الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن خصائص “الفقاريات”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الفقاريات خصائص الفقاريات الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

الفقاريات مجموعة من الحيوانات تتميز بوجود عمود فقاري في ظهورها وهي أكبر شعيبات الحبليات (نحو 50000 نوع)، وأكثرها عددا وأوسعها انتشارا في البيئات المائية والبرية.

يمتد الحبل الظهري في أطوارها الجنينية من النهاية الخلفية للذيل إلى الأمام حتى منتصف الدماغ، ثم يتحور في أطوارها اليافعة إلى عمود فقاري، ومن هنا جاءت تسميتها.

ولكنها تسمى أيضا بالقرنيوميات، لوجود علبة دماغية أو «قرنيوم» (جمجمة) تحيط بالدماغ وأعضاء الحس لحمايتها.

 

وبعض الفقاريات ليس له فكان حقيقيان، ولذا يسمى اللافكيات أو عديمة الفكوك، وهذه توضع في طائفة مستقلة هي دائريات الفم. أما بقية الفقاريات فلها فكان، وتسمى فكيات الفم، وتضم طوائف الأسماك، والبرمائيات، والزواحف، والطيور والثدييات.

وجدير بالذكر أن العمود الفقاري والجمجمة يكونان غضروفيين في الأطوار الجنينية، ويظلان كذلك في الأطوار اليافعة للأسماك الغضروفية، ولكنهما يتحولان إلى تراكيب عظمية في الأطوار اليافعة للأسماك العظمية والبرمائيات، والزواحف، والطيور، والثدييات.

وتتميز الفقاريات، بالإضافة إلى العمود الفقاري والجمجمة، بعدد من الصفات الأخرى، منها: «التماثل الجانبي» إذ يمكن شطر أجسامها طوليا إلى نصفين متماثلين، و«التعقيل» فالجسم يتكون من عقل متكررة يمكن الاستدلال عليها من بعض التراكيب، كالفقار والعضلات والأعصاب الشوكية لكل عقلة.

 

وللفقاريات رأس في مقدمة الجسم يتكون من التحام عدد من العقل الأمامية، ويحتوي الدماغ والأعصاب الدماغية وأعضاء الحس.

وتجويف جسم الحيوان الفقاري ينقسم إلى تجويف صدري أمامي يحتوي القلب، وتجويف بطني أو «حولحشوي» خلفي يحتوي بقية الأحشاء الداخلية.

وللفقاريات في أطوارها الجنينية عدة أزواج من الخياشيم للتنفس، قد تبقى في الأطوار اليافعة كما في الأسماك والبرمائيات الذيلية، أو يحل محلها رئتان كما في بقية البرمائيات والزواحف والطيور والثدييات.

 

كذلك تتميز الفقاريات بقلب عضلي يضخ الدم إلى أجزاء الجسم، يتكون من حجرتين على الأقل، هما أذين وبطين. ويزداد عدد هذه الحجرات مع تطور وارتقاء الفقاريات ، كما تحتوي كريات الدم الحمر على صبغ الهيموجلوبين الأحمر.

ويتكون الجهاز البولي من كليتين، كما يتكون الجهاز التناسلي من من خصيتين أو مبيضين، فيما عدا إناث الطيور فلها مبيض واحد هو المبيض الأيسر، إذ يضمر المبيض الأيمن في أطوارها اليافعة.

وتعد دائريات الفم أكثر الفقاريات بدائية، وهي تشبه الأسماك، وتذكر معها عادة، وتتكون دعامتها الداخلية من الحبل الظهري تدعمه بعض الفقار الغضروفية في جزئه الخلفي.

 

وهي تتميز بجمجمة غضروفية صغيرة، وفم ماص مستدير، ولسان مزود بأسنان قرنية تشبه المبرد، وفتحة أنف خارجية وسطية مفردة.

ويمثلها الجلكى الذي يعيش في المناطق الساحلية للمياه العذبة والملحة في أوروبا وآسيا وشواطئ أمريكا الشمالية، ويضع بيضه في المياه العذبة، والجريث وهو سمك مفترس يعيش في المياه المعتدلة والباردة بالمحيطين الأطلنطي والهادي.

ويغطي أجسم الفقاريات جلد يمتد ليتصل بالغشاء المخاطي المبطن لجفون العينين وتجويف الفم وفتحات الجسم المختلفة.

 

ويعمل الجلد على وقاية الجسم وأنسجته الداخلية، والحفاظ على درجة حرارة الجسم في الثدييات، كما أنه مزود بأطراف عصبية حسية تتأثر بالمنبهات البيئية الخارجية.

وهو غير منفذ، وبذلك يمنع فقدان سوائل الجسم أو دخول أي سوائل أخرى من الخارج إليه. ويتكون الجلد من طبقة خارجية هي البشرة، وطبقة داخلية هي الأدمة.

وبشرة الجلد أغلظ في الفقاريات البرية منها في الفقاريات المائية، وهي مزودة بالعديد من الغدد المخاطية أو السامة أو الدهنية أو العرقية أو الثديية.

 

ويغطي البشرة عادة طبقة قرنية تساهم في تكوين بعض المشتقات الجلدية في طوائف الفقاريات المختلفة، مثل الحراشف القرنية، والريش والمناقير، والأظافر والمخالب والحوافر والقرون والشعر.

أما الأدمة فهي أغلظ في الفقاريات العليا منها في الفقاريات الدنيا حيث تكون الجزء الأساسي من الجلد، وهو المعروف بهذا الاسم في صناعة الجلود، كما أنها تساهم في تكوين الحراشف العظمية للأسماك، والدروع العظمية لبعض الزواحف.

ويعتمد لون الفقاريات على وجود حبيبات صبغية في بشرة الجلد أو خلايا صبغية في الأدمة تحت البشرة.

 

وتشمل الخلايا الصبغية عدة أنواع، منها الخلايا السوداء التي تحتوي على الميلانين وتكسب الجلد اللون البني أو الأسود بدرجاته، والخلايا الملونة التي تعطي الألوان الأخرى كالأصفر أو الأخضر أو الأحمر، والخلايا البراقة وتحتوي على الجوانين على شكل بلورات تعكس الضوء وتعطي اللون الأبيض أو الفضي أو المعدني.

وتشتهر الأسماك والبرمائيات بين الفقاريات بالمدى الواسع للألوان، ويقل ذلك في الزواحف. وعادة ما تتماثل هذه الألوان مع البيئة المحيطة بالحيوان، ويساعده ذلك على الاستخفاء عن أعدائه.

وفي بعض الفقاريات تفيد الألوان في تعرف أفراد النوع الواحد بعضها بعضا، أو لجذب الجنس الآخر وبخاصة في مواسم التزاوج.

 

ويرجع لون الريش في الطيور والشعر في الثدييات إلى وجود الأصباغ في هذه التراكيب. كذلك يرجع لون البشرة السوداء في الإنسان إلى انتشار الحبيبات الصبغية في جميع خلايا البشرة.

وهذه التكيفات في جلد الفقاريات كانت من الوسائل المعينة لها على الانتقال من البيئات المائية إلى اليابسة: من الأسماك إلى البرمائيات (بين الماء واليابسة)، ثم إلى الزواحف، ثم إلى الطيور والثدييات، ولو أن بعضها ارتد إلى البيئات المائية بدرجات متفاوتة، كما فعلت السلاحف والتماسيح والطيور المائية والثدييات البحرية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى