الحيوانات والطيور والحشرات

أسباب ظهور”الآفات” بنوّعيها الزراعي والطبي

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الآفات أسباب ظهور الآفات الحيوانات والطيور والحشرات الزراعة

في البيئة الطبيعية يعيش عددٌ من أنواع الكائنات الحية، ويعيش من كلِّ نوع عددٌ ثابت تقريباً من الأفراد، فلا يطغى نوعٌ منها على سائر الأنواع.

ولكن الإنسانَ قد يُفسد، بتداخله غير الحكيم، هذا الاتزانَ، فيزداد نوعٌ من الكائنات في البيئة ازدياداً هائلاً مؤذياً. فنقول إنه أصبح آفةً، وقد يُطلق لفظُ آفة أيضاً على أي مرض أو عيب.

وكلُّ نوع من أنواع الحشـرات والحيوانات آكلةِ النباتات لا يجد في البيئة إلا عدداً معقولاً من النباتات التي يفضِّلها، ولذلك يظلُّ عددُ أفراده محدوداً.

 

ولكن هذا النوع سوف يتحول إلى آفة لو أَزَلْنَا كلَّ أنواع النبات وزَرَعْنا الأرضَ كلَّها بنباته المفضل، لأنه سوف يجد غذاءً سهلاً وفيراً لا ينافسه فيه أحد.

وهكذا تنشأُ الآفاتُ الزراعية، كديدانِ القطن (وهي يرقانات حشرات) في حقل القطن، والحشراتِ القشرية في بساتين الحمضيات، والجرذانِ والعصافيرِ في حقول القمح، وهكذا. ويبذل المزارعون جهوداً كبيرة متنوعة في مقاومة هذا الآفات.

ومن أشهر الأمثلة التاريخية على هذا، ما حدث عندما أُدخلت زراعةُ قصب السكر في مساحات كبيرة من جامايكا وهاواي، إذْ ازدادَ عددُ الفئران زيادةً هائلة حتى أصبحتْ آفةً مقلقة.

 

ولعلاج هذا الخَلَل أُدخل على تلك الجزر حيوانٌ مفترس من آكلات اللحوم يسمى النمس، فقضي على الفئران، ولكنه انقلب بعد ذلك ليعتديَ على الحيوانات الداجنة والحيوانات البرِّية المحلية، فأصبَح بدورِه مشكلةً كبرى.

كذلك قد يحدث الخلل عندما يُدخِلُ الإنسانُ حيواناً غريباً على البيئة. ومن الأمثلة على ذلك، أنهم أدخلوا عام 1859 الأرنبَ البَرِّيَ الأوروبي إلى أستراليا فوجد الغذاءَ وافراً والبيئةَ خاليةً من أعدائه الطبيعية، فتكاثر تكاثراً ذريعاً حتى حَرَم الأغنامَ من مراعيها.

ولم تُحَلّ المشكلة إلا بعد أن نشروا بين الأرانب عام 1950 فيروساً أحضروه من البرازيل يسبب لها مرضاً، فقضـي على معظم الأرانب، ومِنْ ثَمَّ عادت الخضـرة إلى الأرض وأُنقذت تجارة تربية الأغنام وإنتاج الصوف.

 

وفي عام 1869، أخطأ أحد الأشخاص فأدخل إلى الولايات المتحدة الأمريكية عدداً قليلاً من الحشرة المعروفة باسم "الفراشة الغَجَرِّيَّة".

فسرعان ما تكاثرت – وهي بعيدة عن أعدائها الطبيعية التي كانت تعيش معها في توازن في أوروبا – حتى أصبحت آفةً خطيرة، تتكلف مقاومتُها سنوياً ملايينَ الدولارات.

واستخدامُ المبيدات الحشـرية قد يُحدث صوراً أخرى من المشاكل والآفات.

وهناك أيضاً آفات طبية، يتمثل معظمها في الحشرات ماصة الدماء التي تسبب الإزعاج أو تنقل أنواعاً متعددة من الأمراض الخطيرة، كالبُرغوث، و البق، و البعوض، و الذباب، و القُمَّل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى