لماذا بعضُ الأشخاص من «محبي الصباح»؟
هل تفضل البقاء مستيقظًا إلى وقت متأخر، أو أنك حريص على الاستيقاظ مبكرًا؟
بقلم: إيلسا هارفي
كيف تتفاعل مع المنبه الذي يرن في الصباح الباكر؟ هل يكفيك تنبيه واحد ليجعلك تقفز من السرير، أو تحتاج إلى عدة تنبيهات لإيقاظك؟ جميع أجسادنا مبرمجة على ساعات بيولوجية داخلية، والتي تُحدِّدها الجينات إلى حد كبير.
على الرغم من أنك تستطيع التحكُّم في موعد استيقاظك عن طريق ضبط المنبهات وتخطيط جدول نومك، فإن «الأشخاص الصباحيين» لا يواجهون أي مشكلة في الاستيقاظ وهم يشعرون بالنشاط.
Circadian rhythm الطبيعي لجسمك ضارةً بصحتك. تُظهر الدراسات أن العيش بشكل غير متوافق مع ساعتك البيولوجية قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والاكتئاب والسمنة. لكن %0.2 من الناس لديهم مرحلة نوم متأخرة تختلف فيها ساعتهم البيولوجية بأكثر من ساعتين عن هذا النطاق، سواء إلى الأمام أو إلى الخلف. من منظور تطوّري، يمتلك البشر دورات نوم متفاوتة قليلًا لزيادة فرص البقاء على قيد الحياة. كان بعض أسلافنا الأوائل من محبّي الاستيقاظ المبكر ينهضون باكرًا للبقاء متيقظين تحسبًا لأي مخاطر محتملة، بينما كان آخرون يسهرون حتى وقتٍ متأخر للغرض نفسه، تمامًا كما يتناوب العمال على فترات العمل.
محبو الصباح وعشاق السهر
يُعرَف التفضيل الطبيعي لجسمك للنوم أو للبقاء في حالة يقظة باسم النمط الزمني (Chronotype). تُشكِّل الأنماط الزمنية جزءًا من الإيقاع اليومي لجسمك، وهو الدورة البيولوجية التي تستمر مدة 24 ساعة وتساعد على تنظيم الساعة الداخلية لجسمك، إلى جانب مجموعة من العمليات الفسيولوجية مثل درجة حرارة الجسم، والهرمونات، والتمثيل الغذائي.
تكون الأنماط الزمنية الصباحية Early bird chronotypes مهيّأة للاستيقاظ يوميًا عند الساعة 07:00 صباحًا أو قبل ذلك، والبَدء فورًا في ممارسة الأنشطة بكفاءة. أما الأنماط الليلية Night owl chronotypes، فعلى الرغم من قدرتهم على تدريب أجسادهم على الاستيقاظ بواسطة منبّه مبكر، فإن أدمغتَهم قد لا تبلغ أقصى مستويات الإنتاجية إلا في وقتٍ لاحق من اليوم. وعمومًا، يتمتع الأطفال بأنماط زمنية صباحية، وهي تتأخر تدريجيًّا مع التقدُّم في السن حتى البلوغ. ولهذا السبب يُنظَر إلى بعض المراهقين على أنهم كُسالى، بينما الحقيقة أنهم لم يطوِّروا بعد نمطًا زمنيًا أكثر تأخُّرًا.
مستواه في الجسم ما بين الساعة 6 و8 صباحًا، مما يساعد على تهيئة الجسم للاستيقاظ وممارسة الأنشطة اليومية بكفاءة.. يُنتَج الكورتيزول في وقت مبكر وكثيرًا ما تكون مستوياته أعلى في الأشخاص الصباحيين. الميلاتونين هو هرمون النوم، والذي له تأثير معاكس. يُخبر الميلاتونين الجسم بأن عليه الاستعداد للنوم. وكذلك يُظهر الأشخاص الصباحيون ذروة هذا الهرمون في وقت أبكر من المساء مقارنة بمن يفضلون السهر، ما يدفعهم إلى النوم في وقت مبكر والاستيقاظ بتركيز في الساعات الأولى من الصباح.
