التاريخ

نبذة تعريفية عن دولة الموحدين

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

دولة الموحدين التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

نجح المصامدة، الذين كانوا يشكلون معظم سكان المغرب الأقصـى، في إقامة دولة لهم هي دولة الموحدين بقيادة الفقيه محمد بن تومرت الهرغي، الذي ولد سنة 485 هـ (1092 م) في بيت اشتهر أهله بطلب العلم والأصل المرموق مع فقر واضح في أحوالهم المعيشية.

وكان محمد بن تومرت رجلا ذكيا، سياسيا، فطنا. وقد نجح هذا الشاب في تأسيس جذور دولة الموحدين التي قامت على مذهب ديني جديد يجمع بين جميع المذاهب السابقة السنية والشيعية وغيرهما. 

كما استطاع أن يتحدى دولة المرابطين لكي يقيم على أنقاضها دولة الموحدين، ولكن المنية عاجلته قبل أن يحقق طموحاته.

 

وعلى الرغم من أن محمد بن تومرت لم ير ثمرة جهوده الحربية ضد المرابطين إلا أنه استطاع أن يوجد الأساس الذي قامت عليه دولة الموحدين.

وعلى الرغم من أن دولة الموحدين قامت على أكتاف قبائل مصمودية إلا أن أول حكامها لم يكن من قبائل المصامدة، بل كان عبد المؤمن بن علي (524 – 558هـ: 1130 – 1163 م).

وقد استطاع عبد المؤمن بن علي أن يهزم المرابطين بعد جهد شاق وحرب مرة، فاستولى على فاس ثم على مراكش.

حيث وصل سلطانهم بذلك إلى ساحل البحر المتوسط، وشمال المغرب الأقصى كله إلى وادي درعة، وضم جميع مدن وقبائل المغرب حتى طنجة وسبتة، ثم امتد نفوذه إلى تونس والقيروان.

 

وقد توفي عبد المؤمن بن علي سنة 558 هـ (1163م) بعد أن نجح في تثبيت أقدام دولته في الأندلس. وتعد مدة حكمه الطويلة (أربع وثلاثون سنة) فاتحة عصـر الازدهار في التاريخ المغربي.

فلقد أخذ عبد المؤمن بن علي عن محمد بن تومرت قوة عسكرية وسياسية كبيرة، سخرها في سبيل إنشاء أكبر دولة عرفها تاريخ المغرب في العصور الوسطى. 

وشملت الأندلس وشمال إفريقيا، من حدود صحراء مصـر الغربية حتى سواحل المحيط الأطلسي، وامتدت جنوبا نحو أقصى الحدود الجنوبية للمغرب.

 

وقد خلف عبد المؤمن بن علي ولده أبو يعقوب يوسف (558 – 580 هـ : 1163 – 1184 م) الذي كان عاملا على أشبيلية في حياة أبيه، فنال من الخبرة والكياسة السياسية ما جعله قادرا على حكم دولة الموحدين الواسعة.

وقد قامت في عهد أبي يوسف هذا ثورات كثيرة في إفريقية، وفتن عديدة في الأندلس، إلا أنه استطاع أن يحافظ على استقرار، وسلامة، وتماسك دولة الموحدين، وهو يعد من كبار الخلفاء والسلاطين في تاريخ المغرب الإسلامي.

وقد بلغت دولة الموحدين قمة عظمتها وازدهارها في عهد الخليفة أبي يوسف يعقوب المنصور (580 – 595 هـ : 1184 – 1199 م) حيث أصبحت دولة الموحدين دولة كبيرة ضخمة، مترامية الأطراف، غزيرة الثروة، عظيمة الموارد، تكاد تفوق الخلافة العباسية في عصـرها الذهبي أيام خلافة هارون الرشيد، وولده المأمون.

 

وقد استطاع الخليفة أبو يوسف يعقوب المنصور بقدرته على القيادة العسكرية وحزمه في الزعامة السياسية، وبعد نظره في وضع خطط البناء الإداري والاقتصادي أن يرقى بالدولة إلى ذروة تفوقها وبروزها.

وعلى الرغم من وقوع عدد من الثورات في عهد الخليفة أبو يوسف يعقوب المنصور في إفريقية، ومع نشاط ملوك قشتالة وليون وطليطلة، حقق أبو يوسف انتصارات واسعة في إفريقية، وضد ملوك النصارى شمال الأندلس.

ولكن دولة الموحدين بدأت تضعف بعد وفاته وخلافة ابنه أبي محمد عبد الله الناصر (595 – 610 هـ : 1199 – 1212م).

 

وكانت أول هزائم دولة الموحدين في موقعة "العقاب" في الأندلس سنة 609 هـ (1212 م) حيث استطاع ملك قشتالة وحلفاؤه أن يهزموا جيش الموحدين، واستشهد في هذه المعركة ألوف المسلمين من العرب والبربر.

وعندما توفي الخليفة عبد الله الناصر سنة 610 هـ (1216 م) كانت وفاته مؤشرا لنهاية عصر القوة لدولة الموحدين.

ومع ضعف الخلفاء الأخيرين في دولة الموحدين، واتساع رقعة دولة الموحدين مع اعتمادها في ولاية الحكم على سلالة عبد المؤمن بن علي أخذت دولة الموحدين في الانهيار بعد عمر قصير من القوة العسكرية، والتوسع السياسي، والازدهار الحضاري، والتفوق الثقافي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى