الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن دولة أسْبَانْيا

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

دولة أسبانيا الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

أَسْبَانْيَا دولةٌ أوروبيَّةٌ تحتلُّ القسمَ الأكبَر من شِبْهِ جزيرةِ أيْبِرْيَا، وتقعُ في جنوبِ غربِ قارةِ أوروبا. تبلغُ مساحتُها أكثَر من نصفِ مَليون كيلومتر مربّع.

تفصلُها جبالُ البَرَانِسْ عن فرنسا من جهةِ الشمالِ الشـرقيِّ، ويحيطُ بها البحرُ المتوسِّطُ من جهةِ الجنوبِ والشـرقِ، والمحيطُ الأطلسـيُّ من الشَّمال. بينَما تَحُدُّها دولةُ البُرْتُغَال من جهةِ الغربِ.

تتأَّلفُ أسبانيا بشكلٍ عامٍ من هَضْبَةٍ واسعةٍ، تنتهي بسهولٍ ساحِليَّةٍ ضَيِّقَةٍ، وتقطعُها أوديةُ الأنهارِ المتَّجِهةِ غرباً.

 

وتفصلُ هذه الأودية النهريَّة عن بعضها بعضاً سلاسلُ جبليةٌ تسمى السِيَّيرَّا، مما يؤدي إلى انعزالِ سكّانِ تلك الأوديةِ حتَّى إنهم يتكلمون لغاتٍ متبايِنَةً.

وتملكُ أسبانيا مجموعتيْن من الجُزُر هما: جُزُر البليار المُشْمِسَة في البحرِ المتوسِط وجُزُر كَنَارِي في المحيطِ  الأطلسـيِّ بالقربِ من سواحِل أفريقيا.

وأكثرُ جهاتِ أسبانيا إنتاجاً هي الأجزاءُ التي تقعُ قُرْبَ مصابِّ أنهارها. وقد بدأَ العربُ المسلمون أعمالَ الرَيِّ في تلكَ المناطِق عِنْدَمَا وَصَلُوا إليها من شمال أفريقيا منذُ عِدَّة قرون.

 

وأَهَمُّ المحاصيلِ الزِّراعيةِ القمحُ والذرةُ والأرزُ والبنجرُ والزيتونُ والبرتقالُ والكرومُ. كما تُعتبرُ السواحلُ المُطِلَّةُ على البحر المتوسِط مناطقَ خِصْبَةً أيضا وغنيةً بالحدائِق والبساتينِ حيثُ يتمُّ إنتاجُ الحِمْضيَّاتِ حول مدينةِ فلنسيا.

وتُزرعُ الكرومُ والزيتونُ أيضا إضافةِ إلى الفواكه شِبْهِ المَدَاريَّة مِثل المَوْزِ والتُّمُورِ. وللإقتصادِ الزراعيِّ أهميةٌ كبيرةٌ، إذْ يعملُ بالزراعةِ ضعفُ عدد العاملين بالصِّناعةِ.

كما تستودُ المِلْكِيَّاتُ الزراعيةُ الكبيرةُ، إذْ أن  7ر1% من المُلَّاكِ يسيطرون على أكثَر من 60% من المساحةِ الزراعيةِ الكُلِّيَةِ.

كذلك تعتبرُ تربيةُ الماشِية من مصادِر الدَخْلِ الهَامَّةِ في أسبانيا، ففي الشمالِ تُرَبَّى الأبقاُر والخيولُ، أما في المناطِق الوُسْطَى والجنوبيةِ فتُرَبَّى الأغنامُ، ويبلغُ عَدَدُ قطعانِ الأغنامِ أكثرَ من 20 مليون رأس.

 

وأهمُّ سلالاتِها هي المِرينُو الشَّهِيَرةُ بصُوفِهَا الجَيِّد. وتعتمدُ أسبانيا أيضا على حِرْفَةِ صَيْد الأسماكِ. وهي تملكُ أسطولاً كبيراً للصَيْدِ البَحْرِيِّ. كَمَا أنَهَا أقَامَتْ أكثرَ من 650 مصنعاً لتصنيعِ سَمَكِ التُونَةِ والسَّرْدِين وتعليبِه.

وتملكُ أسبانيا عدداً كبيراً من الخاماتِ المَعْدنِيَّةِ مثل الفحمِ الحجريِّ والحديدِ والنُّحَاسِ والقَصْدِيرِ.

ويزيدُ إنتاجُها من الحديدِ والصُّلْبِ عن 12 ملَيون طُن. وقد ظَلَّتْ أسبانيا فترةً من الزمان وهي تحتلُّ المرتبةَ الأولَى في العالَم في إنتاجِ النُّحَاسِ.

 

ويُصَدَّرُ قسمٌ كبيرٌ من الفِلِزَّاتِ المعدنيةِ بشكل خامٍ. وأهمُّ الصناعاتِ في أسبانيا نشاهدُه بالقُرْبِ من المُدُنِ الكُبْرَى مثل مَدْرِيد حيثُ صناعةُ السياراتِ والدرَّاجاتِ.

كما تلاحظ صناعةَ قاطرات السكك الحديدية والآلاتِ حول مدينةِ برشونة، وتَشْتَهِرُ كُلٌّ من طُلَيْطِلَة وأشبيلية بصناعة السِّلَاح والآلاتِ، ويُضاف إلى هذه الصناعاتِ كُلَّ الصناعاتُ الكيماويةُ والصناعاتُ الغذائيةُ وصناعةُ النسيجِ التي تُعَدُّ من أهمِّ الصناعاتِ في أسبانيا.

ويبلغُ عددُ سكّان أسبانيا حوالي 38.7 مليون نسمة (في عام 1995) يتوزعُون تَوَزُّعاً شديدَ التَبَايُن، فهم يَزْدَحِمون في السُّهولِ النَّهْرِيَّة والساحِلِيَّةِ بينما تَقِلُّ تجمعاتُهم فوقَ الجبالَ العالِيةِ وفوق الهَضْبَةِ الوُسْطَى (مِيزِيتَا).

 

وأَهَمُّ المُدن في أسبانيا هي العاصمةُ مَدْريدُ، وتقعُ في وسط هضبةِ المِيزيتا في منطقةٍ قاحلةٍ نِسْبِياً. 

وتعتبرُ أكثَر العواصِم الأوروبيةِ ارتفاعاً، إذ يصلُ ارتفاعُها إلى 666 مترا، ويزيدُ عددُ سكانِها قليلاً على 4.9 ملايين نسمة (في عام 1991)، وهي تمتازُ بموقعها الجُغْرَافِيِّ المتوسِّط وبالعديدِ من الصناعاتِ التي تتمركز حَوْلَها.

أمَّا بَرشِلُونة فهي المدينةُ الثانيةُ في أسبانيا وتقعُ على البحرِ المتوسِّطِ ويبلُغ عددُ سكانِها نَحْوَ مِلْيُونَيْ نسمة وهي مركزٌ تجاريٌّ وصناعِيٌ وثقافيٌّ هامٌّ، وتشتهرُ بآثارِها الهامةِ وبجامعَتِها التي تَأَسَّسَتْ عام 1450م.

 

ومن المُدُن الهامَّة الأخرى "فلنسيا" و"أشبيلية" و"بلباو" و"قرطبة" و"غرناطة". ونشاهد في أغلب هذه المدن الآثار المعماريةَ والمساجدَ الإسلاميةَ التي خَلَّفَها العربُ المسلمون.

وتعتمدُ أسبانيا في اقتصادِها على السِّياحَةِ اعتماداً كبيراً، إذْ يتجاوزُ عددُ السُيَّاحِ الأجانِبِ القادِمين إليها سَنَوِياًّ أكثرَ من 15 مليون سائح، ومعظمُهُم من الفَرِنسيِّين. ويُقبلُ السُّيَّاحُ على الشواطئِ الجميلَةِ المُشْمِسَةِ والمُدُنِ الأثريةِ الخالدةِ. وأسبانيا قُطْرٌ جميلٌ وعريقٌ يحتفظُ أهلُه بعاداتِهم وتقاليدِهم القديمةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى