مركبة مارس أوربيتر ترصد ندبة مريخية أطول من غراند كانيون
بقلم: فيكتوريا كورليس
”التقطت مركبة مارس إكسبرس الصور الجديدة لحفرة أغانيبي“
التقطت الصور الجديدة التي نشرتها وكالة الفضاء الأوروبية European Space Agency ندبة متلوية يبلغ طولها 373 ميلا على سطح المريخ بتفاصيل أكبر من أي وقت مضى. ويعج الكوكب الأحمر بالخدوش والندوب، وهذا الأخدود، المعروف بحفرة أغانيبي Aganippe Fossa، هو واحد من هذه الأخاديد الشبيهة بالخنادق وذات الجدران الشديدة الانحدار. وبشكل أكثر تحديداً، فإن حفرة أغانيبي هي ما يسمى ”الانخساف“ Graben. كتب مسؤولو وكالة الفضاء الأوروبية في تصريح لهم: ”ما زلنا غير متأكدين من كيف ومتى ظهرت حفرة أغانيبي، لكن يرجّح أنها تشكلت عندما ارتفعت الصهارة Magma تحت الكتلة الهائلة لبراكين ثارسيس Tharsis volcanoes وتسببت في تمدد قشرة المريخ وتشققها“.
كما يشيع في تسميات الكواكب، اشتُق اسم ”حفرة أغانيبي“ من الأساطير الكلاسيكية. كانت أغانيبي، ابنة نهر تيرميسوس Termessos، حورية مرتبطة بنبع عُثر عليه في قاعدة جبل هيليكون Mount Helicon في اليونان. تكريماً لأصول التسمية، تظهر حفرة أغانيبي عند قاعدة أحد أكبر براكين المريخ، وهو جبل أرسيا Arsia Mons. تُشتق كلمة ”حفرة“ Fossa من مصطلح لاتيني بمعنى أخدود أو خندق، وتشير إلى منخفض طويل وضيق على سطح كوكب أو قمر.
التقطت الصور الأخيرة مركبة مارس إكسبرس Mars Express التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، وهي أول بعثة أوروبية إلى الكوكب الأحمر، والتي تدور حول المريخ منذ عام 2003. وعلى الرغم من فقدان مركبة
الهبوط بيغل ،(2) Beagle 2 إلا أن المركبة المدارية لا تزال تجري استكشافاً شاملاً للمريخ. فهي ترسم خرائط لمكامن المعادن، وتدرس الغلاف الجوي، وتستكشف ما يوجد تحت قشرة الكوكب، وتستكشف قمري الكوكب فقاعيي الشكل، فوبوس Phobos وديموس Deimos. التقطت مارس إكسبرس صوراً جديدة لحفرة أغانيبي باستخدام كاميرتها المجسمة العالية الدقة، وكشفت الملامح السطحية المتنوعة للمريخ بتفاصيل مذهلة، حيث أظهرت التلال المتجمعة وغير المستوية والمنحدرات اللطيفة الانحدار والمغطاة بالحطام، والمعروفة بالمناطق الرابية Hummocky والتضاريس المفصّصة Lobate terrains، على الترتيب.
هذه التضاريس هي واحدة من سمات ”الهالة“ Aureole الحلقية الشكل لـبركان أرسيا، في إشارة إلى قرص مساحته 38,610 ميل مربع حول قاعدة البركان، وربما ترتبط بأنهار جليدية قديمة. كتب مسؤولو وكالة الفضاء الأوروبية: ”من المثير للاهتمام أن هذه الهالة لم تتراكم سوى على الجانب الشمالي الغربي من البركان، ويرجع ذلك غالباً إلى الرياح السائدة من الاتجاه المعاكس التي تتحكم في موضع استقرار الجليد بمرور الزمن“. وصف الفريق أيضاً ديناميكيات الغبار والرمال التي تحملها الرياح في هذه المنطقة من المريخ، والتي تخلق أنماطاً ”تشبه الحمار الوحشي“ على سطح الكوكب نتيجة لترسيب مواد داكنة على أرضية فاتحة اللون. ”يُظهر السطح هنا أيضاً دليلاً على تدفقات الحمم البركانية، التي يعود تاريخها إلى فترة نشاط البركان“.
تعد حفرة أغانيبي واحدة من العديد من ملامح البياض (الألبيدو) Albedo features النمطية على المريخ، والتي تشير إلى السمات المضيئة والمظلمة التي تُرى على الكوكب حتى عبر تلسكوب أرضي. باستخدام المركبات المدارية الفضائية، حصل الفلكيون على مناظر غير مسبوقة لسطح الكوكب الأحمر وتضاريسه المثيرة للاهتمام.