البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن كائنات الدياتوم

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

كائنات الدياتوم البيولوجيا وعلوم الحياة

الدياتومات كائنات متناهية في الصغر لا ترى إلا بالمجهر.

وهي تمثل نحو خمس مجموعة الطحالب، وتحتوي على الكلوروفيل، وبذلك يمكنها تجهيز غذائها بنفسها بالبناء الضوئي ولذلك كانت تصنف في عالم النبات، ولكنها تصنف الآن في عالم الطلائعيات، مع غيرها من الكائنات الحية وحيدة الخلية.

يوجد حوالي 5000 نوع من الدياتومات أغلبها وحيد الخلية، وقليل منها تتجمع خلاياه على شكل خيط أو على شكل مستعمرة.

 

وتعيش الدياتومات في المياه العذبة والملحة ونصف الملحة، وفي التربة الرطبة، وتكون طافية أو هائمة أو عالقة بغيرها من الكائنات المائية أو ثابتة في القاع. وفي المياه الجارية تكون الدياتومات غلافا بنيا على الصخور المغمورة.

والدياتومات من أجمل الكائنات المجهرية لأن جدر خلاياها مشبعة بالمياه التي تتخذ أشكالا زخرفية بديعة التصميم.

ولكي نرى هذه الجدر المزخرفة بسهولة ووضوح يجب أولا التخلص من المادة الحية (البروتوبلازم)، وذلك بإذابتها باستخدام أحماض معينة في عملية تسمى بعملية "تنظيف الدياتوم".

 

وهذه الأشكال الزخرفية هي الوسيلة التي نميز بها بين نوع وآخر لأن لكل نوع زخرفة هندسية ثابتة.

وتقسم الدياتومات قسمين رئيسيين على أساس نظام التماثل في الزخرفة الهندسية.

ففي القسم الأول، ويسمى "الدياتومات الريشية" يكون التماثل جانبيا أي أن جانبي الخلية متماثلان.

وفي القسم الثاني، ويسمى "الدياتومات المركزية"، يكون التماثل قطريا وأنواع القسم الأول يعيش معظمها في المياه العذبة، بينما يعيش معظم أنواع القسم الثاني في المياه الملحة.

 

ويتكون جدار الخلية من جزأين متراكبين يسميان "الصمامين"، أحدهما أكبر قليلا من الآخر، ويدخل أحدهما في الآخر بطريقة دخول العلبة في غطائها.

وفي معظم الدياتومات توجد شقوق طولية في الجدار تسمى رفايات، ويظن أن حركة الدياتومات في الماء تنتج عن انسياب المادة الحية (أو السيتوبلازم) خلال الرفايات إلى خارج الخلية في اتجاه محدد.

إنك لو أخذت ملعقة صغيرة من تربة الحديقة أو عينة من ماء النهر أو البحر لوجدت بها مئات من الدياتومات.

تهبط إلى قاع النهر أو البحر وتتحلل مادتها الحية، ويبقى جدار الخلية الخارجي المزركش، والذي يسمى بالصدفة، على حاله عشـرات الملايين من السنين دون أن يتغير.

 

وقد وجدت أصداف دياتومات في طبقات من الأرض عمرها حوالي 150 مليون سنة (من العصـر الجوراسي).

وقد تتراكم الأصداف المترسبة مكونة طبقة سميكة تعرف بالتربة الدياتومية (أو الدياتومايت).

وقد يصل سمك طبقة التربة الدياتومية إلى 100 متر في بعض المواقع، وتصل نسبة السيليكا فيها إلى 88% ولما كانت التربة الدياتومية خفيفة هشة كثيرة المسام فإنها تستخرج من باطن الأرض،

 

وتستخدم في عمل المرشحات، وكمادة مالئة في الطلاء، وفي صناعة الورنيش، والمنتوجات الورقية، والمواد العازلة للأفران التي تستخدم فيها درجات حرارة مرتفعة ومنخفضة، وفي جلاء الفضة، وفي "معاجين" الأسنان، وغير ذلك.

وللدياتومات الحية أيضا أهمية كبيرة في دورة الغذاء للأسماك وغيرها من الحيوانات المائية.

كما أن بعضها يسبب مع طحالب أخرى مشاكل في مرشحات المياه، أو إضفاء طعم ورائحة غريبين على المياه.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى