علم الفلك

سطح المشتري المتغير

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

سطح المشتري المتغير

يعتبر المشتري مثيرا للاهتمام بصورة خاصة بين راصدي الأجرام باستخدام المقراب حيث أن الدوران السريع يعني أن جزءا أو مظهرا من مظاهر السطح ينتقل من جانب الجسم الكروي إلى جانبه الآخر في أقل من خمس ساعات. ويوجد تيار استوائي قوي بين الحزامين الرئيسيين (النظام 1) حيث يدوم زمن الدوران 9 ساعات و 50 دقيقة و 30 ثانية، في حين أن زمن الدوران في باقي الأجزاء هو 9 ساعات و 55 دقيقة و41 ثانية. وكما أشرنا سابقا فإن لبعض التكوينات الدقيقة زمن دوران خاص بها وتتذبذب بين خطوط الطول، وإن كان التغير بين دوائر العرض طفيفا. والحزام الاستوائي الشمالي هو أوضح الحزامين عموما، في حين أن الحزام الاستوائي الجنوبي أكثر تذبذبا بكثير وقد تصعب رؤيته في أحيان كثيرة كما حدث في 1993. تُظهِر الأحزمة الأخرى أيضا تغيرات في العرض والوضوح واللون.

أشهر تكوينات المشتري هي البقعة الحمراء الكبرى. وقد تذبذبت البقعة وضوحا وإن كانت واضحة معظم الوقت منذ أن بدأ رصد وملاحظة الكوكب باستخدام المقراب في القرن السابع عشر. وتتخذ البقعة شكلا بيضاويا ويقدر أقصى مد لها ب40,000 كيلومتر (ما يعادل25,000 ميلا طولا و 14,000كيلومتر (ما يعادل 8700 ميلا) عرضا. تفوق المساحة السطحية للمشتري مساحة سطح الأرض و يمكن أن تظهر بلون أحمر قرميدي، وإن كانت تبهت أحيانا بل و تختفي لبعض الوقت. وتشكل البقعة تجويفا في الحافة الجنوبية للحزام الاستوائي الجنوبي، ويمكن رؤية التجويف أحيانا حتى حين تتعذر رؤية البقعة نفسها. وظهر بين 1901 و 1941 تكوين آخر أطلق عليه الاضطراب الاستوائي الجنوبي يقع على خط الطول ذاته للبقعة الحمراء، واتخذ شكل بقعة مظللة بين رقع بيضاء. وكان لهذا التكوين زمن دوران أقصر وقترب من البقعة الحمراء و ر بها بصورة دورية، وقد كانت التفاعلات بين التكوينين جد مثيرة.

ومن المعروف حاليا أن البقعة الحمراء هي ظاهرة من ظواهر المشتري الجوية التي تعرف بعاصفة دوامة، وتدور الدوامة بعكس اتجاه عقارب الساعة، و يستغرق دورانها 12 يوما عند الأطراف و تسعة أيام بالقرب من المركز. و يرتفع المركز عن الغيوم القريبة بثمانية كيلومترات (ما يعادل خمسة أميال). أما السبب وراء اللون فليس معروفا على وجه التحديد وإن كان غاز الفسفور الذي اجتذبته العاصفة من الغيوم الرئيسية أحد التفسيرات المطروحة.

كما شوهدت أيضا تكوينات بيضاوية بيضاء اللون مرارا إلى الجنوب من البقعة الحمراء على خطوط الطول، واندمجت ثلاثة من هذه التكوينات بين 1998 و 2000 لتكون تكوينا أكبر (سمي بالبيضاوي BA) ليتحول لون هذا التكوين إلى البني بحلول ديسمبر 2005 – بعد أن تحول إلى اللون الأحمر في بداية 2005 ليسمى البقعة الحمراء الصغرى. وزاد حجم البقعة ليصل إلى نصف حجم البقعة الحمراء العظمى وأصبح بلونها ذاته تقريبا. وعلينا الانتظار لنرى إلى متى ستبقى هذه البقعة.

في 1994، شوهد خط من التكوينات المؤقتة حين اصطدم المذنب شوميكر-ليفي 9 المحطم بالمشتري مسببا اضطرابات أمكن رؤيتها لأشهر عدة. ولم يزد قطر الشظايا عن كيلومترات معدودة إلا أنها اصطدمت بالكوكب بسرعة 60 كيلومتر بالساعة. وتم التقاط صور مذهلة للاصطدام بواسطة التلسكوبات الأرضية و كذلك بواسطة مقراب هابل الفضائي. ولو كان المذنب قد اصطدم بالأرض لكانت النتائج كارثية.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى