جائزة جابر الأحمد للباحثين الشباب

عبدالله راشد الشبلي

أستاذ مشــارك يثري معرفة الجيل المقبل حول موضوعات القانون الـمُعقّدة ويكشف غموضها

إن فهم موضوعات مُعقَّدة، مثل: حوكمة الشركات، وقانون الأعمال، يشكِّل تحدياً. ويزداد الأمر صعوبًة عندما يتطلب الأمر التعبير عنها بلغة أخرى، ولكن هذا – بالتحديد – ما تَمكَّن عبدالله الشبلي من تحقيقه، وتلقت مساهماته – في هذا المجال – ما تستحقه من اعتراف، بمنحه «جائزة جابر الأحمد للباحثين الشباب»، من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، للعام 2022.

قال الشبلي، بمناسبة حصوله على الجائزة، ضمن فئة العلوم الاجتماعية والإنسانية: «منحي هذه الجائزة شرف كبير لي، إنه تقدير كبير للعمل الذي قمت به، وأشعر بالفخر الشديد لما حققته».

عرف الشبلي عن «جائزة جابر الأحمد للباحثين الشباب» بالمصادفة، وقرر تقديم أعماله عله يحظى بفرصة. استغرق إعدادُ طلبه بعضَ الوقت، وهو أمر متوقع متى ما عرفت مزيداً عن إنجازاته العديدة في هذا المجال. ‎

حصل الشبلي على البكالوريوس في العلوم الشرطية من أكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية، في العام 1999، ثم حصل على البكالوريوس في القانون من جامعة الكويت. تنامى اهتمام الشبلي بقانون الشركات والأعمال خلال دراسته الجامعية، وتحديداً في أثناء دراسته لنيل درجة الماجستير في القانون الخاص، في العام 2008 من جامعة الكويت، وكان موضوع بحثه الرئيسي هو التلاعب في سوق الأوراق المالية في الكويت.

بعد حصوله على درجة الماجستير، تابع الشبلي دراسته لنيل درجة الدكتوراه في قانون الأعمال وحوكمة الشركات في جامعة ليدز، بالمملكة المتحدة، واستكمل دراسته في العام 2015. بعد ذلك أمضى خمس سنوات في المملكة المتحدة باحثاً متفرغاً. ‎

عمل الشبلي في أكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية، حيث تقلَّد مجموعة مختلفة من الوظائف، في البداية عمل محاضراً مساعداً، ثم أستاذاً مساعداً، قبل أن يشغل منصبه الحالي، أستاذاً مشاركاً في قسم القانون بالأكاديمية. ويتضمن عمله الحالي تطوير المناهج الدراسية للطلبة، إلى جانب توسيع المحتوى المعرفية المتاح لهم للدراسة.

وإلى جانب أدواره في الأكاديمية، يتمتع الشبلي بخبرة كأستاذ زائر في جامعة ديوك بالولايات المتحدة، وأستاذ مساعد في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا في الكويت، وباحث زائر في جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة.

قال إنه، خلال السنوات الأخيرة، تحول تركيزه إلى «موضوع قانون الأعمال، خاصة حوكمة الشركات»، وهو على دراية عميقة بقانون الأعمال في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، ودول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك الكويت، وهو يستخدم الآن هذه المعرفة لتقييم كيف تتعامل مختلف الدول مع موضوع قانون الأعمال. ‎

قدم الشبلي كثيراً من الأوراق البحثية في العديد من المؤتمرات الدولية، كان آخرها خلال المؤتمر الدولي السادس بشأن تطوير الأعمال والقانون الذي عُقِد في جامعة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. كما أن لديه سجلاً حافلاً من الأبحاث المنشورة؛ فقد نشر أكثر من 15 بحثاً علمياً في المجلات المُحكَّمة، وألَّف ستة كتب. ‎

غطَّت أبحاثه مجموعة واسعة من الموضوعات، بدءاً – على سبيل المثال لا الحصر – من الأطر القانونية لحوكمة الشركات، وحتى تطوير البورصة في الكويت، وقانون الأعمال والأوراق المالية، وتحديات تطبيق حوكمة الشركات. ونظراً إلى أنه خبير في العديد من مجالات القانون المعقد، يتمتع الشبلي بالقدرة على جلاء غموض هذه الموضوعات، وتوضيحها، لإتاحتها للقراء، بمن فيهم الطلبة الذين يختارون مجال القانون الدولي. ‎

في العام الماضي، أصدر الشبلي كتابه الأخير بعنوان «قانون الأوراق المالية المقارن.. وجهات نظر من الكويت والمملكة المتحدة والولايات المتحدة»، ووصفه بأنه أحد «أكثر إنجازاته إثارة للاعتزاز»؛ فالكتاب الذي نشرته «مجموعة روتليدج» المرموقة Routledge group، مكتوب باللغة الإنجليزية، ويهدف إلى تقديم رؤى قيمة عن قوانين الأوراق المالية، وكيف يجري تطبيقها في بلدان مختلفة. ‎

ونجاحه في نشر هذا الكتاب هو لحظة مهمة في مسيرة الشبلي المهنية، وإن لم تخلُ من التحديات. عن ذلك قال الشبلي: «إنه أول كتاب يُنشَر في الخارج عن القانون الكويتي». ومما يزيد من أهمية هذا الإنجاز الفريد التعقيدات المتصلة بترجمة المحتوى. عن ذلك قال الشبلي: «بالنسبة إليَّ، كان التحدي الأكبر هو المزج اللغوي بين اللغتين الإنجليزية والعربية، والكيفية التي يمكن وفقها الانتقال بين قواعدهما». وأضاف: «كان عليّ إجراء معظم أبحاثي باللغة الإنجليزية؛ الأمر الذي قد يتطلب كثيراً من الوقت والطاقة. وترجمة المصطلحات القانونية المعقدة، وشرحها بلغة مختلفة… لم يكن بالأمر السهل على الدوام».

وعلى الرغم من العمل الإضافي الذي تطلبه ذلك، قال الشبلي: «إنني فخور جداً لأنني تمكنت من التغلب على هذا التحدي بالذات. لقد كان من دواعي سروري الكبير أنني تمكنت من تأليف ونشر العديد من الكتب والمقالات التي مكنتني من نيل مثل هذه الجائزة».

كما أعرب الشبلي عن امتنانه لدور عائلته وزملائه في حياته المهنية، وعن ذلك قال: «أود أن أشكر أفراد عائلتي على وقوفهم بجانبي باستمرار، وكذلك زملائي الذين ساعدوني لاستكمال أعمالي. إضافة إلى ذلك، أود أن أتقدم بالشكر لوطني على الفرصة التي أتاحها لي، ولمؤسسة الكويت للتقدم العلمي لمنحي فرصة التقدم لهذه الجائزة».

إضافة إلى مصاعب العمل، قال الشبلي إن أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها، مثل العديد من الباحثين، هو إدارة الوقت: «إن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية والمسؤوليات الأخرى ليس بالأمر السهل على الإطلاق، ولكنني أشعر بأنني أجني حالياً ثمار عملي الجاد، وأتمنى أن أكون قد حققت التوازن المناسب بين حياتي العملية وحياتي العائلية».

ومع حرصه على الحفاظ على هذا التوازن، يعمل الشبلي جاهداً – أيضاً – على إكمال مخطوطة كتاب آخر، هذه المرة أيضاً باللغة الإنجليزية، ويغطي منظورات وآفاق الأنظمة القانونية في الكويت والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. والتحدي التالي الذي يواجهه هو العثور على ناشر لهذا الكتاب الفريد، حتى يتمكن من إتاحة معارفه حول هذا الموضوع، ووضعها في تصرف المهتمين بمعرفة المزيد. عن ذلك قال: «لا يتوافر العديد من الكتب المكتوبة حول النظام القانوني الكويتي باللغة الإنجليزية… أتمنى أن يُنشر الكتاب قريباً، وأن يتيح للكثيرين الاستزادة حول الموضوع».

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى