التاريخ

مؤلَّفات العالم “ابن البيطار”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

مؤلفات العالم ابن البيطار التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

عكف ابن البيطار على التأليف، فكان إنتاجه غزيراً، واستشهد كثير من العلماء بمؤلفاته لما لها من صبغة علمية ولما تزخر به من معارف دقيقة وأصيلة.

وقد دخل ابن البيطار في خدمة الملك الكامل، كما قدَّمنا، حيث كان عمدته في المسائل الطبية والعلاجية، وجعله رئيساً على سائر العشَّابين.

ولما صحبه الملك معه في رحلته إلى الشام التقى بابن أبي أصيبعة الذي أدهشه ابن البيطار وأعجبه، ومما قاله عنه : (رأيت من حسن عشرته وكمال مروءته وغزارة علمه ما يفوق الوصف).

وقد وضع عالمنا مؤلَّفاتٍ كثيرة من أشهرها:

 

1-كتاب (الجامع في الأدوية المفردة) أو (الجامع لمفردات الأدوية والأغذية) أو (مفردات ابن البيطار):

أشهر كتبه جميعاً. يقع في أجزاء كبار أربعة. وضعه تنفيذاً للأوامر الملكية الصالحة النجمية المطاعة، يذكر فيه ماهيه الأدوية وقوامها ومنافعها ومضارها وإصلاح ضررها والمقدار المستعلم من جرمها أو عصارتها أو طبيخها والبدل منها عند عدمها.

وإنه توخي في ذلك تحقيق أهداف ستة أساسية هي:

أ) استيعاب القول في الأدوية المفردة والأغذية كثيرة الاستخدام في ليلٍ أو نهار.

ب) صحة النقل فيما ذكره عن الأقدمين وحرَّره عن المتأخرين.

ج) ترك التكرار حسب الإمكان إلا فيما تمس الحاجة إليه لزيادة معني وتبيان.

د) قريب مأخذه بحسب ترتيبه على حروف المعجم مقفِّي ليسهل على الطالب ما طلب من غير مشقةٍ ولا تعب.

هـ) التنبيه على كل ذواء وقع فيه وهمٌ أو غلط لمتقدم أو متأخر، لاعتمادهم أكثر على التواتر والنقل، واعتماده هو على التجربة والمشاهدة.

و) بيان أسماء الأدوية بسائر اللغات كالعربية والبربرية واللاتينية. ولم يترك دواءٌ إلا أوضح فيه منفعةً مذكورة وأورد تجربة مشهورة.

 

والكتاب يحتوي على مجموعة كبيرة من العلاجات المستخلصة من النبات، الذي كان يجمع أنواعه من ساحل البحر المتوسط ومن الأندلس والشام، والحيوان والمعدن، إذ ورد به وصف ما يزيد على 1400 عقار منها 300 لم يرد ذكرها في المؤلَّفات الأُخر.

وقد استقصى المؤلَّف ذكر الأدوية المفردة وأسماءها وتحريرها وقواها ومنافعها وأثارها، مبيناً الصحيح منها وما وقع فيه الاشتباه.

… وقد رتَّب ابن البيطار أدوية مؤلَّفة ترتيباً يستند على الحروف الأبجدية ليسهل تناولها، سارداً أسماءها بلغاتٍ شتي.

 

يقول ابن البيطار في مقدمِّة (الجامع في الأدوية المفردة) : (استوعبت فيه جميع ما في المقالات الخمس من كتاب الأفضل ديسقوريدس بنصه، وكذلك فعلت مع جميع ما أورده الفاضل جالينوس في مقالات كتابه الست.

ثم ألحقت بقولهما من أقوال المحدثين في الأدوية النباتية والحيوانية والمعدنية ما لم يذكراه، ووصفت فيه عن ثقات علماء النبات المحدثين ما لم يصفاه، وأسندت في جميع ذلك الأقوال إلى قائلها، وعرَّفت طريق النقل فيها بذكر ناقلها، فما صح عنده بالمشاهدة والنظر وثبت لدى ادخرته كنزاً سرياً، وما خالف الكيفية والمشاهدة الحسية في المنفعة والماهية نبذته ظهريا، غير مُحابٍ في ذلك قديماً لسبقه ولا محدثاً اعتمد على صدقه).

 

والكتاب، في الحق، يعد أضخم إنتاج في مجاله من أيام ديسقوريدس وحتي منتصف القرن السادس عشر لشموله. لذا فهو أكبر موسوعة في علم الأدوية ظهرت في القرون الوسطى، ضمت بين دفتيها كامل الخبرات الإغريقية والعربية.

وقد بقي الكتاب مرجعاً مهما في جامعات أوروبا لقرونٍ أربعة حتى عصر النهضة الأوروبية، وتمت ترجمته إلى لغاتٍ عديدة، منها اللاتينية والتركية والألمانية والفرنسية، وطُبع غير ذي مرة بالعربيِّة، كما اختصره البعض وعلَّق عليه.

وكم عانى عالمنا في تأليفه فقد اعتمد فيه، فضلاً عن خبراته الميدانية، على أكثر من 150 مؤلَّفاً لعلماء اليونان والعرب الذين سبقوه، مما اضطره لزيارة عدد غير قليل من البلاد العربية والإسلامية وغيرها من مثل: القاهرة ودمشق والبرتغال والبلقان وفرنسا!.

 

2-كتاب (المغني في الأدوية):

وفيه وضع ابن البيطار علاجاً لكل عضو من أعضاء الجسم واحداً واحداً بطريقة مختصرة استفاد منها أطباء عصره. وتقع مخطوطته في نحو 236 ورقة.

 

3-كتاب (المغرب):

به 2330 (فصلاً) عن الأطعمة والأدوية النباتية، وقد عثر فيه على 300 وصف لأدوية كانت مجهول عند من قبله.

 

4-كتاب (الأقرباذين):

ويحتوي على مجموعة كبيرة من الأدوية المفردة، ووصفاً شاملاً لجميع النباتات والأحجار والمعادن التي لها خواص طبية، وقد ألَّفه ابن البيطار عندما كان مقيماً بمصر.

 

5-كتاب (شرح أدوية ديسقوريدس).

6-كتاب (الأفعال العجيبة والخواص الغريبة).

7-كتاب (الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى