٍ طويلةٍ تجوبُ بِها أنحاءَ الأرضِ.

ولو أنكَ اعتنيتَ بالاطلاع على أسماءِ الحيواناتِ ومواطنِها الأصليةِ، وتأمّلتَ أشكالَها وألوانَها وحركاتِها، لوجدْتَ في ذلك فائدةً كبيرةً ومتعةً عظيمة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى