شخصيّات

نبذة عن حياة الشيخ “سالم بن مبارك الصباح”

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الشيخ سالم بن مبارك الصباح شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

تولى الشيخ سالم بن مبارك الصباح الحُكْمَ في فبراير عام 1917 بَعْدَ وفَاةِ أخيهِ الشَّيْخِ جابرِ بنِ مُبارَكٍ الصَّباح.

وكانَ رجلاً نزيهاً مُتدَيِّناً وَمَحبوباً مِنْ شَعْبهِ حريصاً على استقلالِ بِلادِهِ يُحِبُّ مُطالَعةَ الكُتُبِ الأدبيَّةِ، وقد كانَ رحمه الله سامِيَ الأخلاقِ فاهْتَمَّ بِنَشْرِ الفضيلةِ بينَ النّاسِ، وَمَنْعِ المُنْكَراتِ.

وَلِذا فقد كَلَّفَ عدداً من الرّجالِ اختارَهُمْ مِنْ مُختلفِ الأحياءِ للْمُراقَبَةِ وَمَتابعةِ مَدى تَطْبيقِ النّاسِ لِلأوامرِ الصّادرةِ إليهم مِنْ أَميرِهمْ في المَجالِ الأخلاقي.

 

وقد عُنِيَ رحمهُ الله بازْدهارِ تجارةِ الكويْتِ، وخفْضِ رسُوم الصادرات، ولذلكَ فَقَدْ رَفَعَ الرُّسُومَ الجُمركيَّةَ على البَضائِعِ الوارِدَةِ وذلك بعد أن أسقَطَ تِلْكَ الرُّسومَ عن البَضائع الخارِجةِ من البلادِ.

وأتاحَ هذا الأمرُ الفُرصةَ لِتُجَّارِ الكُويْت كيْ يُصَدِّروا بضائِعَهمُ بأسعارٍ مُناسبةٍ إلى الخارجِ، وعادَ ذلك بالرِّبْحِ الوفيرِ الذي أفادَ البِلادَ عامَّة. وفي عهْدِ الشَّيخ سالم بنِ مُباركٍ تَمَّ ربْطُ الكويت بشبكةٍ لاسِلكيَّةٍ معَ الخارجِ.

وعندمَا أخذتِ السِّلَعُ الصّادرةُ منَ الكُويتِ طريقها إلى سُوريا حيثُ تُوجَدُ القُوَّاتُ العُثمانيَّةُ في أثناءً الحربِ العالميَّةِ الأولى (1914-1918)، حاوَلَتْ بريطانيا إحْكامَ الرَّقابةِ على السِّلع المُصدَّرةِ من الكويت، وذلك بِفرضِ الحِصارِ، وهو تكْليفُ موظِّفينَ من قبلِ بريطانيا لمراقبةِ الصّادِراتِ من الأراضي الكويتيّةِ.

 

وتشاوَرَ الشيخُ سالم الصباح مع التُّجارِ فاستقرَّ رأيهم على رَفض هذا الحصار، ولكنْ لظروفِ الحربِ وافق بعد أن وعدْتهُ الحكومةُ البريطانيّةُ بأنَّ الحِصارَ لن يستمرَّ فترةً طويلة.

لقد كانِ الشيخُ سالم الصباح قويَّ الإرادةِ والعزيمةِ فاهْتمَّ بالقبائل وحَرَصَ على تأكيد تبعيتها للكُويت، كما اهتمَّ بتثبيتِ حدودِ الكويت.

وفي عهده وقعتْ معركةُ حمض في أبريل 1920، ومعركةُ الجَهْراء في أكتوبر 1920. وقدْ أبلى أهلُ الكويت البلاءَ الحَسَنَ ودافعوا عن وطنِهمْ بشجاعةٍ. وتحصَّنوا في القصرِ الأحمرِ في الجَهْراء.

 

ومن أجْلِ حمايةِ المدينةِ تعاوَنَ أهلُ الكويت وأقاموا السُّورَ الثالِثَ الذي كان له دورٌ فعّالٌ في حِمايتها.

وقد تمَّ البناءُ في شهر رمضان، ونظراً لحرارة الطَّقْسِ كانتْ عمليةُ البناءِ تتمُّ مساءً بعد صلاةِ العشاء حتى وقتِ السحور. ولقد اكتمل بِناءُ السّور بعد شهرين.

 

لقد أكدَّ بِناءُ السورِ ومعركةُ الجَهْراء تلاحُمَ أهلِ الكويْت والْتِفافَهم حول حاكِمها الشيخ سالم بن مبارك الصباح، وحافَظوا بذلكَ على اسْتِقْلالِ الكُوَيْت.

وفي فبراير عام 1921 انتقلَ الشيخ سالم الصباح إلى رحمة اللهِ وترك لنا سيرة عطرة تستمد منها الأجيال العبر والدروس في حبِّ الوطن والولاء له.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى