العلوم الإنسانية والإجتماعية

مراحل تطوير استكشاف الأطفال للمواد خلال اللعب

1999 أطفالنا والعلوم في المرحلة الابتدائية

KFAS

استكشاف الأطفال للمواد خلال اللعب العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

هذا ويمكن تطوير استكشاف الأطفال للمواد خلال اللعب تدريجيا إلى أبحاث أكثر تنظيما, وهذا التطور يمكن تبسيطه في خمس مراحل عامة وهي: اللعب غير الموجه, جمع وتحضير المواد, تصنيفها حسب خواص معينة, أبحاث بسيطة موجهة من قبل المعلم, وأخيرا الأبحاث ذات المشكلات المتشعبة.

ويجب إتاحة الفرص للأطفال للعب غير الموجه, والاكتشاف الموجه, ولتطبيق معرفتهم على كل نوع من المواد المختلفة, وبذلك سيكونون قد قاموا بتجربة المواد المختلفة, وبطرق مختلفة في آن واحد.

 

أولاً اللعب غير الموجه

يجب أن توفر للأطفال بيئة مضبوطة متحكم فيها بدقة, غنية بالمواد المتنوعة الكثيرة, وهذه المواد يجب أن تكون ثابتة نسبيا, حتى يشعر الأطفال بالألفة والأمان مع بيئتهم, كما يقدروا أن يغيروا ويطوروا من استجابتهم لهذه المواد عند اكتشافهم إمكانية المواد المتاحة, وهذه المواد يمكن أن تتضمن:

– مواد خردة: وتشتمل أحجاماً وألوانا وأنواعا مختلفة من : الأوراق, القماش, الصوف, القش, الإسفنج, الصخور, الأصداف, وقطع من المعادن لعمل الملصقات والمجسمات.

– فرش بأنواع وأحجام مختلفة للرسم والتلوين.

– رمل جاف ورطب لإظهار الحالات المختلفة عند الصب في قوالب أو النحت, وصلصال وعجين للتشكيل والنحت وعمل المجسمات.

– ماء وأقماع وأنابيب وأوعية وقناني بأحجام مختلفة.

– ملابس (للأدوار المسرحية) ذات ألوان وأحجام مختلفة, ومصنوعة من أقمشة مختلفة الأنواع والمواد.

– خشب طبيعي ومعالج يختلف في سمكه وخشونته وحجمه.

– مواد بناء ذات مواد وأحجام وألوان وأشكال متنوعة.

 

وفي أثناء لعب الأطفال بالمواد والأدوات واستخدامها واستكشاف خواصها وإمكانياتها, يمكن للمعلم أن يتدخل في اللحظات المناسبة للنقاش والسؤال, وتطوير نشاط كل طفل. وبما أن الاستكشاف التام لجميع المواد يستغرق وقتا كبيرا, فإن على المعلم أن يحتفظ بسجل عن نشاط كل طفل من المواد المختلفة.

وكيفية تفاعله معها, وذلك ليمكنه معرفة متى وكيف يتدخل, حيث إن الملاحظات الدقيقة اليقظة للمعلم, ومهارته في معرفة متى يتدخل في اللحظات الهامة, وعنايته بسجلاته عن تلاميذه لهي مفاتيح لتوسيع دائرة قدراتهم.

في البداية قد يتجاهل الطفل الصغير السن المواد, أو لا يبدي اهتماما كافيا بها, وكلما أصبح الأطفال أكثر إدراكا لامكانية المواد, نجدهم عادة ما يكررون عملهم لعدة مرات, فعلى سبيل المثال, قد يستمر الأطفال في إسقاط قطعة الحجر في الماء لفترة طويلة, وذلك لاختبار مدى ثبات خاصية أو فعل ما.

وعادة ما نجد الأطفال غير راغبين في تدخل الكبار في هذه المرحلة, أما فيما بعد فهم يودون التعبير عن ملاحظاتهم, وفي هذه المرحلة يكون تدخل المعلم ضروري لتشجيع الأطفال على تطوير ملاحظاتهم بالتنبؤ عما سوف يحدث بعد فعل ما، مثلا أن يتنبأ بأن الحجر سيسقط ويشق طريقه في الماء ناثرا قطراته ويغوص في النهاية, كما يمكن مساعدة الطفل على تطبيق مثل هذه الخبرة على مواد أخرى.

 

ثانيا: جمع وتحضير المواد مع المعلم

كلما بدأ الأطفال في الإدراك الكامل لخواص المواد المختلفة، يمكن للمعلم أن يوجه اهتمام الأطفال لخواص مختلفة للمواد أو أشكال متعددة منها.

وهذا يمكن أن يكون جزءا من معظم الأنشطة في صفوف الدراسة الابتدائية الأولى، فمساعدة الأطفال لمعلمهم في التحضير لمهارة أو حرفة ما، قد يتضمن تقسيم وتصنيف المواد إلى تراكيب وألوان وأحجام متنوعة. كما أن التحضير للرسم أو التنظيف بعده، وغسل اللعب والملابس تمكن المعلم من حث الأطفال على ملاحظة كيف تحتفظ المواد المختلفة بالماء، وأيها مقاوم للماء، وأيها تجف بسرعة، وأي الأماكن أفضل للتجفيف.

كما أن اصطحاب الأطفال لشراء مكونات طبخة ما، أو تجميع مواد ملفتة للانتباه لاستعمالها في الصف، يمكنهم من التحدث عن الأشياء المختلفة والمقارنة بينها، حيث إن الطبخ يمكّن الأطفال من ملاحظة التغيرات التي تطرأ على قوام المخلوط عند تسخينه أو مزجه.. هذه الأنشطة المستمرة تمكّن المعلم من تشجيع الأطفال على الملاحظة الدقيقة, واستخدام جميع حواسهم, كما يعودهم تصنيف وترتيب الأشياء حتى تصبح بيئتهم ذات معنى بالنسبة لهم، وإثارة فضولهم وتشجيعهم على الاستفسار عما يرونه حولهم.

 

ثالثاً: أنشطة يوجهها المعلم لتصنيف المواد حسب خاصية معينة

يستطيع المعلم من خلال استخدام تشكيلة متنوعة من المواد أن يلفت انتباه الأطفال لخاصية أو خاصيتين لهذه المواد، كما يمكن توسيع رقعة العمل هذه في وقت اضافي لتشمل مقارنة الخواص أو المواد المختلفة مع بعضها بعضاً.

وعندما يحاول الأطفال تفسير ملاحظاتهم فإنهم يحتاجون إلى استخدام مصطلحات وصفية مثل: (خشن، لين، مصقول، صلب) إن استخدام هذه المصطلحات نادرا ما يشكل مشكلة لمتحدثي اللغة الأم بطلاقة، ولكنها أحيانا تسبب مشكلة للأطفال الذين تكون لغتهم الأولى غير ذلك، وتعد الدراسة العملية للعلوم وسيلة فعالة جدا في تطوير اللغة، فعند الإعداد لخاصية ما نقدم للأطفال مصطلحا واحدا فقط، مثل صلب أو غير صلب، فالأطفال يتعلمون معاني الكلمات بسرعة أكبر عند سماعها واستخدامها في مكانها المناسب، وهنا يكون استخدام الصور غير كاف لتوضيح الكلمات اللفظية مثل: خشن، رطب، أو حامض، كما يوجد تداخل كبير بين هذه الدراسة العملية والمهارات الحسابية، وذلك عند إمداد الأطفال بمهمات أكثر تعقيداً.

 

ويتضح التطور عند الطفل بقدرته على التالي:

أ- تصنيف المواد بالاستناد إلى خاصية واحدة فقط مثل: أحمر وغير أحمر, قابل للسحق والهرس وغير قابل للسحق والهرس.

ب- التصنيف بالاستناد إلى صفتين للمادة مثل: (صلب أو رخو) و (خشب أو معدن).

ج- جمع مواد إضافية مناسبة، إلى جانب تلك التي تم إمدادهم بها، وذلك ليتم ضمها إلى المجموعة.

د- التصنيف بالاستناد إلى ثلاث خواص.

هـ- تصنيف المواد التي تحتوي على مجموعات متداخلة، مثل: أشياء تطفو- أشياء تغوص- أشياء تغوص وتطفو.

و- اقتراح طريقة مناسبة لتصنيف المواد وتنفيذ المهمة بطريقة صائبة.

وإلى جانب هذا النمو يمكن تشجيع الطفل على وصف الأشياء المعتادة، مستخدما أعداداً متزايدة من الخواص وجميع حواسه، ويمكن زيادة تعقيد ذلك بعرض مجموعة من الأشياء غير المعتادة أمام الطفل، ومساعدته على وصفها باستخدام عدة خواص بسيطة.

 

رابعاً: إجراء تجارب بسيطة لبحث الخواص بتوجيه المعلم

بمتابعة اهتمامات الأطفال المتولدة خلال اللعب يمكن للمعلم أن يحسن ملاحظاتهم، فعلى سبيل المثال عند اللعب بالصلصال، يمكن لطفلين أن يقوما بشد الصلصال لأقصى ارتفاع يستطيعان أن يصلا إليه، ثم يشاهدان أي قطعة من الصلصال ستنهار أولا.

ويمكن للمعلم أن يطور هذا الاهتمام بعمل تشكيلات مختلفة من الصلصال مع الأطفال، لملاحظة إن كان ذلك يشكل أي فرق على انهيار قطعة الصلصال، كما يمكن كذلك استخدام الصلصال المحفوظ لعدة أيام، وذلك كنوع من المقارنة.

وعند اللعب بغسل الملابس يمكن للأطفال ملاحظة أن بعض المواد تجف أسرع من الأخرى, وبعد ذلك يمكنهم قطع شريطتين أو ثلاث من مواد مختلفة بنفس الحجم، ويتم نقعها بالماء، ثم تترك لتجف، ويتم ملاحظة أيهم تجف أسرع.

 

خلال ذلك يجب مواصلة الحرف اليدوية وعمل النماذج, مستخدمين في ذلك أكبر مجموعة من المواد المختلفة, كما يتم إشراك الأطفال في صنع القرارات وإجراء الاختبارات لمعرفة أي المواد يفضل استخدامها في التجارب.

إن استخدام قصص الخيال وغيرها من القصص يمكن أن تشكل نقطة البداية، حيث إن قصة حول حفلة يقيمها وحش غريب قد تقود الأطفال لصناعة دمي متحركة للوحوش، وهو أمر يتضمن محاولة استخدام مواد لاصقة مختلفة، ومواد خام أو أشرطة لتثبيت مجموعة من الملابس أو الأوراق أو البطاقات.

وفي جزء آخر من الحفلة يمكن للأطفال صنع الجيلي (الحلوى الهلامية) حيث يتيح ذلك الفرصة للأطفال لملاحظة كيفية غليان الماء وذوبان الجيلي، وكيف يتخثر الخليط، وكيف يسلك عند انضغاطه أو خفقه، كما يمكن للأطفال اختبار تأثير الكميات المختلفة من الماء على عمل الجيلي.

 

خامسا: الأبحاث المتشعبة لخواص المواد

تدريجيا يمكن اقتراح أنشطة حرة ذات مشكلات متشعبة تتطلب استخدام المواد التي كان يستكشفها الطفل، فعلى سبيل المثال، يمكن اقتراح عمل قارب ورقي فوق سطح الماء، أو اكتشاف أفضل المواد لعمل غطاء إبريق الشاي أو صنع أرجوحة متحركة تستطيع حمل ثقل دمية، أو إيجاد أفضل أنواع الورق لتغطية الطاولات أثناء ممارسة المهارات اليدوية، كما يحتاج الأطفال للعديد من الفرص والتشجيع لطرح أسئلتهم والبحث عن إجابات لها.

 

استكشاف مجموعة متنوعة من المواد

باستخدام الطرق السابقة يمكن للأطفال تعرّف مجموعة من المواد، في البداية يكون ذلك بطريقة عامة، ثم بعد ذلك بتركيز الاهتمام على خواص معينة، وبذلك فهم يحتاجون للفرص الكافية لاستكشاف المواد المختلفة في حالات المادة الثلاث، وذلك لتمدهم بأساس ضروري يمكنهم من تصنيف المواد إلى حالاتها الثلاث: (صلبة-سائلة-غازية) في وقت لاحق، وفي بقية هذا الفصل سندرس كيف يمكن للأطفال بحث الهواء والغازات الأخرى، والسوائل، وسلسلة واسعة من المواد الصلبة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى