شخصيّات

نبذة عن حياة زعيم المقاومة الفلسطينية “أمين الحسيني”

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

المقاومة الفلسطينية أمين الحسيني شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

أمين الحسيني هو أحد زعماء المقاومة الفلسطينية البارزين في مواجهة الأطماع الصهيونية.

وقد تولى منصب مفتي القدس في عام 1921 مما أكسبه مركزا اجتماعيا ساعده على احتلال مركز الزعامة، خاصة وأنه تولى كذلك رئاسة المجلس الإسلامي – ولهذا أصبح ذا نفوذ كبير في فلسطين.

وفي عام 1926 تزعم الدعوة إلى إنشاء "جمعية حراسة المسجد الأقصـى" التي سعت إلى التصدي للدفاع عن المقدسات الإسلامية في وجه التحرشات الصهيونية، وبخاصة بعد نشوب الاشتباكات بين العرب واليهود في القدس وعدة مدن فلسطينية أخرى.

 

ولما كانت السلطات البريطانية تضغط من أجل فتح باب الهجرة إلى فلسطين أمام اليهود اشترك الحسيني مع فلسطينيين آخرين في تأليف وفد اتجه إلى لندن لعرض مطالب عرب فلسطين.

وفي عام 1931 أشرف على الدعوة إلى مؤتمر إسلامي عام في القدس للدعاية لقضية فلسطين باعتبارها قضية إسلامية، وقد حضـر هذا المؤتمر عدد كبير من كبار رجال الدين والساسة في الوطن العربي والعالم الإسلامي.

وأثناء المؤتمر التقى عدد كبير من رواد الحركات العربية وتباحثوا حول أوضاع الأمة العربية وما آلت إليه من استعمار وتجزئة وقرروا عقد مؤتمر عربي يحقق وحدة الكفاح واتفقوا على وضع ميثاق قومي والدعوة إلى مؤتمر قومي.

 

ورغم أن هذه الخطط لم تكلل بالنجاح بسبب السيطرة الاستعمارية على الوطن العربي والعالم الإسلامي، إلا أنها جعلت القضية الفلسطينية موضع اهتمام العرب والمسلمين.

وإزاء تخاذل السلطات البريطانية في فلسطين في مواجهة الهجرة اليهودية إلى فلسطين واستيلاء اليهود على الأراضي العربية جرت الدعوة إلى إضراب عام مما أذن بنشوب الثورة الفلسطينية الكبرى (1936 – 1939) التي استعملت بريطانيا القوة في إخمادها مما أدي إلى فرار بعض قادتها إلى سوريا والعراق.

وقد توجه أمين الحسيني إلى بغداد حيث لعب دورا أساسيا في الثورة التي نشبت في العراق في عام 1941 ضد الحكم البريطاني، وبعد أن أخمد الإنجليز الثورة العراقية توجه إلى إيران ثم إلى ألمانيا التي كانت تحارب بريطانيا وحلفاءها.

 

وفي برلين وثق الحسيني علاقاته مع الحكومة الألمانية التي كانت تعادي اليهود. وبعد هزيمة ألمانيا في عام 1945 لجأ الحسيني إلى القاهرة التي أصبحت قاعدة للجامعة العربية التي ساندت كفاح الشعب الفلسطيني.

ومن القاهرة استطاع الحسيني أن يوجه الكفاح الفلسطيني وأن يؤثر في موقف الحكومات العربية من القضية الفلسطينية. وكان يسعى إلى استقلال فلسطين عن الحكم البريطاني والتصدي للخطر الصهيوني.

وإزاء الإرهاب الصهيوني ضد الإنجليز أعلنت بريطانيا في عام 1947 رغبتها في الانسحاب من فلسطين وعرضت المسألة الفلسطينية على هيئة الأمم المتحدة التي أوصت بتقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما عربية والأخرى يهودية.

 

ورفض العرب التقسيم في ذلك الوقت، ولكن اليهود أعلنوا قيام دولتهم في 14 مايو 1948، وفقي اليوم التالي دخلت الجيوش العربية إلى فلسطين لإنقاذها من الضياع، ولكنها لم توفق في ذلك نتيجة لمساعدة الولايات المتحدة للدولة اليهودية (التي حملت اسم إسرائيل).

وقد أدت حرب 1948 إلى خروج كثير من عرب فلسطين من بلادهم نتيجة لأعمال الإرهاب التي ارتكبها اليهود، ومنذ ذلك الوقت برزت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

وظل أمين الحسيني يتابع قضية بلاده وهو في المنفى ولم ييأس من تخليص فلسطين من الاستعمار الصهيوني حتى وفاته.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى