أدوات

الاستخدامات المتعددة لـ”الإبرة” في حياة الإنسان

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأبرة استخدامات الإبرة أدوات الأحافير وحياة ما قبل التاريخ

يعودُ تاريخُ استعمال الإبر إلى العصور الحجرية. وكانت تُؤخذ من عظام الحيوانات أو الأسماك، وتُستخدم غالباً للزينة، حيث يضعُها المحاربون الشجعان في أنوفهم،

ثم بدأَ استخدامُ الإبر في الصيد، وبعدها أصبحت تستعمل في الخياطة، وكانت غيرَ مثقوبة، كالمِخْرَز (المِثْقب) الذي يستخدمه الإسكافيون (صانعو الأحذية) حاليا، حيث تُثْقَبُ بها الموادُّ التي يُراد خياطتها، ثم تُدفع في الثقوب خيوطٌ أو أشرطةٌ من الجلد.

بعد ذلك أصبحت الإبر تُثْقَب لتُسَلَك – أي تُمَرَّرَ – فيها الخيوط، كما أصبحْت تُصنع من البرونز أو الحديد.

 

أما اليوم، فإنها تصنع من الفولاذ (الصلب) الذي لا يصدأ وذلك بالطريقة التالية: تُحَضَـرُّ أسلاك الصلب بالسمك المطلوب ثم تُقطع إلى قطع متساوية طولُ كل منها يعادل ضِعْفَيْ طولِ الإبرة المطلوبِ صنعُها. 

وتعالَجُ هذه القطع بالحرارة والطرق لتصبح مستقيمةً، ثم يَدَبَّبُ طرفها باستخدام حَجر المِسَّن، وتُسَطَحُّ من الوسط، ثم توضع عليه علامات تحدد مكان الثَّقْب، وتُثْقب.

وبعد الثَّقْب تُقَطَّع كلُّ قطعة إلى إبرتين، وبعد ذلك تُدَوَّرُ الرءوس وتَنَعَّمُ، وتُصْقَلُ الثقوب من الداخل حتى لا تؤذيَ خشونتُها إلى انقطاع الخيط الذي يُسَلَكُ فيها، كما تُصقل الإبر وتُصَنَّف.

 

وهناك اليومَ أنواعٌ عديدةٌ من الإبر تُستعملُ في أغراض شتى، فإضافةً إلى إبر الخياطة العادية توجد إبَرٌ خاصة لماكنات الخياطة، ولشغل الجوارب، وشغل الصوف، ولعمل أشرعة المراكب، وصناعة السـروج، والتنجيد، والقفازات.

كما توجد إبر للجراحة والتشريح، وأخرى لحَقْنِ الأدوية، وهذه تكون على شكل أنبوب مجوف يركَّب في طرف المِحْقَن، ويمر الدواء من خلالها.

والإبرة تسمى أيضاً "الخياط"، وثقبها يسمىَ "السَّمّ". وذلك كما في قوله تعالى في القرآن الكريم( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) الأعراف: 40، كناية عن استحالة ذلك.

 

وتأملْ في هذين البيتين اللطيفين عن الإبرة، التي يسميها الشاعر "ذات السَّمّ".

سَعَتْ ذات سَمٍّ في قميصي فغادرت

                             به أثراً، والله يشفى من السَّمَّ

كَستَ قيصراً ثوب الجمال وتبَّعاً

                                وكسـرى وعادت وهي عارية الجسم

 (وقيصر من ملوك الرومان، وتُبَّع من ملوك اليمن، وكسـرى من ملوك الفرس).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى