أحداث تاريخية

المراحل التي تضمنتها معركة “تحرير الكويت” من الغزو العراقي

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الغزو العراقي معركة تحرير الكويت أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

قام العراق في الثاني من أغسطس عام 1990 بعدوان غادر احتل فيه دولة الكويت، متجاهلاً كل المباديء الدولية وعلاقات الأخوة العربية وحسن الجوار، متناسياً أن دولة الكويت تتمتع بكيانٍ مستقل وشرعية دولية وأنها وقفت معه في السلم والحرب.

وقد هبَّ العالمُ جميعه مستنكراً هذا الاحتلال ورافضاً كل ما يترتب عليه. وأصدرَ مجلس الأمن الدولي قراراتِهِ المُتتابعة والتي وصل عددها إلى تسعةٍ وعشرين قراراً يتضح من خلالها تصميمُ العالم بأجمعِهِ على رفض العُدوان وتحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي.

وخاصة بعد عمليات التعذيب الوحشية والقتل التي تعرض لها شعب الكويت ، والتي تردّد صداها في العالم كله، وأعربت جمعياتُ حقوق الإنسان عن استنكارها وشجبها لمثل هذه الممارسات التي راح ضحيتها عددٌ كبيرٌ من أبناء الكويت البَرَرة.

ثم بدأ العراقُ في زيادة حجم قوات منه مئةّ ألف جندي دخلوا الكويت في يوم الغزو إلى أن وصل عدد القوات العراقية إلى أكثر من نصف مليون جندي مع آلاف الدبابات وقطع المدفعية.

 

وعلى الرغم من محاولات مجلس الأمن الدولي إجبار العراق على الانسحاب من الكويت عن طريق العقوبات الدولية كالحصار والمقاطعة، رفض ذلك وأعلن إصراره على احتلال الكويت، كما رفض كل المبادرات السلمية الدولية التي قُدمت إليه من بعض الدول الكبرى كروسيا وفرنسا.

وقد دفع هذا مجلس الأمن إلى أن يصدر في 29 نوفمبر عام 1990 قراره التاريخي رقم 678 الذي ينص على جواز استعمال القوة إذا لم ينسحب العراق من الكويت في موعد أقصاه الخامس عشر من يناير 1991.

وإزاء الإصرار العراقي على عدم الامتثال للرغبة الدولية حشدت دول العالم، وعددها تسع وعشرون دولة ، قواتها البريةَ والبحريةَ والجويةَ في الخليج العربي والمملكة العربية السعودية.

وبلغ عدد تلك القوات أكثر من نصف مليون جندي مع آلاف الطائرات الحديثة والصواريخ والدبابات والمدفعية.

 

وكانت مجموعة من تلك القوات تابعة إلى عدد من الدول العربية الشقيقة، هي مجموعة دول مجلس التعاون الست وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي فتحت أرضها وسماءها لتكون مركزا لانطلاق قوات التحرير، إضافةً إلى جمهورية مصر العربية وسوريا والمغرب.

وبقية تلك القوات كانت تابعة إلى مجموعة الدول الأجنبية الصديقة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي شاركت بأكبر قوة عسكرية، بلغت اكثر من 430 ألف مقاتل، إضافة إلى بريطانيا وبلجيكا وكندا والدنمارك واليونان وإيطاليا وفرنسا والبرتغال وهولندا وأسبانيا والنرويج (دول حلف الناتو).

كذلك اشتركت في الحشد استراليا وباكستان والأرجنتين والسنغال وبنغلاديش والنيجر وتشيكوسلوفاكيا وهندوراس.

وفي الساعة الثانية وخمسين دقيقة من فجر يوم الخميس 17 من يناير 1991 قامت طائرات خمس دول حليفة هي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية والكويت بقصف القوات القوات العراقية المعتدية.

 

وكانت معركة تحرير الكويت تعتمد على ثلاث مراحل:

1- المرحلة الأولى: وهي السيطرةُ والتفوُّقُ الجويّ في مسرح العمليات الكويتي والعراقي.

2- عزل مسرح العمليات الكويتي عن القيادة العراقية وحرمان القوات العراقية من أي إسناد.

3- الهجوم البري لطرد القوات العراقية من الكويت.

 

وسُميّت المعركة بعاصفة الصحراء. وقد استغرقت المرحلة الأولي والتي شاركت فيها الطائرات والصواريخ ألف ساعة (ثمانية وثلاثين يوماً).

وقد شمل الهجوم الجوي جميع المواقع الاستراتيجية العراقية المهمة وهي مصانع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية، ومنصات إطلاق الصواريخ، ومراكز الاتصالات والقيادة والسيطرة، والمطارات والدفاعات الجوية وشبكات الرادار المبكر، وخطوط الإمداد والتموين.

بحيث حرمت القوات العراقية بما فيها قوات الحرس الجمهوري الموجودة في الكويت من أي اتصال بالقيادة كما قطعت عنها خطوط إمدادها.

وقد امتازت الحرب الجوية تلك بأنها كانت تبتعدُ في ضرباتِها لأهدافِها عن المواقع المدنية والسكان الآمنين وقد وصفت بأنها أشبه بالعملية الجراحية، وقد أوضحت الصور والأفلام المسجلة لتلك الهجمات مدى دقتها في تنفيذها لأهدافها.

 

أما المرحلتان الثانية والثالثة فقد تم التحضير لهما بالآتي:

– القيام بعمليات خداع بالتهديد بأن القوات الدولية المتحالفة ستقوم بعملية إنزال برمائي على السواحل الكويتية وقد انطلي ذلك على العراقيين فقاموا بنشر أعداد كثيرة من قواتهم على طول الساحل الكويتي.

– وعند ذلك قامت عشرات الآلاف من قوات التحالف من مختلف الجنسيات بنقل المعدات العسكرية والذخيرة والتموين من شرق مسرح العمليات إلى غربه لتنفيذ عملية الالتفاف الاستراتيجية . وعملية النقل هذه تتعبر من أكبر عمليات نقل الإمداد والتموين منذ الحرب العالمية الثانية.

 

وبدأت الحرب البرية بانطلاق أسراب من طائرات الحلفاء نحو الكويت مع قوات أمريكية ومتحالفة وعربية زحفت باتجاه الكويت من جِهتي الجنوب والغرب وانطلق هجوم من خمسة محاور استهدف القيام بعملية (الكمّاشة).

كما يُطلق عليها في القاموس العسكري ، لمحاصرة القوات العراقية وعزلها وإجبارها على الاستسلام، مع تقليل الخسائر في الأرواح إلى أدنى حد ممكن.

 

وقد بدأ الهجوم البري يوم 24 فبراير كالآتي:

– قوات البحرية الأمريكية تشن الهجوم من الجنوب لاختراق خطوط الدفاع العراقية.

– الفرقة السادسة الفرنسية تهاجم مطار السلمان الجوي.

– فرقتان خاصتان سعوديتان تقتحمان دفاعات الحدود العراقية من الجنوب وحتى الساحل الشرقي.

 

وبنهاية هذا اليوم كانت القوات الحليفة قد حققت أهدافها كاملة واخترقت الحدود الكويتية والعراقية وتتجه لعزل القوات العراقية المحتلة والموجودة في الكويت عن العراق.

وفي 23 و 25 فبراير كانت القوات الحليفة تواصل تقدمها وتغلق طرق الهروب أمام قوات الاحتلال الهاربة جنوبا وغربا وتهاجم قوات الحرس الجمهوري العراقي.

 

وكان يوم 27 فبراير هو اليوم الأخير ، حيث تم استعادة الكويت وطرد القوات العراقية منها . ورفعت القوات الكويتية التي شاركت في التحرير علم الكويت في ساحة العلم في قلب العاصمة.

واستمر الهجوم البري مائة ساعة، وقد استغرقت عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت ستة أسابيع بدأت في السابع عشر من يناير وانتهت في السابع والعشرين من فبراير 1991.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى