البيئة

مصادر المياه في الوطن العربي

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

مصادر المياه في الوطن العربي البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

لا يتعدى رصيد العالم من المياه العذبة (14) من الألف من نسبة المياه في العالم، وهذه النسبة تشمل مياه البحيرات والأنهار وبخار الماء ورطوبة التربة، وتحرص كل دولة على توفير القدر اللازم منها لتجنب مخاطر التعرض لأزمات مائية. 

ولقد ظهر العديد من الدراسات والكتب التي تشير إلى الأزمة المتوقعة للمياه الوشيكة الحدوث على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وأن الحرب القادمة في الشرق الأوسط ستكون بسبب المياه.

فعندما كانت الصهيونية العالمية تخطط لبناء دولة إسرائيل كان توفر المياه في فلسطين وحولها أحد العوامل التي جعلتهم يفضلونها لبناء دولتهم على اراضيها، بعد أن كان هناك عدد من الخيارات الأخرى مثل أوغندا أو الأرجنتين أو شبه جزيرة سيناء. 

 

والمتتبع لأحداث الشرق الأوسط وخاصة منذ قيام دولة إسرائيل يرى أن عامل المياه سبب أساسي من أسباب الحروب التي حدثت بين العرب والدولة الصهيونية كحرب 1967م، التي هدفت للاستيلاء على مصادر المياه مثل نهر الأردن ومرتفعات الجولان السورية.

كما أنه من أقوال بن جوريون المشهورة "بأن اليهود يخوضون ضد العرب معركة مياه". كما أن هناك العديد من الصراعات التي حدثت في الشرق الأوسط بسبب المياه مثل الحرب العراقية الإيرانية، وكذلك هناك العديد من الخلافات السياسية بشأن السيطرة على موارد المياه الرئيسية مثل السودان ومصر أو تركيا وسوريا والعراق وهكذا.

 

ما مصادر المياه في الوطن العربي؟

تمثل مساحة الوطن العربي (4,9%) من مساحة العالم تقريبا، ولكنه يمتلك أقل من واحد بالمائة من المخزون العالمي للمياه وتقدر نسبته بنحو (0,71%)، وهذه الأرقام تبين بشكل جلي فقر العالم العربي للمياه العذبة. 

فاقل من نصف مساحة الوطن العربي (43%) تقريبا تغطيها الصحارى القاحلة، حيث يبلغ معدل هطول الأمطار بين 5 و 45 مليمترا في العالم. 

ومقارنة مع دول أوروبية مثل فرنسا وهي التي يبلغ معدل هطول الأمطار فيها ما بين 500 و 2000ملّيمتر سنويا يتبين لنا شح الأمطار الساقطة على مختلف أجزاء الوطن العربي الممتد من المحيط إلى الخليج. 

 

وتنقسم أهم مصادر المياه في الوطن العربي إلى نوعين هما:

أ- المياه السطحية

وتشمل الأدوية الموسمية وبعض الأنهار الدائمة الجريان مثل "نهر النيل"، الذي ينبع أحد فروعه من (النيل الأبيض) من بحيرة فيكتوريا، وفرعه الثاني (النيل الأزرق) وينبع من بحيرة تانا وتقع كلتا البحيرتين في أثيوبيا.

أما نهرا دجلة والفرات فينبعان من هضبة الأناضول في تركيا ويمران بالأراضي السورية ثم الأراضي العراقية في شط العرب على ساحل الخليج العربي.

 

ب- المياه الجوفية

تنتشر الطبقات المائية الحاملة للمياه الجوفية في أجزاء مختلفة من العالم العربي.  تتفاوت درجات ملوحة هذه المياه من عذبة إلى مالحة إلى شديدة الملوحة. 

فالمياه الجوفية في الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط ذات درجة ملوحة منخفضة بينما مياه شبه الجزيرة العربية الجوفية ذات درجة ملوحة متوسطة إلى شديدة الملوحة.  وتعتمد درجة ملوحة المياه على نوع الطبقات الصخرية وعلى تدخل مياه البحر.

إن مصادر المياه العذبة في العالم العربي بشكل عام تتسم بالمحدودية، إضافة إلى الشح الواضح فيها مقارنة بالمساحة الشاسعة والاحتياجات المستقبلية لمواجهة النمو السكاني السريع والتوسع في المشاريع الإنمائية المختلفة. 

وعلى ضوء ذلك يجب اتخاذ سياسة واضحة تهدف إلى المحافظة على المصادر الموجودة فعلاً، والتوسع في اكتشاف الجديدة منها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى