الطب

الأمراض الطبية التي لها صلة الاصابة بالاكتئاب

2014 للتخلص من الاكتئاب

جيسي ه . رايت و لورا و.ماكراي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

ليس بوسعنا توفير قائمة شاملة بكل الأعراض التي تكون علامات واضحة لأمراض طبية؛ وهذا بدوره يؤشّر إلى الحاجة إلى الفحص، وتوصيف السمات الأساسية للحالات الفيزيائية متكرّرة الحدوث والمتصلة بالاكتئاب.

من ناحية أخرى بالإمكان إعطاء القارىء بعض التلميحات حول كيفية التنسيق مع الطبيب لرصد هذه المشاكل الأربع التي بإمكانها استهلاكك لفترات طويلة من الزمن، والتعامل معها.

 

– قصور الغدة الدرقية (Hyppthyroidism)

الدرقية غدّة صماء (تفرز هرمون الدرقين ­ (Thyroid) إلى الدم مباشَرَة) تقع في عنقك تحت ما يسمّى تفاحة آدم أو الحرقدة، وهرمون الدرقين مسؤول مسؤولية مباشرة عن مستوى الطاقة، ومعدل الأيض (الفعاليات الحيوية)، ويعني بذلك سرعة حركتنا أو بطئها وكفاءة حرقنا للسعرات الحرارية، وكذلك صحة جلودنا وشعرنا وأظافرنا.

وإن قلة مستوى الدرقين في الدم (قصور الغدة الدرقية) يتسبّب عن عدد من الاضطرابات وغالباً ما يلاحظ في حالة التكسير المناعي الذاتي للهرمون (Thyroditis) ولا سيما لدى النساء المسنّات، أو في المرحلة التالية للولادة (Pastpartum)، وفي أي وقت من الأوقات هناك 2 بالمئة من الناس يعاني من قصور الغدة الدرقية.

بما أن هرمون الدرقين مسؤول عن مستوى الطاقة في الجسم فإن انخفاض نسبته في الدم يجعل المصاب يشعر بالتثاقل والتعب وبطء الحركة والاكتئاب. استخدمْ قائمةَ المعلومات في التمرين 1 ­ 2 للتأكد إن كان قصور الغدة الدرقية يُساهم في حالة اكتئابك.

يمكن بواسطة فحص دم بسيط، يطلبه طبيبك أن يشخّص المرض، فإن أثبت الفحص مستوى متدنياً للهرمون في الدم يقوم الطبيب بوصف هرمون بديل مثل (Levothyroxine) لموازنة الأيض وإزالة الأعراض، ومع أن العلاج بهرمون الدرقين أمين في العادة إلا أن المراقبة المنتظمة أمر ضروري.

من ناحية أخرى، فإن الزيادة في مستويات الهرمون تسبب تواتراً خطيراً في ضربات القلب أو عدم التوازن الإلكتروليتي (imbalances (Electrolyte 

تعليمات: افحص أي عارض يمكن أن تعاني منه بانتظام. إذا فحصت ثلاث مرات أو أكثر، استشر طبيبك لمنافشة حاجتك إلى تخطيط الغدة الدرقية، وتذكّر أن بعض الأعراض قد تتداخل مع الاكتئاب.

 

– الألم المزمن

هو من المشاكل الطبية الشائعة البادية للعيان إلا أنها تنكّد على كلٍّ من الطبيب والمريض، فالمرضى يشعرون بهبوط الهمّة عادةً بسبب الألم نفسه أو قصور النشاط الوظيفي ذي العلاقة بالألم (من مثل التخلّي عن العمل أو عن نشاط محبّب).

فقد بيّنت دراسة أجراها الباحثان أوهايون (Ohayon)، وشاتزبرغ (Schatzberg) في جامعة ستانفورد أن الألم والاكتئاب مرتبطان ببعضهما بشكل وثيق، وأكّد الباحثان أن الألم يتفاقم عندما يضطرب النوم أو في حالة الشعور بالضغط والإرهاق.

عندما يتزامن الاكتئاب مع الألم فغالباً ما يفشل المصاب في الذهاب إلى عمله ويبقى أسير فراشه وعندها يتداخل الألم مع النشاط اليومي. بإمكان الاكتئاب جعل الألم أسوأ، وبالمقابل غالباً ما يجعل الألم الاكتئاب أكثر سوءاً. فإن كنت تعاني من الألم والاكتئاب معاً، جرّب التمرين 2 ­ 2 للتحرّي عن إمكانية اتحاد ترابط الألم لديك مع مزاجك.

هل يكشف التمرين علاقة بين أيام الألم السيئة وبين مزاجك؟ وهل بإمكانك التفكير في طرق لكسر الحلقة المُفرغة بين الألم والاكتئاب؟ وهل بإمكان هذا التمرين استهداف الألم، أو الاكتئاب أم كلاهما معاً؟ وفي ما يتعلّق بقضية السيطرة على الألم نحن نشجعك على مفاتحة طبيبك للتحرّي عن خيارات علاجية مختلفة، كالعلاج الطبيعي، والإحالة إلى علاجات تدخّلية (Interventional Therapies)، أو حتى إلى علاجات بديلة (مثل الوخز بالإبر).

تعليمات: سجل معدّل شعورك بالألم ومستوى مزاجك كل يوم من أيام الأسبوع المقبل: لاحِظْ وجود أي علاقة بين مستوى الألم والاكتئاب.

بإمكانك استخدام مقياس تدرج من 0 ­ 10 لوصف الاكتئاب أو استخدام الاستبيان PHQ-9 الموصوف في الفصل الأول لتحديد مستوى الاكتئاب.

 

بإمكان الأشخاص الذين يعانون من الألم والاكتئاب الاستفادة من كل من العلاجات الدوائية واللادوائية في ما يخصّ جانب الاكتئاب من المشكلة، وقد بيّنت دراسات عدّة أن علاج الاكتئاب قد يحسّن الألم، كما وقد وجد أن الدواء المضاد للاكتئاب (Cymbalta) (doulxetine) فاعل في علاج الألم المصاحب لمرض السكري والمقرون باعتلال الأعصاب الطرفية (Diabetic Neuropathy)، (وهي حالة مؤلمة تؤثّر في القدم لدى الإصابة بالسكري لفترات طويلة)، وكذلك في بعض الأمراض الليفية العضلية (Fibromyalgia)، أو في حالة الآلام العضلية الهيكلية (Musculo Skeletal) المزمنة.

 

– الاختناق أثناء النوم (Sleep Apnea)

بقيتْ هذه المشكلة غير معترف بها لأشهر أو سنوات قبل أن يتمّ اكتشافها ومعالجتها بفعالية، على الرغم من تزايد الإحاطة والمعرفة بها كظاهرة، والمصابون بهذه المشكلة يعانون من توقّف التنفّس لفترات متعدّدة أثناء النوم.

كذلك هم يشخرون بصوت عالٍ ونومهم متململ وغير مريح، وغالباً ما يشعر المصاب أثناء النهار بمزيد من الخمول والنعاس، ومشاكل في التركيز، إضافة إلى الصداع الصباحي وغيرها من الأعراض المصاحبة للنوم غير المريح ونقص الأكسجين.

العلاج هو استخدام ضغط موجب ومستمرّ لمجرى الهواء(Cotinuous Postive Airway Pressure)  (CPAP) ، بالإضافة إلى طرق أخرى متعددة.

هذا ويعاني حوالي 7 بالمئة من الناس في الولايات المتحدة الأميركية من هذه المشكلة التي يصاحبها في العديد منهم اكتئاب أيضاًK ولقد بيّنت دراسة أجراها الدكتور دانيال شوارتز (Dr. Daniel Shwartz) وجماعته أن 40 من أصل 41 مصاب بالاختناق أثناء النوم مع اكتئاب قد تحسّنت درجة إنجازهم إلى حدّ كبير لدى استخدام CPAP.

وعليه فإن تشخيص الاختناق أثناء النوم (إن كان موجوداً) يضفي ربحية كبيرة ليس فقط في علاج المشكلة الطبية ذاتها وإنما في تخفيف عوارض الاكتئاب أيضاً. طبّق التمرين 2 ­ 3 للتأكّد فيما إذا كنت تعاني من مشكلة الاختناق أثناء النوم.

 

نقص الفيتامين (Vitamin Deficiencies)

ليس هناك دلائل أكيدة على أن تناول الفيتامينات يُساعد في تقليل الاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص الفيتامين. لذلك، لا ننصح بأخذ المضافات أو الفيتامينات بصورة روتينية لكل من يعاني من الاكتئاب.

من ناحية أخرى، عند وجود نقص حقيقي في الفيتامينات فتناول الفيتامين قد يساهم جدياً في العلاج، ولعل أكثر ثلاثة فيتامينات تم دراستها في علاج الاكتئاب هي الفولات (Folate)، فيتامين D، وB12، ولتشخيص نقص الفيتامين يتوجب إجراء فحص دم يصفه لك طبيبك.

 

الفولات (Folate)

أحد فيتامينات المجموعة B وقد دُرِسَ بشكل مستفيض للشكّ في علاقته بالاكتئاب. لهذا الفيتامين دور في إنتاج الوصلات العصبية (Neurotransmitters) ذات العلاقة بالاكتئاب والتي تستخدم كرافعة أو معزّز لمضادات الاكتئاب لدى الأشخاص المعانين من شحّة في الفولات.

وفي مراجعة للأبحاث التي أجراها الباحثان فافا (Fava) وميسشولون (Mischoulon) من جامعة هارفرد تبيّن أن هناك عدة أشكال للفولات منها فولات المثيل (Methylfolate)، وحمض الفوليك (Folic Acid)، وحمض الفولينيك (Folinic Acid)، وقد بينت المراجعة أهمية زيادة الفولات بالنسبة إلى مضادات الاكتئاب وعلاقة ذلك بالأعراض المتخلّفة للاكتئاب.

من ناحية أخرى استخلصت مراجعة أجريت من قبل الدكتور غيلنبرغ ونشرت في مجلة العلاجات البيولوجية في الطب النفسي (Biological Therapies in Psychiatry) أن هناك حاجةً إلى مزيد من الأبحاث قبل التأكّد من أن الفولات يمكن اعتباره استراتيجية روتينية لعلاج الاكتئاب المستعصي(Resistant Depression)، وأكّدت كلا الدراستين أن فولات المثيل (Methyl Folate) هو الأفضل احتمالاً من كلا النوعين الآخرين.

 

فيتامين D

يظهر أن هناك اهتماماً متزايداً بدور هذا الفيتامين في الاكتئاب، فقد أظهرت مراجعة لدراسات عدة علاقة واهنة بين فيتامين D والاكتئاب، فيما بيّنت دراسة أجراها الدكتور بيرتون جونسون (Bertone-Johnson) من جامعة ماساتشوسيتس نتائج متضاربة.

على النقيض أظهرت دراسة أخرى أجريت في النرويج علاقةً معنوية بين المستويات الواطئة من فيتامين D والاكتئاب، ودور هذا الفيتامين في تحسين أعراض الاكتئاب. كذلك، أجريت دراسة على امرأة مكتئبة كان مستوى فيتامين D في دمها منخفضاً تماماً أظهرت أن حصيلة الاكتئاب انخفضت بشكل ملموس عندما وصف للمريضة مضافات تكميلية لفيتامين D، ولعله، من المفيد هنا تأكيد مستوى الانخفاض في فيتامين D في حالة توقّف بقية المعالجات عن التأثير كما في حالة الاكتئاب غير المستجيب.

 

فيتامين B12

إن الانخفاض في مستوى هذا الفيتامين يسبّب حالة مرضية اسمها فقر الدم الخبيث(Pernicious Anemia)، وهي حالة ترتبط بعدد من الأعراض الجسدية والنفسية مثل الوهن، والاكتئاب والهوس. يشخّص النقص في فيتامين B12 بواسطة فحص الدم ودراسات تشخيصية أخرى، ويعالج النقص الحاد في هذا الفيتامين عادة بحقن من فيتامين B12.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى