العلوم الإنسانية والإجتماعية

تقنيات ووسائل التربية الإلكترونية التي تستخدم في البرامج التدريبية أثناء الخدمة

2004 التدريب أثناء الخدمة

د. فهد يوسف الفضالة

KFAS

تقنيات ووسائل التربية الإلكترونية البرامج التدريبية العلوم الإنسانية والإجتماعية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

اكتسبت تكنولوجيا التدريب أهمية كبيرة في السنوات الأخيرة ويمكن القول إن التكنولوجيا قد بدأت تحل تدريجياً محل الأساليب والوسائل المستخدمة حالياً بصورة تقليدية.

بحيث أصبح هناك شكل من الاندماج بين تكنولوجيا التدريب الحديثة وبين نظم التدريب ، ومن الأمور التي ساعدت على دعم دور التكنولوجيا في العملية التدريبية أن العالم أصبح يعيش ثلاث ثورات في مجال تكنولوجيا المعلومات وهي :

– ثورة في الحاسبات التي تقوم بمعالجة المعلومات بشتى الطرق وبسرعة فورية وبدقة متناهية .

– ثورة في الإلكترونيات المصغرة سواء الأجهزة أو في قدرة تلك الأجهزة على تخزين كمية كبيرة من المعلومات في حيز صغير للغاية .

– ثورة في الاتصالات واستخدامها في مختلف مجالات الحياة .

 

ومن المسلم به أن تلك التطورات التكنولوجية وإمكانية الاستفادة منها في مجال التكنولوجيا المستخدمة في التدريب قد انعكست بالفعل على الممارسات التدريبية خاصة في مجال إعداد وتدريب العاملين أثناء الخدمة.

فهي تساهم في نجاح المدرب في أدائه لدوره وكذلك تساعد المتدربين بما تقدمه من مجالات وخبرات مباشرة وواقعية وملموسة الأمر الذي يعمل على تنمية الإدراك الحسي للمتدرب وتسهل عليه عملية التفكير والفهم بل وتعمل على تنمية المهارات والاتجاهات والقيم.

 

لذا فإنه من الأهمية بمكان التركيز على استخدام تلك التقنيات الحديثة مع ربطها بأهداف البرامج التدريبية ، حيث أصبحت هذه التقنيات والتي اصطلح على تسميتها بالتربية الإلكترونية من أنجح الأساليب للخروج بمعوقات العملية التربوية والتدريبية التقليدية.

كما أنها تتميز بالفردية في التعامل مع المتعلم والمتدرب كما تتميز بالتكامل لأنها تقدم أنسب وأحدث المعارف والخبرات العلمية والتكنولوجية وعرضها بأسلوب متفاعل من خلال وسائل متعددة تساعد على دقة الفهم وحسن الاستيعاب.

 

وهناك العديد من تقنيات ووسائل التربية الإلكترونية التي تستخدم في البرامج التدريبية أثناء الخدمة وتسهم بطريقة فعالة في تحسين الوضع التعليمي والتدريبي داخل قاعات التدريب ومن أهمها :

 

1- التليفزيون التعليمي :

يعد التليفزيون أحد الوسائل المعرفية الحديثة التي بدأت بالانتشار الواسع منذ منتصف القرن العشرين حيث أن لهذا الجهاز تأثيراً فعالاً في تعديل سلوك واتجاهات الأفراد على اختلاف أعمارهم.

لذا كان اهتمام العاملين في مجال التدريب كبيراً بتلك الوسيلة لدعم وسائل التدريب الحديثة والتي تتمتع بإمكانيات متعددة تسمح لمن يشترك في القنوات التعليمية أن ينتقوا ما يلائمهم من برامج تربوية تساعد على إعدادهم مهنياً.

 

وتقسم البرامج التلفزيونية التعليمية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

– برامج تعليم وتعلم كاملة ، ويندرج تحت هذا النوع برامج الجامعات المفتوحة .

– برامج تعليم وتعلم متممة ، حيث يقوم المتدرب بعمل أنشطة مكملة ولازمة لاستكمال المنهج الدراسي .

– برامج تعليم وتعلم إضافية ، وتقدم من خلالها فقرات وبرامج تعمل على إثراء المعارف والمعلومات لدى المتدربين .

 

ومن مميزات البرامج التلفزيونية التعليمية أنها تحقق الجوانب التالية :

– تعتبر أكثر التقنيات قرباً للواقع (صوت/ صورة/ حركة كاملة/ لون) .

– توفير خبرات المدربين الأكفاء لعدد كبير من المتدربين .

– تساعد على معالجة الفروق الفردية/ الدراسة المنفردة .

– تقدم للمتدربين مشاهد وتجارب لا يمكن رؤيتها بالوسائل العادية .

– يمكن لهذه البرامج استخدام مختلف الوسائل الأخرى .

– التدريس أو التدريب المصغر باستخدام أجهزة الفيديو :

 

وتعتبر هذه الطريقة إحدى التجارب الجديدة والفعالة ، وكان الأساس الذي قامت عليه هذه الفكرة هو استخدام جهاز الفيديو في إعداد المدربين ومساعدة المتدربين وذلك باعتبار أن التدريب سلوك مكون من مجموعة من المهارات المعقدة التي يمكن تحديدها من خلال تحليل هذا السلوك.

ويتم ذلك داخل موقف مصغر وذلك باستخدام الفيديو حيث يقوم المتدربون باستخدام كاميرات التصوير بأنفسهم لتسجيل عملية التدريب.

 

2- التعليم والتدريب عن بعد :

وهذه البرامج تتيح للمتدربين أن يختاروا الوقت والمكان المناسبين لهم باستخدام التعلم الذاتي من خلال تزويدهم بخليط من التسجيلات السمعية والمرئية والتعليم وجهاً لوجه.

وتعد وسائل الاتصالات عن بعد ذات أهمية كبيرة ينبغي أن توضع في الحسبان بالنسبة لإعداد المدربين وللتدريب أثناء الخدمة، حيث تسمح هذه الوسائل بالمشاركة في خبرات الإعداد والتدريب للمتدرب وهو داخل قاعة التدريب.

كما تسمح استخدام تلك الوسائل بتوسيع الفرص التدريبية للمتدربين وبذلك فإن الخدمات والأنشطة التدريبية والتعليمية تستطيع أن تصل إلى أعداد كبيرة من المستفيدين.

ومن المؤسسات التي تستخدم هذا الأسلوب الجامعة المفتوحة Open University والتي تستخدم النظم التلفزيونية العامة كنظام الإذاعة والتلفزيون العادي وذلك من خلال استديوهات لإنتاج وتسجيل وبث البرامج/ نظم الأقمار الصناعية والتي تمثل ثورة في عالم الاتصالات.

 

3- شبكة الاتصالات الهاتفية :

أضافت وسائل الاتصالات الهاتفية عدداً من الأساليب والوسائل التكنولوجية الحديثة ، حيث سهلت تقديم الخبرات التدريبية من خلال شبكة الهاتف .

وتتعدد نظم شبكة الهاتف في الوقت الحاضر نتيجة للتطورات المتلاحقة في التقنيات الإلكترونية التي أدخلت نظام الحاسبات ضمن وسائل الاتصال المختلفة بحيث أصبح هذا الجهاز ملازماً للفرد في أي موقع كان ، ويمكن استخدام نماذج متعددة للخدمات التدريبية عبر نظام الهاتف منها:

– الاتصال من الموقع مع المدرب المختص عبر نظام الاتصال عن بعد وذلك للاستفسار عن حل بعض الجوانب التي قد تعترض سير العملية التدريبية .

– استخدام الحاسب الشخصي متعدد الوسائل عبر الشبكة الرقمية للتدرب من خلال برامج تدريبية على بعض المهارات والأنشطة المكملة .

– المحاضرات الهاتفية Tele – Lecture والتي تقدم من خلال خطوط الهاتف مع استخدام أجهزة تضخيم الصوت ليسهل الاستماع إلى المدرب وتوصيل المحاضرة إلى قاعة التدريب .

– الحصول اللاسلكية Tele – Class وتتم من خلال استخدام نظام خاص للشبكة الهاتفية بواسطة بث المواد التدريبية إلى عدد كبير من المستفيدين في المنازل .

 

وعموماً فإن لنظام الشبكة الهاتفية عدد من المميزات الخاصة بعملية التدريب هي :

– سهولة وسرعة الاتصال .

– تعدد وسائل الاتصال (هاتف/ فاكس/ حاسب آلي) .

– عدم التقيد بوقت محدد (التدريب في وقت الفراغ) .

 

4- التدريب بمساعدة الحاسبات الآلية :

لقد تطورت استخدامات الحاسبات الآلية تطوراً مذهلاً خلال العقود القليلة الماضية وأصبح تغلغلها في كل نواحي الحياة من سمات هذا العصر.

ومن ذلك الاستخدام الواسع في مجالات التدريب حتى أصبحت الحاسبات الآلية أدوات ليس فقط للاستفادة من قدراتها الكبيرة والمتزايدة فيما يتعلق بتوفير البيانات والمعلومات بسرعات غير مسبوقة وبطرق وأساليب لا يمكن مجاراتها بشرياً.

بل أصبحت تلك الحاسبات تنطوي على إمكانية أن تكون أداة لتعظيم الذكاء الإنساني على المدى المنظور حتى بلغ التخوف من هذا التطور لدرجة اعتقاد الناس أن تلك الحاسبات الآلية سوف تصبح من الذكاء الذي لا تكون معه حاجة إلى العقل البشري صانعها ومخترعها .

ومن خلال توصيل أجهزة الحاسبات الآلية بالأجهزة السمعية والبصرية أصبح من السهولة بمكان التحكم في عرض البيانات والمعلومات التي تتطلبها العملية التدريبية كما أصبح في الإمكان سرعة توفير معالجة ونقل تلك البيانات والمعلومات بتكلفة منخفضة.

 

وفي مجال التدريب فإن ثمة تطورات بالغة الأهمية أدت إلى استخدامات غير مسبوقة للحاسبات الآلية نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر ما يلي :

– ابتكار النظم الخبيرة Expert Systems

وهي عبارة عن برامج متطورة صممت خصيصاً لتقوم بعمل الخبراء في مجال معين بمعنى أنه يمكن الحصول على الاستشارات من خلال ذلك النظام عند القيام بعمل في المجال الذي ينتمي إليه والذي يعرف بالنظام المبني على المعرفة حيث يتكون النظام الخبير من قاعدة معرفية Knowledge Base تضم مجموعة من الحقائق Facts عن مجال معين وقواعد بحثية Rules تحدد كيفية استخدام تلك القواعد .

وقد صممت النظم الخبيرة لمساعدة الخبراء والمستشارين والمدربين وليس للاستغناء عنهم ، وأثبتت أهميتها في مجال التدريب بصفة خاصة.

 

– ابتكار نظام الذكاء الصناعي Artificial Inteligence

وهو أحد علوم الحاسب الآلية الفرعية التي تهتم بإنشاء برامج ومكونات مادية قادرة على محاكاة وتقليد السلوك البشري ، وتعتبر نظم الذكاء الصناعي من الابتكارات المتطورة والمعقدة والتي يمكن من خلالها محاكاة وتقليد نظم واقعية لاستخدامها في التدريب.

ومن أمثلة تلك النظم مقلدات الطيران لتدريب الطيارين ومقلدات المعارك الحربية للتدريب على المعارك ومحاكاة الانفجارات النووية (والتي تعتبر بديلاً علمياً عن التجارب الفعلية للانفجارات النووية) كذلك محاكاة أسواق الأوراق المالية ومحاكاة القرارات الإدارية والتنظيمية وغيرها.

 

– ابتكار نظم الواقع التخيلي Virtual Reality ويقصد بها النظم والتطبيقات التي يتم تطويرها والتعامل معها من خلال معدات خاصة تحدث تأثيراً مماثلاً للتأثيرات الحقيقية التي يشعر بها الإنسان عند ممارسته العمل العضلي وتمثل تطبيقات هذا المجال ثورة غير تقليدية في أساليب التدريب.

 

5- التدريب عبر الإنترنت :

واكب ثورة المعلومات ظهور شبكة الإنترنت ، والتي تعتبر من أهم التقنيات المستخدمة كقناة في القنوات التعليمية وأكثرها تقدماً وتعقيداً ، أن جيل الإنترنت هو تحدٍ حقيقي لجيل الآباء والمعلمين والمدربين.

فهذا الجيل يستطيع اليوم أن يحصل على المعلومات والخبرة من مصادر متعددة وبصورة قد تجعله يعرف أكثر من آبائه ومع هذا الجيل تسقط فكرة أكبر أو أصغر وتتحول إلى مستخدم الإنترنت أكثر أو أقل .

وتعمل هذه الشبكة على تكامل وارتباط واتصال نظم المعلومات الداخلية في المؤسسة/ القطاع/ الدولة بصورة منظمة باستخدام التكنولوجيا المتطورة والتي تتمثل في الخدمات المتشابكة Web Services وأسلوب العرض المعتمد على القفز بين الموضوعات مع تجانس استخدام كافة المؤثرات الحسية (صوت/ صورة/ فيديو) .

 

والإنترنت هي شبكة متعددة الوظائف يمكن استخدامها في تنفيذ العديد من المهام داخل أي مؤسسة ومنها التعليم المستمر المفتوح ، والتدريب الذاتي للعاملين في المؤسسة ، والتعلم الفردي.

حيث يمكن للمتعلم الارتباط بصورة مباشرة بكافة أصحاب الخبرة بما يحقق إمكانية الاستفادة ونقل الخبرة من خلال ما تتيحه من بانوراما كاملة للمعلمات بالعالم الخارجي وما يسمى بالمكتبة المفتوحة طوال اليوم

حيث يمكن الحصول على الوثائق ، المحاضرات ، البرامج التدريبية وتبادل المعلومات وإجراء الحوار مع أي فرد في أي وقت ومكان تحقيقاً لمبدأ "اتصل ولا تنتقل" مما يجعل الإنترنت وسيلة أساسية لرفع كفاءة التعليم والتدريب ووسيلة حديثة لتحقيق التنمية المهنية للعاملين بالمؤسسة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى