علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “علم البيئة القديم” وعلاقته بالعلوم الأخرى

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع

KFAS

علم البيئة القديم علوم الأرض والجيولوجيا

هو العلم الذي يدرس التبيؤ في الزمن الجيولوجي، والعلاقات ما بين المتعضيات الأحفورية (Fossil Organisms) وما بينها وبين البيئات التي عاشت فيها، وكما هي الحال في الدراسات المتعلقة بالكائنات الحية.

فإن علم التبيؤ القديم يتناول بالدراسة جميع البيئات القديمة: البحرية والمالحة والعذبة والبرية.

وقد حظيت البيئات البحرية بالقسم الأكبر من اهتمام هذا العلم لأن معظم الأحافير المكونة للسجل الاحفوري (Paleontological Record) توجد في الرواسب البحرية.

 

ويهدف علم التبيؤ القديم إلى الاستنتاج والاستدلال على البيئات الطبيعية التي عاشت فيها المتعضيات الأحفورية، وذلك استناداً إلى الدراسات الأحفورية والدراسات المتعلقة بالتغيرات البيئية. 

كما يهدف هذا العلم ايضاً إلى التعرف على العلاقات التي كانت تربط بين المتعضيات الأحفورية في البيئات القديمة المتغيرة.

وأثناء دراسة السجل الأحفوري، وفقاً لما هو محفوظ في الصخور، يحاول عالم التبيؤ القديم (Paleoecologist)، مَثَلهُ في ذلك مثل عالم التبيؤ (Ecologist).

 

أن يعد قائمة كاملة للحيوانات والنباتات التي عاشت في منطقة معينة وأن يحاول أن يقدر وفرتها النسبية، وهو يواجه عادة مجموعة من الصعاب الكبيرة أثناء قيامه بهذا العمل، منها: عثوره على أحافير جديدة غير متوقعة، ووجود الأحافير مدفونة بين الصخور على أعماق كبيرة، وظهور بعض الأحافير في مواسم معينة أو في الليل فقط.

وتزداد الصعوبة التي يواجهها عالم التبيؤ القديم أثناء قيامه بالدراسات المقارنة، فهو يمكنه الوصول إلى عدد محدود من أحافير قاع البحر التي عاشت في زمن معين، وهذا العدد لا يمثل عادة إلا قدراً ضئيلاً جداً من الأحياء التي ازدهرت خلال ذلك الزمن.

ومن الأحافير التي تم حفظها، وعلاوة على ذلك فإن السجل الأحفوري قد يحتوي على خليط من الأحافير، بعضها كان يعيش خلال زمن معين والبعض الآخر انتقل بعد ذلك إلى نفس الموقع، وربما كان هذا البعض يعيش في بيئات مختلفة.

 

ولقد دونت أول ملاحظات تناولت موضوع التبيؤ القديم أيام حضارة الإغريق منذ حوالي عام 500 قبل الميلاد.

ولكن هذه الملاحظات كانت قليلة ومتناثرة في مظان الكتب، ولم ينشأ ما يمكن أن نسميه بعلم التبيؤ إلا في بدايات القرن الثامن عشر الميلادي، وفي تلك الفترة أيضاً بدأ علم التبيؤ القديم في النمو والتطور.

ولقد أدت الدراسات التي تناولت توزيع الكائنات الحية النباتية والحيوانية، البرية والبحرية، إلى التعرف على المجموعات (Communities) التي تشمل أنواعاً متشابهة من هذه الكائنات، والتي تحكم كل منها بظروف بيولوجية أو فيزيائية تكون البيئة اللازمة لها.

 

فعلى سبيل المثال نجد أن المجموعات الحيوانية والنباتية البحرية التي تعيش في المستويات المعرضة لتاثيرات المد والجزر تختلف عن تلك التي توجد في المناطق العميقة من البحر.

ولوحظت هذه الاختلافات قبل عام 1860م ومن ثم أعطيت أسماء معينة للمناطق البيوجرافية ونطاقات الأعماق (Bathymetric Zones) البحرية الرئيسة.

وقد قسمت الوحدات الرئيسة (لهذه المناطق) إلى وحدات أصغر تعرف باسم السحن Facies، ولذلك فإن مجموعة المياه العميقة تعرف باسم سحنة الأعماق Bathyal Facies كما أن مجموعة الجرف الداخلي Inner Shelf تعرف باسم السحنة البحرية الداخلية Inner Neritic Facies.

 

ويحاول علماء التبيؤ القديم أن يميزوا ويقارنوا بين السحن المختلفة التي توجد في الصخور الأحفورية المكونة لجزء كبير من القشرة الأرضية.

ويطلق علماء التبيؤ القديم اصطلاح العشيرة الحيوية (Biocenose) على مجموعة المتعضيات التي تعيش معاً في مجتمع واحد، كما يطلقون اصطلاح: المنطقة الحيوية (Biotope) على المنطقة التي توجد بها مجموعة معينة من المتعضيات.

 

ويعتمد علماء التبيؤ القديم على مصدرين رئيسين للبيانات، من أجل التعرف على البيئات القديمة، وهذان المصدران هما:

1- البيانات التي يتم الحصول عليها من الأحافير. فعلى سبيل المثال يدل شكل الصدفة والحزوز الموجودة بها على بيئة بحرية معينة، ازدهر فيها نوع معين من القواقع.

2- البيانات التي يتم الحصول عليها من الصخور، فالنسيج الصخري مثلاً للرواسب يدل على موقع الترسيب.

ووجود علامات معينة كآثار سقوط الأمطار، أو تشقق الطين يساعد على تصور طبيعة البيئة الأصلية للترسيب.

 

علاقة علم التبيؤ القديم بالعلوم الأخرى:

يتصل علم التبيؤ القديم اتصالاً وثيقاً بعلم الأحافير (Paleontology) والاستراتجرافيا (Stratigraphy) وغير ذلك من علوم الأرض، وهناك عدة مشاكل يواجهها عالم الأحافير لا يستطيع أن يتوصل إلى حل لها دون الاستعانة بعلم التبيؤ القديم.

كما أن إلمام عالم الاستراتجرافيا بأسس وقواعد علم التبيؤ القديم يساعده في التعرف على الظروف التي ترسبت بموجبها أنواع معينة من الصخور الرسوبية.

ويفيد هذا العلم أيضاً الجيولوجي حيث يمكنه من معرفة المناطق البرية القديمة، وحدود البحار السابقة، والأحواض الرسوبية التي تعتبر ذات أهمية قصوى في عمليات البحث عن التراكمات البترولية والرواسب المعدنية

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى