شخصيّات

الصعوبات التي واجهت المخترعة “ماجدلينا فيلاروز” وكيفية تعاملها مع موظفينها

1995 نساء مخترعات

الأستاذ فرج موسى

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

المخترعة ماجدلينا فيلاروز شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

وهنا تتذكر السيدة "فيلاروز" ما حدث، فلكونها مترهبنة في هذه الأمور، سلكت الطريق الخطأ. فبدلا من تقديم طلب لتسجيل براءة اختراع (Patent) قامت بتقديم نموذج منفعة (Utility Model) . "وأدركت فيما بعد أن ما فعلته لم يوفر أي حماية لاختراعي على الإطلاق.

فبعد أربعة شهور من بيعي لوحدتين من اختراعي الحراثة السلحفاة لشخص فليبيني من جزيرة أخرى، قام هو بتقديم طلب براءة للاختراع نفسه وحصل عليها!!". لقد سرق فكرتي بالفعل بعد أن قام بتفكيك آلتي!! "

وظلت السيدة "فيلاروز" لمدة خمس سنوات طويلة في مشاحنات قانونية في الفليبين إلى أن تم في النهاية إبطال مفعول براءة اختراع "القرصان" الذي سطا على حقوقها، وأسرعت بالحصول على براءة اختراعها في المملكة المتحدة واليابان في عام 1981.

 

وقد واجهت "ماجي فيلاروز" صعوبات أخرى عديدة، على سبيل المثال، مع البنوك". ففي عام 1976، عندما بدأنا العمل في مشروعنا على المستوى التجاري، تمكنا من الحصول على قرض صغير.

لكننا لم نذكر أن هذا القرض من أجل اختراع، بل تحدثنا عن استخدامه في ورشة تصليح صغيرة، لأننا كنا نعلم أن البنوك لن تفهم مشروعنا، وبالتالي لن تدعمه".

لم يتوقف الأمر على الفلاحين فقط، بل إن أناسا آخرين كانوا متشككين تماما: "إنك لن تستمري طويلا بمصنعك في جزيرة إيلوايلو Iiloilo، البعيدة جدا عن العاصمة". هكذا يقولون، موحين أن جميع الأعمال التجارية يجب أن تكون في مانيلا Manila  العاصمة.

 

وبعد مرور عدة سنوات، دخلت "ماجي" مسابقة للمخترعين، حين قال لها واحد من القضاة: إن دخولها هذه المسابقة غير عملي.

ولم تملك مخترعتنا الا الضحك عندما تتذكر ذلك وتقول: "لقد كنا قد انتهينا من بيع الف وحدة من هذا الاختراع (الحراثة السلحفاة) ، وبهذا كنت في طريقي لتجميع المليون الأول!! "ومنذ ذلك الوقت، لم تدخل "ماجي" بمنتجاتها في أي مسابقة للمخترعين.

لقد كانت حكومة مانيلا هي التي قامت بعرض (الحراثة السلحفاة) بجناح الفيليبين ضمن عدة معارض تجارية دولية حيث كانت الحكومة فخورة بعرض "تصميم فليبيني حقيقي"، وماكينات زراعية "فلبينية الصنع" "في كينيا (عام 1978)، وفي إيطاليا، وفي نيويورك.

 

وتقول السيدة "ماجي فيلاروز" مبتسمة: " عندما يتم تقديمي في اجتماع ما، يكون التقديم قصيرا، فأنا لا أحمل شهادة دكتوراه، ولا أملك قائمة طويلة من الإنتاج العلمي المنشور. إنني امرأة عملية وحسب".

وهي لا تحفل برجال الأعمال سواء من "بانكوك" أو "سنغافورة" عندما يضايقونها بالقول: "كيف لك أن تقومي بأعمال تجارية مثل هذه الأعمال دون التدخين أو الشرب، أو الذهاب إلى النوادي الليلية!!".

ومع ذلك فليس هناك من يسخر منها حقا. "فمسلك المرأة وطريقة تصرفها، هما اللذان يدفعان الناس إلى احترامها".

 

وبينما يهتم زوجها بشؤون المزرعة، كانت "ماجي فيلاروز" تهتم بشؤون الشركة والمصنع. ولم تواجه أي صعوبة كامرأة في القيام بهذا الدور.

"فمعظم الموظفين والعمال من الرجال والنساء يعرفون تماما منذ كانوا أطفالا، أنني أنا التي أوجدت هذا العمل التجاري، وأنني أوفر لهم فرص العمل، ومن ثم أحل لهم مشاكلهم. إنني لم أنجب خمسة أولاد وبنات فحسب، بل إن كل من يعملون لحسابي، هم أيضا كأطفالي.

ويمكن القول، إننا عائلة كبيرة متفرعة. ولهذا الأمر جوانبه الحسنة والسيئة. فإذا لم أتمكن من دفع رواتبهم في الوقت المحدد، لا يهتمون.

 

ومن جانب آخر، إذا أقرضتهم نقودا، فإن القرض يكون دون فوائد. وهم مخلصون لي للغاية، ولكن إذا غضبت من أحدهم لا أستطيع فصله!!".

واستطاعت "ماجي" أن تعيش من مشاريعها وأن توفر العيش لآخرين كثيرين، ليسوا من موظفيها وعمالها وحسب، لكن لوكلائها الذين يقومون بتسوق وبيع"محراثها السلحفاة"، ومنتجاتها الأخرى في جميع أنحاء البلاد.

إن "ماجي" امرأة عملية، وهذه هي نصيحتها لمخترعي المستقبل في الفلبين: "اخترعوا شيئا مفيدا. فاذا اخترعتم شيئا جميلا لكنه لا يحسن ويسهل حياة الناس، فما هي فائدته؟"

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى