البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن خصائص وأقسام “الفطر”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الفطر خصائص الفطر أقسام الفطر البيولوجيا وعلوم الحياة

الفطر (والواحدة: فطرة) كائنات حية كانت تلحق بعالم النبات، ولكن خلاياها تخلو من صبغ الكلوروفيل الأخضر المميز للنباتات.

كما أن جدر خلاياها ليست من مادة السليولوز التي تكون جدر خلايا النبات، وإنما من مادة الكيتين التي يتكون منها الهيكل الخارجي لأجسام الحشرات وغيرها من المفصليات.

فالفطر، إذن، ليست من النباتات، ولكنها أيضا ليست من الحيوان إذ إنها لا تأكل، أو تبتلع، طعامها. ولذلك جمعها العلماء في عالم مستقل خاص بها، من بين العوالم الخمسة التي تنقسم إليها الكائنات الحية، وهو عالم الفطريات.

 

ويضم عالم الفطريات أكثر من مئة ألف نوع متباينة الأشكال والبناء والأحجام. ولا يمكن رؤية الخمائر وبعض الفطريات الوحيدة الخلية الأخرى بدون المجهر، ولكن يمكن رؤية معظم أنواع الفطر بالعين المجردة. وأشهر الفطريات أنواع متعددة من البياض، والعفن، وعيش الغراب، وصدإ النبات.

وباستثناء الخمائر والفطريات الوحيدة الخلية الأخرى، يتكون الجزء الأساسي من الفطرة من آلاف الخلايا التي تشبه الخيوط، وتسمى «الهيفات».

وتشكل هذه الخيوط الصغيرة المتفرعة كتلة متشابكة تسمى «الغزل الفطري»، ينمو في كثير من أنواع الفطريات تحت سطح المادة التي يتغذى عليها الفطر.

 

فعلى سبيل المثال، ينمو الغزل الفطري لعيش الغراب عادة تحت التربة أما الجزء الذي نراه فوق سطحها ويشبه المظلة، فهو في الواقع الجسم «الثمري» للفطر.

وينتج الجسم الثمري خلايا تسمى الأبواغ يمكن أن تنشأ منها هيفات جديدة. والأبواغ أصغر وأقل تعقيدا من بذور النباتات، ولكن كلا منها يمكن الكائن من التكاثر.

وتحمل بعض أنواع عفن الخبز والأنواع المجهرية الأخرى من الفطر الأبواغ في تراكيب صغيرة تسمى الحوافظ البوغية.

 

ولما كانت الفطر عاجزة عن تكوين غذائها بنفسها بعملية البناء الضوئي، لخلوها من الكلوروفيل، فإنه يتحتم عليها أن تحصل عليه من الحيوانات أو النباتات أو المواد العضوية المتحللة التي تعيش عليها.

وطريقتها في ذلك أن تفرز إنزيمات على المادة التي تغتذي بها، فتحلل المواد الكربوهيدراتية والبروتينية المعقدة التي فيها إلى مركبات بسيطة تستطيع خيوطها أن تمتصها.

وهذا الأسلوب في تحليل المواد العضوية هيأ الفطر لأن تشارك في القيام بوظيفة مهمة في أي شبكة غذائية أو نظام بيئي فهي تنتمي إلى مجموعة «المحللات» في تلك الشباك أو النظم.

 

وذلك لأنها بهذا تخلص البيئة من النفايات وأجساد الكائنات الميتة، وتحولها إلى مواد بسيطة تستطيع الكائنات الحية أن تعيد الإفادة بها.

ولكن بعض الفطر، للسبب نفسه، يحدث فساد الأطعمة في الأجواء الرطبة، وتلف الملابس وأغلفة الكتب، وتحلل الأخشاب وتعفنها.

وتعيش الفطر في كل مكان تقريبا على الأرض. وبعضها يتطفل على النباتات أو الحيوانات التي تستمد منها غذاءها. وبعضها يعيش على المواد العضوية المتحللة في الوسط المحيط بها، كما تقدم. ومنها ما يقيم علاقة تبادلية مع جذور النباتات الراقية، فيكون حولها ما يسمى الجذور الفطرية.

 

ويحصل الفطر على المواد الكربوهيدراتية من النبات، وفي مقابل ذلك يحصل الجذر على الماء وأملاح العناصر الذائبة فيه عبر خيوط الفطر المنتشرة في التربة. وهناك علاقة تبادلية أوثق، وهي التي تقوم بين فطر وطحلب، ليكونا معا نوعا من الأشن.

ويتكاثر معظم أنواع الفطر عن طريق تكوين الأبواغ جنسيا باتحاد الأمشاج. ولكن بعضها يكون أبواغه لا جنسيا، دون اتحاد الأمشاج. وفي كثير من الأنواع تنثر الأبواغ بوساطة الرياح، وفي أنواع أخرى تنقل الأبواغ بواسطة الماء أو الحيوانات.

 

ويقذف عيش الغراب وبعض الفطريات الأخرى الأبواغ بعيدا. فإذا سقط أحد الأبواغ في موقع مناسب نبت وأخذ ينمو منتجا بعد فترة غزلا فطريا جديدا.

ويمكن أن تتكاثر الخمائر عن طريق تكوين الأبواغ، ولكن معظم أنواعها يتكاثر بواسطة التبرعم.

 

ويصنف العلماء الفطريات أقساما مختلفة، على أساس طرق تكاثرها وصور دورات حياتها، بصفة أولية. وأهم هذه الأقسام ما يلي:

1- الفطر الزيجوتية: تكتسب اسمها من أن أبواغها زيجوتات تنشأ من اتحاد مشيجين.

وهي تضم نحو 600 نوع، منها «عفن الخبز الأسود»، ويستغل بعض أنواعها في عمل بعض المستحضرات الطبية والغذائية.

 

2- الفطر الزقية: تكتسب اسمها من أن أبواغها تتكون في زقاق (وهي أكياس صغيرة).

وهي تضم نحو 35000 نوع، قد يكون أشهرها خميرة الخباز وخمائر أخرى تستعمل في إنضاج أنواع من الجبن. وبعض هذه الفطر يحدث أمراضا نباتية خطيرة.

كذلك تنتمي إليها الكمأة أو «الفقع»، التي توجد أجسامها الثمرية الكروية مطمورة في التربة.

 

وترتبط هذه الفطرة بأنواع معينة من النباتات التي تكثر بعد سقوط الأمطار، كنبات الإرجة أو الجريت، ووجودها يبشر بوجود الكمأة.

وتعد الكمأة من أشهى أنواع الفطر مذاقا وأغلاها ثمنا، فضلا على فوائدها الطبية. والطريف أن الثعالب مولعة بها، وهي تهتدي إلى مواضعها بحاسة شمها القوية، فتنبش التربة لاستخراجها!

 

3- الفطر الصولجانية (البازيدية): تكتسب اسمها من أن دورة حياتها تتضمن تكوين تراكيب صولجانية الشكل، تسمى «بازيدات»، تحتوي على الأبواغ.

وتضم المجموعة نحو 30000 نوع، منها فطر صدإ القمح وغيره من الأصداء والأمراض النباتية الأخرى التي تسبب خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية.

ولكن منها أيضا أنواع عيش الغراب التي تتميز ثمارها البازيدية بشكلها الذي يشبه المظلة. وبعض أنواعها يعد من الأطعمة الشهية أو يكسب ألوانا من الطعام نكهة طيبة.

 

ولعل أشهر أنواع عيش الغراب المأكولة هو «عيش غراب الغياض»، الذي يستزرع في كثير من البلاد، ويكثر تداوله في الأسواق.

ولكن ينبغي الحذر عند تناول الأنواع البرية من عيش الغراب فبعضها سام، أو ضار بصور مختلفة.

بل قد يكون قاتلا، على الرغم من جمال أشكالها وبهاء ألوانها. ومن هذه الفطر أيضا «الكرات النفاثة»، التي تنفتح عند نضجها، لأقل لمسة وتنفث في الجو ملايين من أبواغها.

 

4- الفطر غير التامة: تكتسب اسمها من أن دورات حياتها لا تتضمن تكاثرا جنسيا، أو هي غير معروفة على وجه التحقيق.

وهي تتضمن نحو 30000 نوع، لعل أشهرها جميعا أنواع الجنس بنيسيليوم الذي ينتج أول ما اكتشف من المضادات الحيوية.

 

وبعضها يستخدم في إكساب أنواع من الجبن نكهتها ورائحتها المتميزتين، كجبن الروكفور (الأزرق) والكاممبير. وكثير منها يسبب أمراضا جلدية، أو التهابات في الفم أو فروة الرأس أو الأظافر، بل قد يصيب الأعضاء الداخلية.

وهكذا يتضح لنا أن الفطر عالم كبير، له دور ملموس في النظم البيئية، وعلاقات مهمة بالإنسان قد يكون من آثارها خير عميم أو شر مستطير.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى