علوم الأرض والجيولوجيا

التنوّع الإقليميّ لمناطق الإقليم الشرقي

2016 طيور العالم

KFAS

التنوّع الإقليميّ لمناطق الإقليم الشرقي علوم الأرض والجيولوجيا

تبلغ مساحة البرّ الإجماليّة نحو 9 مليون كلم مربّع (5,3 مليون ميل مربّع)، وتوازي نصف مساحة البرّ في أميركا الجنوبيّة فحسب، أو نحو ثلث كتلة اليابسة الأفريقيّة؛ غير أنها تتميّز بتنوّع مناخي ونباتي مُدهش يشمل المناظر الطبيعيّة.

ففي الجنوب الشرقيّ من الإقليم تمتدّ المنطقة الاستوائيّة الرّطبة ذات درجة الحرارة المتماثلة للغاية على مدار السنة، وتمدّ واحدةً من كبرى مناطق الغابات المطريّة المنخفضة الثلاث في العالَم بأنواع غنيّةٍ شتّى من حيوانات الأشجار وطيور وافرة ولو أنها متخصّصة، وأنواعٍ مُستوطِنة كثيرة أخّاذة مثل التّدرُج المُتعيِّن الكبير والبُوقير القرنيّ.

وهناك رقعتان من الغابة المطريّة أصغر مساحة جداً تقع إحداهما في جنوب غرب الهند والأخرى في المنحدرات والتلال السفحيّة لجبال الهملايا الشرقيّة وآسام، والتي تتشارك في أنواع كثيرة من الطيور على الرّغم من المساحة الفاصلة.

تغطّي الغابة المداريّة شبه الدّائمة الخضرة في هذا الإقليم مساحةً أكبر جدّاً من الغابة الدائمة الخضرة المُنخفضة، وهي غنيّةٌ في أنواع الطيور أيضاً خصوصاً في المناطق الجبليّة، بل وأكثر غنى في بعض النواحي.

 

ويُعزا مقدارٌ كبيرٌ مِن التنوّع إلى الارتفاع وهطول المطر، وبعض مساحات الغابة المنخفضة جافّة نسبيّاً مع أنّ مقداراً كبيراً منها رطبُ التربة، وغالباً ما تكون الغابات على التلال بَليلة. وهي موطنٌ لكثيرٍ من المَهاذير والتّدارج التي يُشتهر بها الإقليم.

وتُعدّ المنطقة حيّوماً (biome) أو نطاقاً حيويّاً في تباين واضح مع الحياة النباتيّة في غرب الإقليم، في الشمال الغربي من الهند وباكستان، حيث تسود ظروف شبه صحراويّة وتعيش الطيور على الأحراج الشوكيّة التي تميّز الأراضي الجرداء التي تمتدّ من المغرب إلى سهوب الحشائش (الاستبس) في وسط آسيا.

ومع ذلك، جديرٌ بالملاحظة أنّ هذه المنطقة في الوقت الحاليّ، بل ومنذ 200 سنة، كانت أكثر بللاً، حيث كانت الحياة النباتيّة شبه الاستوائيّة في باكستان تمدّ الثدييّات مثل حيوانات الكركدَن بالطعام.

وقد شكّلَ النشاطُ البشريّ عاملاً رئيسيّاً في تعديلِ المَشهد الطبيعيّ والحياة النباتيّة عبر الإقليم الشرقيّ، ويُمثّلُ اليومَ عاملاً قويّاً وتهديداً أكبر قوّةً ممّا سبق، بينما قد تكون عواقب التغيّر المَناخي أكثر تأثيراً.

 

تشكّلُ المواسمُ الجافّة المميّزة على امتدادِ معظم أنحاء الإقليم خارجَ مناطق الغابات المطريّة نظامَ الرّياح المَوسِميّة (monsoon)، مع أنّ هناك اختلافاً مميّزاً جدّاً محليّاً في نمطِ هُطول الأمطار ومَداه.

وتشهدُ آسام شمال شرقيّ الهند أعلى هطول أمطار سنويّاً في العالَم بما يزيد عن تسعة أمتار ونصف (400 بوصة)، فيما تتلقّى تلال جنوب غربيّ الهند ما يزيد عن ثلاثة أمتار (130 بوصة) مِن المَطر سنويّاً.

وتهبّ الريّاح الموسميّة بدرجةٍ أقوى وفي وقتٍ أبكر من السنة على النصف الشرقي من الهملايا؛ بينما يُصاحبُ معدّلَ هطولِ الأمطار المنخفِض غرباً تنوّعٌ أقلّ غنىً في نباتات وحيوانات الإقليم، وانخفاضٌ في عَددِ الأنواع النمطيّة في الهملايا الشرقيّة وجنوب غرب آسيا.

وقد تطوّر شكلُ أنواعٍ كثيرة يمتدّ نطاقها على طولِ سلسلة الهملايا إلى أشكالٍ داكنةٍ في القسم الشرقيّ الأكثر بللاً، وإلى أشكالٍ باهتة غرباً، وتندرج حالتُها في الطبيعة ضمن تصنيف تحت نوعيّ.

 

إنّ العددَ الإجماليّ لأنواع الطيور في الإقليم، والذي يزيد عن 2000 نوع، يُباري أيّ منطقةٍ مَداريّة مِن الحجم نفسه في العالَم، مع أنّ هناك في الواقع ثلاث فصائل مُستوطِنة، وهي الخضراويّة (Leafbirds) والخفريّة (loras) والمُسالِمة (Fairy-bluebirds)، التي يبلغ عدد أنواعها الإجمالي 14 نوعاً.

وهناك كثيرٌ من فصائل الطيور النمطيّة عموماً في المنطقة الاستوائية من العالَم القديم تحظى بتمثيل مناسب، مثل النهّاسيّة (trogons) والقرناويّة (hornbills) والرّأسيّة أو المُلتحية (barbets) ووسيعة الحَلق وعِراض المِنقار (broadbills) والبِتّيّة (pittas) والبُلبُليّة (bulbuls) والرّحيقيّة (sunbirds).

ولعلّ الميزات البارزة في عالَم طيور الإقليم الشرقيّ هي وفرة التّدارج (pheasants)، والتنوّع الكبير في طيور المهاذير (babblers) وخطّافات الذباب (flycatchers) والدّخاخيل (warblers) والسّمان (thrushes).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى