التاريخ

مميزات الجاحظ من نواحٍ متعددة

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

مميزات الجاحظ التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

أضواءٌ، وأضواءٌ، وأضواء

يطول الحديث بنا عن الجاحظ ويطول، ولكننا ما ذكرنا – وغيره- نستطيع أن نلقي ضوءاً على شخصية عالمنا وكتبه وعلمه في النقاط التالية:

 

بالنسبة لشخصيته:

1-لم يكن الجاحظ منطوياً على نفسه معزولاً عن الناس وإنما كان يخالطهم على اختلاف ألوانهم ومستوياتهم.

2-ذاق كلاً من الفقر والغنى، وقاسى اللعنة في الحالين!.

3-عانى من نعمة العبقرية ولعنتها!.

4-أحب الدنيا وآمن بالله، وكان عصامياً معظم حياته يعمل ويتعلم في آن.

5-عاصر أحد عشرة خليفة من خلفاء الدولة العباسية، وشهد أحداثهم وشارك في تخليدها في كتبه.

6-ظلت له مكانته بين الحكام والعلماء والخاصة والعامة إلى لحظة أن مات.

7-تميز بسرعة نكتته وحضور بديهته وشدة سخريته حتى على نفسه من نفسه!.

8-كان سمحاً متسامحاً يدعو للتعاون والمحبة بين الأمم والشعوب. ولِمَ الفرقة وكلهم – أولاً واخيراً – عباد الله، خلقهم ليتعاونوا على البر والتقوى، وليس على الإثم والعدوان. وكان يعتقد أن العلم ليس ملكاً لأمة وإنما هو مَشاعٌ لكل البشر.

9-برزت صورته البهية التي شكلَّ ملامحها: ذكاؤه وفطنته، وظرفه وحسن معشره، وفصاحته وقوة حجته، وتوارت خلقته الدَّميمة التي جسَّد هيئتها قبحه وبذاذته.

10-كان عزوفاً عن المناصب محباً للعلم عاشقاً للكتب.

11-كان مدافعاً فذاً عن الإسلام غيوراً عليه فخوراً بعروبته، أعطاه الله البلاغة والبيان حتى يستطيع دحر أصحاب الملل اليهودية والنصرانية بالمنطق الذي يفهمونه.

 

وبالنسبة لكتبه:

1-كانت مصنفاته درَّةٌ في المحتوى، وقمَّةٌ في المستوى، وآيةٌ في العرض، وروعةٌ في المعالجة.

2-كانت من التنويع والشمول بحيث استوعبت فروعاً كثيرة من المعرفة.

3-تميزت بأسلوبه الأدبي الرفيع حتى في آثاره العلمية والكلامية.

4-كان يعمد فيها، عندما يخشى ملل القارئ أو سآمة السامع، إلى الخروج من جدٍ إلى هزل ومن حكمةٍ بالغة إلى نادرةٍ طريفة أو مُلحةٍ ظريفة.

5-كان يعتمد في تأليفها على المراجع المشهورة حتى لا يُعطي فرصة لطاعنٍ أو مغمزٍ لحاقد. ومن استناده على تلك المنابع فلم يقف منها موقف المقتبس، وإنما الناقد والمقيِّم والفاحص والممحِّص والمجرب وذا الرأي.

 

وبالنسبة له كعالم:

1-اجتمعت فيه الخصال الثلاث: الموهبة الأدبية، والتميز العلمي، والأصالة في التفكير، فكان بحقٍ الأديب العالم الفيلسوف.

2-تميَّز في منهجه العلمي بدقة ملاحظته، ورهافة حسه، وكثرة فضوله، ونفاذه إلى الأعماق، واختباره العلة من وراء المعلول والأسباب من بعد النتائج، وجنوحه إلى التجربة والتثبت بنفسه مما يقرأ أو يسمع أو ينقل، وسعيه إلى استقراء الناموس الذي يحكم الأشياء والأحداث والظواهر.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى