علوم الأرض والجيولوجيا

الأوزون على مستوى الشارع

2012 دليل الطقس

روس رينولدز

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

بعكس النقص الحاد في الأوزون على علو عدة عشرات من الكيلومترات في الغلاف الجوي، توجد زيادة في تركيز الأوزون على مستوى الشارع في الزمن الحالي. ربما يبدو هذا تناقضاً، ولكن نفس الغاز الذي يحمي الحياة على الأرض بوجوده في الغلاف الجوي الطبقي يُمكن أن يهدد الحياة إذا وُجد حتى بتركيز صغير جداً عند سطح الأرض. تمّ قياس الأوزون السطحي بشكل موثوق في سبعينيات القرن التاسع عشر واكتشف بأنّه يوجد بحوالي 10 أجزاء كل مليار في الجو. وفي عالمنا المُصنّع الحديث نعرف أنّ تركيزه قد يزداد بشكل خطر عن طريق أشعة الشمس التي تعمل على أكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة في الهواء. يُمكن للشمس التي تسطع على هذه المكونات المصنّعة على مدى عدة ساعات أن تخلق جواً غير صحي جداً.

تُطلق الملوثات إلى الهواء مثلاً عن طريق احتراق المازوت وأنواع أخرى من الوقود. يُشير

هذا أنّه من المحتمل أن يصل الأوزون إلى قيم عالية في المناطق الحضرية الضخمة خلال فصل الصيف عندما يكون النهار حاراً والرياح خفيفة (دون الكثير من المزج العمودي في الأحوال ضد-الإعصار). والمثال الحي على مدينة ذات مرور خانق وأحوال صيفية مناسبة هي لوس أنجلوس. وتُعاني أيضاً مدناً جنوبية أخرى مثل هيوستن، مثلما تُعاني أثينا في اليونان. ولكن لماذا هذه مشكلة؟ إن كان الأوزون يحمينا، كيف يكون وجوده مشكلة؟ في الحقيقة كما ذكرنا أعلاه فإنّ الواقي الطبيعي من الشمس يقع على مسافة آمنة فوق السطح. وفي الواقع إنّ الأوزون حتى بتركيزات صغيرة جداّ يُمكن أن يُسبّب ضرراً جسيماً لا شفاء منه بالنسيج الحيواني وخاصةً رئتي الإنسان. وبالفعل، أصدرت منظمة الصحة العالمية توجيهات حول القيمة العظمى للأوزون التي تُعتبر آمنة إذا تعرض لها الإنسان – وهي 60 جزءاً كل مليار من الهواء، بمتوسط أكثر من ثماني ساعات. وكذلك يجب أن لا يتم تجاوز هذا المستوى لأكثر من عشرين يوماً في السنة. وقد تمّ بالفعل تجاوز هذه

المستويات في المدن الأسترالية الرئيسية في بعض الحالات، وكمؤشر على مدى خطورة المشكلة المحتملة في لوس أنجلوس يتم إصدار تحذير ضباب-دخاني أولي إذا تجاوز تركيز الأوزون 500 جزء في المليار، تليه تنبيهات المستوى الثاني والثالث إذا تم تجاوز نسبة 1000 ثم 1500 جزء في المليار. يتعيّن القول أنّ هذه المشكلة لا تقتصر على مدن رئيسية في الولايات المتحدة وأستراليا، فيّمكن أن توجد تركيزات أوزون عالية غير صحية في الأيام الحارة والهادئة في المدن الصغيرة ذات المرور غير المزدحم عبر خطوط العرض المتوسطة. وفي الحقيقة أيضاً أنّ هذا الغاز المشكلة لا يبقى في مكانه في المناطق الحضرية، ويمكن أن ينجرف حتى في الرياح الخفيفة إلى المناطق الريفية.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى