الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة عن خصائص حيوان الشِمبانزي

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوان الشِمبانزي خصائص حيوان الشِمبانزي الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

الشِّمْبانْزِي من أَشْهرِ أجْناسِ القِرَدَةِ العُلْيا، وأكثرِها جَذْبًا للأنظارِ في حدائِقِ الحَيوان. وهي تَنْتَمِي إلى فصيلَةِ البَشَرَانَيَّات

والشَّبَهُ بينَها وبَيْنَ الغُوريلاَّ أكبرُ منهُما إلى الأورانْج أُوتَان. يَتَراوَحُ طولُها بين 130 و170 سنتيمترًا، ووزنُها بين 50 و75 كيلوجرامًا. والذكرُ أكبرُ وأقوَى من الأُنْثَى.

يَكْسُو جِسْمُ الشمبانزي شَعْرٌ خفيفٌ نسبيًّا، وخاصةً على الصَّدْرِ والبَطْنِ والأجزاءِ الدَّاخِلِيَّةِ من الأَطْرافِ.

وهو طويلٌ على الكَتِفَيْنِ والظَّهْرِ والنَّاحِيَة الخارجِيَّةِ من الأَطْرافِ، ويميلُ إلى الأَسْوَدِ القاتِم.

 

أمَّا الوَجْهُ، وراحَةُ اليَدِ، وباطنُ القَدَمِ فهي عاريةٌ من الشَّعْرِ، ولونُها فاتِحٌ.

وقد يوجدُ أَسْفَلَ الوَجْهِ شَعْرٌ خفيفٌ قصيرٌ، يميلُ إلى البياضِ، يشبه ذَقْنَ الإنْسانِ. والرَّأْسُ قد يكونُ مَكْسُوًّا بالشَّعْرِ أو أَصْلَعَ.

والشِّمْبانْزِي أَقْصَرُ ذراعًا وأطْوَلُ ساقًا من الغوريلاًّ، فالذراعانِ لا تَتَعَدَّيان ما تَحْتَ الرُّكْبَةِ بقليلٍ، والعَضُدُ والسَّاعِدُ فيها مُتَساوِيَان.

 

واليَدَان صَغِيرَتان وضَعيفَتان، والأصابعُ طَوِيلَةٌ، والمخالبُ مُسْتَدِيرَةٌ ومُقَوَّسَةٌ. وهذا يجعلُها أَكْثَرَ قُدْرَةً عَلى التَسَلُّقِ.

والأذُنُ أَكْبَرُ من مَثيلَتِها في الغوريلاَّ، وهي مُقَوَّسَةٌ إلى الأمَامِ، ولكنَّها تُشْبِهُ بِشَحْمَتِها أُذُنَ الإنسانِ.

والأَنْفُ مُنْبَسِطٌ قليلُ البُروزِ، وفُتْحَتَا الأَنْفِ مائِلَتَان ومُقَوَّسَتَانِ، تكوِّنَانِ معًا ما يُشْبِهُ الهِلالَ.

 

والشَّفَةُ العُلْيا لها ثَنْيَاتٌ، والسُّفْلَى بارِزَةٌ قليلاً. والشَّفَتَان مُتَحَرِّكَتَان، يُمْكِنُ مَدُّهُما إلى الأمَامِ.

والشِّمْبانْزِي تمشِي على أطرافِها الأَرْبَعَةِ، تُطْبِقُ أصابِعَ اليَدِ وتَطَأُ الأرضَ بظَهْرِها مع باطِنِ القَدَمَيْن، كما يُمْكِنُها أنْ تَمْشِيَ أو تَقِفَ مُنْتَصِبَةَ القَامَةِ لفترةٍ قصيرةٍ.

وفي أَثْناءِ ذَلِكَ تَرْفَعُ ذِرَاعيْها فَوْقَ رَأْسِها المُنْحَنِي إلى الخَلْفِ لِحِفْظِ تَوازُنِها.

 

وتَسْتَوْطِنُ الشِّمْبانْزِي غِينْيا وما وراءَها من سِيرالِيُون حتَّى الكُنْغُو. ويَمْتَدُّ مَوْطِنُها إلَى مِنْطَقَةِ البُحَيْراتِ في قَلْبِ أَفْريقيا. وتَأْوِي إلى الغَاباتِ القَريبَةِ من الأنهارِ والسَّواحِلِ، كَما تَأْوي إلى الجِبَالِ.

وهي تَعيشُ أزْواجًا في أُسَرٍ، أو في جَمَاعَاتٍ قد يَصِلُ عَدَدُها إلى خَمْسِينَ فردًا. وتَبْنِي أَعْشَاشَها فوقَ الأشْجارِ، وتُغَيِّرُها دائمًا تَبَعًا للظروفِ أو لِلْبَحْثِ عن الغِذَاء.

ومعظمُ غِذَاءِ الشِّمْبانْزِي من النباتاتِ: فروعِها، وأوراقِها، وثمارِها، بل وقِلفِها أحيانًا. ولكنَّها تأكلُ أيضًا بيضَ الطيورِ والحَشَراتِ.

 

وهي تستخدمُ أشواكَ النباتاتِ أو فروعَها الصغيرَةَ الجافَّةَ في البحثِ عن النملِ والأرَضَةَ (النملِ الأبيض) في الجحورِ والشُّقوقِ.

ومُدَّةُ الحَمْلِ في الشِّمْبانْزِي حَوَالَيْ 255 يومًا. وتَضَعُ الأُنْثَى صغيرًا واحدًا يتراوَحُ وزنُه بين كيلوجراميْن وثلاثةٍ، ولَهُ من الأَسْنانِ القَواطِعُ العُلْيا والسُّفْلَى وضِرْسٌ واحدٌ في كلِّ ناحِيَةٍ. ثمَّ تُسْتَكْمَلُ الأسنانُ اللَّبَنِيَّةُ، بظُهورِ الضَّرَسِ الثَّانِي والنَّابِ في كلِّ ناحِيَةٍ، إلى عَدَدِ

 

الأسنانِ اللَّبَنِيَّةِ في طِفْلِ الإنسان (وعَددُها عشرون). ويُعانِي صغيرُ الشِّمْبانْزِي في أثناءِ نُمُوِّ بَقِيَّةِ أسنانِهِ ما يُعانيهِ طفلُ الإنسانِ من ظواهِرَ مَرَضِيَّةٍ ووَضْعِ أصابِعِه في فَمِهِ، ويُبَدِّلُ أسنانَه في عُمْرِ 6 – 8 سَنَواتٍ.

وتَصِلُ الإنَاثُ إلى النُّضْجِ الجِنْسِيِّ في الثَّامِنَةِ من عُمْرِها، في حينِ أنَّ الذُّكُورَ تَبْلُغُ نضجَها الجنسيَّ في عَشْرَةَ من عُمْرِها.

ويكونُ الوَجْهُ واليدَانِ والقَدَمان بلَوْنٍ لَحْميٍّ في الصِّغارِ حديثَةِ الوِلادَةِ، ويتحوَّلُ لونُ البَشَرَةِ مع النُّمُوِّ إلى اللَّوْنِ الأَدْكَنَ ويصبحُ شديدَ السَّوادِ مع بلوغِ النُّضْجِ الجِنْسِيِّ، كما يتحوَّلُ الشَّعْرُ إلى اللَّونِ الرَّمَادِيِّ في الأَفْرادِ المُسِنَّةِ (أي إنها تَشِيبُ).

 

وعلى الرغم من أنَّ حجمَ الدِّماغِ الشِّمْبانْزِي أقلُّ أحْجامِ الأدمغَةِ بَيْن القِرَدَةِ العُلْيا، تبيَّن أنَّها قابِلَةٌ للتدريبِ إلى درجةٍ عالِيَةٍ. فَهِيَ تجيدُ تَقْليدَ كلِّ ما تَراهُ، ويُمْكِنُها أن تَتَعلَّمَ وتَعْمَلَ كلَّ ما تُمَكِّنُها طبيعَتُها وتكوينُ أَعْضائِها من تَعَلُّمِهِ وعَمَلِهِ. وهي تُؤَدِّي كلَّ ما يُطْلَبُ منْها في تُؤَدَةٍ وتَفْكِيرٍ.

وقَدْ أُجْرِيَتْ مُحاولاتٌ كَثيرةٌ لتربِيَةِ الشِّمْبانْزِي، فقد احْتَضَنَتْ إحدَى الأُسَرِ أُنثَى شمْبانزي صغيرةً رَبَّتْها مع أطفالِها، واستطاعَتْ الشِّمْبانْزِي بعدَ سِتَّةَ عَشْرَ عامًا أن تَفْهَمَ مئَةَ كَلِمَةٍ، ولَكِنَّها عَجَزَتْ عن نُطْقِ كَلِمَةٍ واحِدَةٍ.

 

وتَمَكَّنَتْ أُسْرَةٌ أُخْرَى من رِعايَةِ واحدةٍ من الشِّمْبانْزِي، عَنْ طَريقِ الإمْساكِ بشَفَتَيْها وتَحْريكِهِمَا، لمُساعَدَتِها على النُّطْقِ. 

استطاعَتْ في عُمْرِ ثلاثِ سَنَواتٍ أن تتعلَّمَ نُطْقَ كَلِمَتَي «بَابَا» و«مَامَا» وأن تَهْمِسَ بلَفْظة «كوب» عندَما تريدُ أن تَشْرَبَ الماءَ وفي عُمْرِ سِتِّ سَنَوات بَلَغَتْ حصيلَتُها اللُّغَوِيَّةُ سَبْعَ كَلِماتٍ. ولكنَّها كانَتْ أَقْدَرَ على التَّفَاهُمِ بالإشاراتِ والبِطَاقَاتِ المُصَوَّرَةِ.

 

وهذا يَدُلُّ علَى أنَّ مَقْدِرَةَ الشمبانزي الصَّوْتِيَّةَ الإرادِيَّةَ ضعيفةٌ. فعلَى الرغم من وجودِ الحَنْجَرَةِ ومُكَوِّناتِ الجِهازِ الحَرَكِيِّ للصَّوتِ يكونُ معظمُ الأصواتِ الصَّادِرَةِ عنها لا إرادِيًّا، للتَّعبيرِ عن الحَذَرِ، أو الارْتِياحِ، أو الاسْتِجابَةِ العَاطِفِيَّةِ.

وقد اسْتَطَاعَ باحثان أمريكيَّان تدريبَ الشِّمْبانْزِي على لُغَةٍ بُدَائِيَّةٍ للتَّخاطُبِ وتَعْليمَها القراءَةَ والإجابَةَ بعملاتٍ مُعَيَّنَةٍ على الأسئلةِ المكتوبةِ، وبالأخصِّ تلك الّتي تكونُ إجابَتُها: «مُماثِلٌ» أو «مُخْتَلِفٌ»، وكانَتْ نسبةُ الإجابَةِ الصَّحيحَةِ حوالَيْ 70%.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى