البيئة

ظاهرة التصحر ونسب تمددها في العالم

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

ظاهرة التصحر البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

يعد التصحر Desertification والتحضر Moderation من المشكلات البيئية المعاصرة ذات الآثار السلبية على عدد كبير من دول العالم، وخاصة تلك الواقعة تحت ظروف مناخية جافة أو شبه جافة او شبه رطبة. 

وظهرت مخاطرها مؤخراً بشكل كبير – خاصة في العقدين الأخيرين من القرن العشرين – لما لها من انعكاسات سلبية على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

 

أولا: التصحر

على الرغم من قدم ظاهرة التصحر، لكن في الفترة الأخيرة تسارعت وتفاقمت إلى الحد التي أصبحت معه تهدد مساحات كبيرة جدا وأعداد هائلة من البشر بالجوع والتشرد والقحل. 

ولقد عرف المؤتمر الدولي العالمي للتصحر في نيروبي بكيينيا عام 1977م التصحر بأنه: فقدان التربة لقدرتها البيولوجية، حيث ينتهي بها الأمر إلى سمات تشبه الصحراء. 

وقد يكون ذلك بسبب عوامل مناخية أو بسبب ازدياد نسبة الملوحة أو بسبب التدخلات البشرية السلبية المتعددة الجوانب من العوامل الطبيعية مثل سيادة الجفاف لفترة طويلة، وما يترتب عليه من زيادة معدلات التعرية بفعل الرياح، وزيادة حركة الرماح، وزيادة تملحها من خلال ماي ضاف إليها من ذرات ملحية تنقلها إليها الرياح، وغير ذلك من الظروف التي تترتب على زيادة حدة الجفاف وطول فترة حدوثه. 

 

وقد ورد العديد من التعاريف للتصحر في مؤتمرات الأمم المتحدة التي بحثت قضيته، كما تم تعريفه من قبل العديد من الكتاب والباحثين، وجميع تلك التعاريف تتفق على أن التصحر هو طغيان الظروف الصحراوية بدرجات متفاوتة على الأراضي المنتجة، مما يقلل من إنتاجيتها وفي النهاية قد يقضى تماما على خصوبتها.

وأشار تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP لعام 1992م(150) إلى أن ما يقرب من (90) الفاً من الكيلو مترات المربعة من الأراضي الصالحة للزراعة على مستوى العالم كل عام قد تصحرت وأن (50) مليونا من الكيلو مترات المربعة من الأراضي الزراعية والرعوية والغابية معرضة للتصحر في مختلف أنحاء العالم. 

وأن التصحر يؤثر تاثيراً مباشراً على (3,6) مليون هكتار تقريبا، ويهدد سدسد عدد سكان العالم. 

كما أن معظم المناطق المعرضة للتصحر تقع في كل من قارتي آسيا وإفريقيا، وخاصة معظم الدول العربية والإسلامية، كما هو مبين في الشكل (21) التالي:

 

وعلى سبيل المثال؛ فإن المناطق الجافة في شمال إفريقاي تبلغ الكثافة السكانية العامة بها 45 نسمة/كم2، وتتزايد بها ممارسات الرعي الجائر واجتثاث النباتات الطبيعية وتدمير الغابات باقتلاع الأشجار واستخدامها كوقود، مع حدوث تملح شديد للتربة بسبب ممارسة أساليب خاطئة في الري. 

وكثيرا ما تترك الأرض عارية فترة طويلة أمام عمليات التعرية بفعل الرياح والمياه مما يؤدي إلى تعرضها بشكل أسرع للتدهورن وتضح خطورة التصحر إذا ماعرفنا أن الهوامش الجنوبية للصحراء الكبرى في إفريقيا قد شهدت تحول نحو 65 ألف كيلو متر مربع من أراضيها المنتجة إلى صحراء حقيقية خلال الخمسين أو الستين سنة الماضية، وذلك منذ عام 1926م. 

كما تعرضت مساحات تبلغ 26 مليون كيلو متر مربع من العالم الإسلامي للتصحر، وتمثل نحو 85% من جملة المناطق المعرضة للتصحر في العالم، وأن 14% من سكان العالم يعيشون في مناطق جافة مهددة بالتصحر.

 

لقد تزايد الاهتمام بالتصحر كمشكلة عالمية في العقدين الاخيرين من القرن العشرين، نظراً لما سببه من نقص في الغذاء العالمي،

كنتيجة مباشرة لتدني إنتاجية الأراضية الزراعية.  حيث ضرب الجفاف أفريقيا وأدى إلى موت الآلاف من البشر والحيوانات، ومن لم يمت هجر قريته إلى المناطق المجاورة بحثا عن أحوال أفضل، وعند ذلك أخذ العالم يبحث عن أسباب هذه المجاعات، وكان الجفاف هو العامل الواضح للعيان بأنه السبب الرئيس خلف هذه الكارثة. 

وتقدر مساحة الأراضي الصحراوية وشبه الصحراوية على مستوى العالم العربي بنحو 90% من المساحة الإجمالية لأراضيه، وأن ما تصحر من النسبة الصالحة للزراعة بلغت مساحة 18% بحلول عام 2000م. 

ولمواجهة هذا المد السريع للصحراء (التصحر) يجب معرفة الأسباب التي تؤدي إليه، وصوره المتعددة، وطرق مقاومته.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى